قلم في الساحة مامون ابو شيبة منعطف خطير . يمر المريخ بأخطر منعطف هذه الأيام ما بين الحفاظ على الاستقرار وتثمين المكاسب الكروية الكبيرة التي تحققت هذا العام.. وما بين نسف الاستقرار وهدم كل ما تم بناؤه.. والعودة لنقطة الصفر. . للأسف الشديد جاء هجوم المدرب المساعد محسن سيد على المدير الفني الفرنسي غارزيتو طعنة نجلاء على خاصرة المريخ، وقنبلة تهدد بنسف كل الاستقرار الفني في النادي.. . واضح إن محسن عرف أنه أصبح خارج منظومة الجهاز الفني.. وكذلك الجهاز الإداري.. بعد قرار غارزيتو بإقصائه وعدم سفره إلى الكنغو.. . لذلك أراد محسن الانتصار لنفسه والانتقام من غارزيتو بوضعه أمام نيران جماهير المريخ بالاتهام الخطير جداً الذي وجهه له.. . إن كان محسن يبغي مصلحة المريخ واستقراره لملك نفسه عند الغضب، ولذهب بهدوء مثلما فعل رفيقه برهان.. على أمل أن يعود للمريخ مستقبلاً كمدير فني أو مع مدير فني أجنبي آخر، ليس هو غارزيتو بالطبع!! . حكاية تواطؤ غارزيتو لمصلحة مازيمبي لا تدخل في عقل أي شخص حصيف ومتابع.. . غارزيتو ومن خلال قيادته لفريق المريخ إلى نصف النهائي كسب دعاية لا تقدر بثمن وقد ظلت وكالات الأنباء العالمية تشير إليه باستمرار.. . وكان غارزيتو قاب قوسين أو أدنى من الوصول للأميرة السمراء.. فإذا كان قد حققها.. لأصبح مطلوباً للتدريب في الخليج من قبل الأندية الثرية وبأضعاف أضعاف مما يتقاضاه في المريخ.. وحتى الأندية الأوروبية كانت ستفكر فيه رغم تقدمه في السن.. فالحصول على بطولة قارية أكثر من مرة يمنح المدرب دعاية ومكانة كبيرة ومرموقة.. . غارزيتو لم يتواطأ.. لكن للحق نقول إن مازيمبي المدجج بالمحترفين الأجانب أقوى من المريخ ويتفوق عليه في الكثير من الجوانب.. وعلى رأسها القوة البدنية واللياقة العالية.. والتركيز والحضور الذهني.. بجانب سرعة ومهارات لاعبي المقدمة الايفواري اسالي من الجناح الأيمن.. والزامبي كالابا من الجناح الأيسر.. والقناص التنزاني ساماتا في المقدمة.. وحتى طرفا مازيمبي في الدفاع يساعدان في الهجوم بطلعات خاطفة وسريعة.. خاصة الطرف الأيمن (فيرمبونغ) صاحب القميص رقم (24) والذي تلاعب بمصعب وأيمن سعيد وصنع الهدف الثاني لساماتا.. . الطرف الأيسر لمازيمبي (كاسيسولا) أقل في مساندة كالابا من الجانب الأيسر ربما لتقدم سنه.. ولكن يقوم لاعب الارتكاز الأيسر (أداما) صاحب الرقم (11) بمجهود كبير لمساندة كالابا في الجناح الأيسر وقد ارهقا رمضان عجب الذي اضطر لنيل بطاقة صفراء بسببهما.. . أما مصعب عمر فقد تحول إلى معبر سهل أمام طلعات الجناح الايفواري (اسالي) والباك (فيرمبونغ)، وقد نكون قد ظلمنا مصعب فهذا الثنائي يمكن أن يشكل خطراً كبيراً على أجعص باك شمال في العالم ناهيك عن مصعب.. وانتظروا عندما يشارك مازيمبي في بطولة أندية العالم باليابان وشاهدوا ما سيفعله اسالي (7) وفيرمبونغ (24) بباكات الفرق التي سيواجهونها.. وفي رأيي إن اسالي مكانه أندية اوروبا الكبيرة برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونخ.. وهذا اللاعب كان يتألق في صفوف سيوي سبورت العاجي فخطفه مازيمبي قبل أن تخطفه أندية أوروبا.. . تأكيداً لتميز بدلاء مازيمبي فقد جلس اسالي احتياطياً ودفع المدرب بصانع الألعاب الغاني اسانتي صاحب القميص رقم (20) من بداية اللعب.. قبل أن يستبدله بالايفواري الخطير اسالي.. . يتباهى الأهلة بأنهم هزموا مازيمبي في أمدرمان بهدف أطهر.. ولكن تلك المباراة ادارها حكم تونسي كان منحازاً للهلال ويكفي إنه صرف ركلتي جزاء واضحتين لمازيمبي ولولا ذلك لتجرع الهلال خسارة ثالثة على أرضه.. وربما كان الحكم التونسي من أقرباء الكوكي!! . اما تعادل الهلال مع مازيمبي في لوممباشي فقد تحقق لأن الهلال لعب بدفاع المنطقة وحالفه التوفيق.. كما أن مازمبي لم يظهر بمستواه في بداية مرحلة المجموعات.. قبل أن يرتفع مستواه بتقادم المباريات.. حتى أصبح المرشح الأقوى للظفر باللقب الأفريقي وللمرة الخامسة في تاريخه.. . مازيمبي أفضل من المريخ.. وقد استحق التأهل للنهائي.. وحتماً سيفوز باللقب.. ومع ذلك كان يمكن للمريخ إقصائه لولا إهدار الفرص السهلة في مباراة الذهاب بأمدرمان.. هذا بجانب انحياز الحكم الكاميروني للغربان بمنحهم هدفاً تسللياً وحرمان المريخ من هدف العقرب الثالث الصحيح.. . حتى يواصل المريخ المسيرة الناجحة لابد من تحقيق الاستقرار أولاً والمحافظة على فريق الكرة والجهاز الفني.. زمن إضافي . محسن أصبح خارج المنظومة الفنية والإدارية.. والمرحلة تتطلب تعيين بديل له من أبناء المريخ المتابعين للمباريات والنشاط المحلي.. فالمريخ مواجه ببقية مباريات الدوري وختام كأس السودان.. وكل هذا يتطلب تواجد مدرب وطني من المتابعين للنشاط المحلي بجوار غارزيتو.. وحبذا إذا كان المدرب يجيد الفرنسية.. . البعض فكر في مازدا لأنه المدرب الوطني الوحيد الذي يجيد الفرنسية ولكن هناك اعتراض كبير عليه (بسبب التشاؤم) على الرغم من أنه كان المدرب العام للفريق عندما أحرز المريخ بطولته القارية الوحيدة عام 1989م. وفضلاً عن ذلك فمازدا مدرب نخبة لا نعتقد إنه سيقبل العمل كمدرب عام. . تعازينا العميقة للكابتن إبراهيم حسين في رحيل والده.. له المغفرة والرحمة.. ونسأل الله له فسيح الجنات.. إنا لله وإنا إليه راجعون.