كلمة عماد الدين عمر الحسن لماذا خسر المريخ الشكوي… خسر المريخ كما تابع كل المهتمون بأمره الشكاوي التي تقدم بها ضد فريقي الامل عطبرة وهلال كادوقلي مما أدي الي احباط كبير وسط قواعده ، وساهم في زيادة هذا الاحباط الشائعة القوية التي انتشرت قبل الفصل في الشكاوي والتي أفادت أن اللجنة منحت المريخ نقاط مباراة هلال كادوقلي وقررت اعادة مباراة الامل قبل أن يتضح بعد ذلك أن اللجنة رفضت الشكوتين معا بسبب اقتناعها بعدم صحة الشكاوي . بالنسبة للشكوي الاولي التي تقدم بها المريخ ضد نادي الامل عطبرة ، فقد استندت علي رواية تقول أن اللاعب عمر عثمان اعتدي علي حكم مباراة فريقه السابق موردة القضارف مع احد الفرق الاخري ثم بصق علي وجهه ثم قام الاتحاد المحلي بالقضارف بناءا علي تلك الواقعة بايقاف اللاعب المذكور برفقة اثنين من زملائه لمدة عام ، ثم انتقل بعد ذلك اللاعب الي الامل عطبرة قبل انقضاء مدة العقوبة المفروضة عليه ، وهي قصة جميلة وتبدو مقنعة جدا ، ولكنها للأسف دون أي سند يؤكدها وتعتمد فقط علي ( حكاوي ) من الذين شهدوا اللقاء غير أن هذه الحكاوي لا تصلح لتكون مستندا رسميا لتقديم شكوي ، وواقعة البصق علي الحكم ولو كان يعرفها كل اهل القضارف وما حولها فهي لا تفيد المريخ في شكواه ما لم تكن مثبته في سجلات الاتحاد المحلي للقضارف ثم يرسلها هذا الاخير للاتحاد العام بعد ان تطلب منه للفصل في الشكوي . الواقع يقول أن مجلس ادارة نادي المريخ قد تعامل مع هذه القضية بدون أي احترافية واعتمد في شكواه علي حديث شفهي من بعض أعضاء اتحاد القضارف المحلي يستطيعوا ان يتراجعوا عنه في أي لحظة كما حدث بالفعل ، المجلس لم يكلف نفسه بالبحث عن مستند حقيقي يثبت الواقعه وكان عليه التحرك المبكر وبكل سرية للحصول علي مستند يدعم به شكواه قبل نشر ذلك في الاعلام حتي يضمن علي الأقل عدم وجود أي تدخلات او ضغوط علي أي جهه لها علاقه بالموضوع ، لكن ذلك لم يحدث وتم تقديم الشكوي دون مستندات وافترض المجلس أن الاتحاد سيجتهد ويبحث عن المستند ليفصل في امر الشكوي ، والحقيقة ان الاتحاد غير مكلف بهذا الجهد وكان من المفترض ان يحدث هذا من مجلس المريخ قبل تقديم الشكوي ، أو علي الأقل قبل الاعلان هذا بهذا الشكل والترويج لها مع التأكيد بضمان كسبها . القاعدة القانونية تقول لو أن قاضيا شاهد بأم عينه من يقتل اخر فهو لا يستطيع أن يحكم عليه بالاعدام مالم يقدم المتضرر أو وكيله الأدلة التي تثبت ذلك ، وكان علي المجلس أن يجتهد لتقديم الدليل أو يصرف النظر عن موضوع الشكوي حتي لا يتعرض لهذا الحرج أمام جماهيره ، وكان عليه عدم الانجراف خلف بعض الأصوات الاعلامية التي ملأت الدنيا ضجيجا دون أن تقدم مستندا واحدا فقام المجلس بالتعامل بنفس طريقة الاعلام غير أن ذلك لا يعيب الاعلام بقدر ما يعيب المجلس لأن الاخير يفترض فيه التعامل بشكل مؤسسي وقانوني ولا يعتمد علي أن فلانا أخبر فلان ،أ و أن فلان قال لفلان . باختصار ، رفضت اللجنه الشكوي لأن الاتحاد المحلي بالقضارف رد بما يفيد أن اللاعب موقوف مباراتين فقط ، عليه فان رفض اللجنة هو القرار الصحيح دون أي شوائب ، أما موقف اتحاد القضارف فيحتمل أحد وجهين : الأول : أن هناك خطأ فعلا في المعلومات التي وصلت الي نادي المريخ وان اللاعب الموقوف هو غير المقصود في الشكوي ، أو أن العقوبة أصلا لم تكن بهذا الشكل ، وهنا نقول أن مجلس ادارة المريخ كان عليه تحري الدقة في معلوماته قبل ان يتقدم بالشكوي . الثاني : ان واقعة الاعتداء والايقاف حقيقية ولكن تم التعامل بشكل او باخر مع المستندات قبل الرد الرسمي علي الشكوي وفي هذه الحالة ايضا نحمل مجلس المريخ المسؤلية حيث كان المفترض ارسال مندوب الي القضارف لمحاولة الحصول علي افاده او مستند قبل الاعلان عن الشكوي بدلا من الدفع بالشكوي بافادات شفهية . أما الشكوي الاخري ضد هلال كادوقلي والتي تتعلق بلاعب من جنوب السودان فلم تجد اللجنة أي مشقة في حسمها بسبب وجود سوابق كثيرة وأوضاع مشابهة أشهرها تسجيل لاعب الهلال جمعة جينارو حيث الوضع الخاص للمناطق المتنازع عليها والتي تقع بين السودان وجنوبه فرض تعامل اداري معين يتيح التسجيل بموجب شهادات ادارية وهناك منشور سابق من الاتحاد العام يوضح ذلك . عليه ،فان مجلس المريخ قد أدخل نفسه في حرج كبير أمام جماهيره ، وجاءت تصرفاته فاقده للحكمة والحنكة الادارية وهو مخطئ في كلتا الحالتين سواء أن له حقا ولم يستطع اثباته أو أنه تقدم بالشكوي وهو غير متأكد من حيثياتها وهو جرم أكبر من الاول في حق المريخ الكيان . ختاما نناشد جماهير المريخ الواعية بعدم الانجراف وراء العواطف والتروي لمعرفة كل الحقائق كاملة قبل التهور والتصرف تحت تأثير الانفعال ، وانما نقول ذلك بسبب دعوات كثيرة ضجت بها المواقع المريخية تنادي بمقاطعة مباريات الفريق وبعضها يطالب بالانسحاب من الدوري وهي مطالبات نعرف انها نابعة من حبهم القوي للمريخ ، وهو حب لا ينافسوننا فيه علي كل حال ، ولكن الوقت لا يسمح الان باي انصراف عن الفريق ، والتحدي المقبل لهو أكبر حجما من كل الدوري الممتاز ونحن علي استعداد بأن نضحي حتي بنتائج ما تبقي من مباريات في الممتاز لو كان انشغالنا بها يؤدي الي التقاعس عن الوقوف خلف الفريق حتي بلوغ النهائي الافريقي ومن ثم الفوز بالكأس الغالية ، فمن كان يحب المريخ فليجعل همه كله في المرحله المقبلة هو الوصول الي النهائي والفوز بالكأس .