المريخ ينهار في الشوط الثاني ويخسر أمام مازيمبي بالثلاثة ويودّع أخطاء دفاعية قاتلة ساعدت الغربان في الكسب.. ولا وجود هجومي للفرقة الحمراء برغم أن الفرنسي غارزيتو المدير الفني للفرقة الحمراء أكد قبل مباراة الأمس قناعته بأن النتيجة التي انتهت عليها مباراة الذهاب لا تكفي لتأهل فريقه إلى نهائي دوري الأبطال مالم يعمل على خطف هدف في معقل الغربان في المباراة التي جمعت الفريقين عصر أمس في سباق التأهل للمباراة النهائية الا أن خطته التي لعب بها المباراة لم تكن تعبّر عن ذلك مطلقاً بل كانت تعبّر عن فريق جاء ليدافع وتراجع بكلياته للمنطقة الخلفية ليسمح لمازيمبي بنقل الكرة إلى ملعب المريخ والاستفادة من الأخطاء القاتلة في دفاع الفرقة الحمراء في حين لم يفعل غارزيتو ذلك بنقل الكرة إلى ملعب مازيمبي لأن دفاع الغربان أسوأ بكثير من دفاع الفرقة الحمراء. الشوط الأول العناصر التي دفع بها غارزيتو لم تكن تعبّر عن مدرب أراد أن يلعب مباراة دفاعية لأنه أشرك ذات العناصر التي أدت مباراة الذهاب في الخرطوم بطريقة هجومية حيث تولى جمال سالم حراسة المرمى في حين شارك أمير كمال وعلاء الدين يوسف في متوسط الدفاع ومصعب عمر ورمضان عجب على الأطراف وأيمن سعيد وسالمون وراجي وكوفي في الوسط وديديه وبكري المدينة في المقدمة الهجومية لكن حتى العناصر ذات النزعة الهجومية وظّفها غارزيتو في مهام دفاعية مثل كوفي الذي كان يتراجع حتى منطقة جزاء المريخ وكذلك ديديه في حين خطّط غارزيتو على الاعتماد على بكري المدينة وحيداً في المقدمة الهجومية للاستفادة من سرعته في الهجمات المرتدة غير أن الفرنسي بذلك سهّل مهمة دفاع مازيمبي حتى يسيطر على تحركات بكري تماماً بمنع الكرة من الوصول إلى اللاعب الذي شارك وحيداً في الهجوم دون أي دعم يذكر من خط الوسط في ظل المستوى المتواضع الذي ظهر به راجي في حين حرمّت المهام الدفاعية فرانسيس كوفي من القيام بالأدوار الهجومية التي كان يساعد بها فريقه في تسجيل الأهداف ليصبح بكري المدينة في ظل هذه الوضعية معزولاً تماماً عن خط الوسط بصورة سهّلت دفاع مازيمبي في السيطرة على تحركاته. تحفظ حتى نهاية الشوط الأول توقّع الكثيرون الا تستمر خطة غارزيتو الدفاعية لأكثر من ربع الساعة الأولى من عمر المباراة باعتباره الوقت الصعب الذي يعمل أي مدرب من أجل المحافظة على ثبات فريقه بعدم السماح للفريق المنافس بالتسجيل وعندما مرّ ربع الساعة الأولى بسلام توقّع الكثيرون أن يلعب المريخ بجُرأة أكثر وأن يبدأ في قيادة طلعات هجومية من أجل الوصول إلى شباك مازيمبي أو بالعدم أن تجبر تلك المناوشات مازيمبي على التزام منطقته الدفاعية وعدم الاندفاع هجوماً بكامل عناصر الفريق في الوسط وطرفي الدفاع إلى جانب المقدمة الهجومية وبرغم أن غارزيتو أنهى الشوط الأول بنتيجة جيدة عندما خرج بالتعادل السلبي الذي كان يكفي لتأهل المريخ للنهائي الا أن الذين تابعوا المباراة كانوا يتوقعون خروج الأحمر في اي لحظة لأن تسجيل مازيمبي لهدف وحيد كان كفيلاً بدفعه لنيل بطاقة التأهل في ظل غياب الجُرأة الهجومية من جانب المريخ الذي فشل في بناء أي هجمة يشكّل بها خطورة على دفاع الغربان لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. الشوط الثاني في هذا الشوط رأى مدرب مازيمبي كارتيرون أن المباراة بهذه الطريقة لا تسير في مصلحة فريقه فأقدم على تعديلات هجومية دفع من خلالها بالخطير أسالي ووضع المريخ تحت ضغط متصل في رحلة البحث عن هدف يكفل للفريق الكنغولي التأهل للمباراة النهائية واستحوذ مازيمبي على الشوط الثاني بصورة واضحة ووضع المريخ تحت الضغط المتواصل فكان من الطبيعي وفي ظل هذا الضغط أن يقع دفاع المريخ في أخطاء قاتلة ساعدت الفريق الكنغولي في الوصول للشباك الحمراء. الهدف الأول في الدقيقة 52 تمكن ساماتا من وضع مازيمبي في المقدمة من ركنية تم تنفيذها داخل منطقة الجزاء وفي غياب تام للرقابة الدفاعية تحرك ساماتا بكل هدوء ليضع الكرة في الشباك، وتوقّع الجميع أن يؤدي هذا الهدف لتحرر المريخ من التحفظ الدفاعي الذي أدى به المباراة لينفتح هجوماً في رحلة البحث عن هدف التعادل الذي يحافظ به الفريق على حظوظه في خطف بطاقة الترشح للمباراة النهائية غير أن الأمر سار عكس ذلك ومارس مازيمبي المزيد من الضغط الهجومي في ظل تراجع تام للمريخ. تبديلات غريبة في وقتٍ كان فيه المريخ يحتاج إلى تبديلات هجومية تعيده للمباراة أقدم غارزيتو على تبديلات دفاعية عندما سحب ديديه وكوفي وأشرك عمر بخيت البعيد عن الجاهزية الفنية والبدنية وأحمد ضفر الذي ابتعد عن المشاركة منذ فترة فتراجع مستوى المريخ أكثر ووجد مازيمبي المزيد من الفرص ليهاجم بشراسة أكبر ويهدد مرمى المريخ بطلعات هجومية لها خطورتها. الهدف الثاني في الدقيقة 70 تمكن ساماتا من إضافة الهدف الثاني لمازيمبي من كرة عكسية داخل منطقة الجزاء وفي وجود أمير كمال الذي لم يتدخل بشكل جيد فأسهم في ولوج الكرة الشباك ليُحسب الهدف لساماتا الذي سجل هدفه الشخصي الثاني ومع ذلك لم يتغير واقع المباراة ولم يهاجم المريخ وواصل مازيمبي سيطرته الكاملة بعد أن كشفت الدقائق الأخيرة من المباراة عن جاهزية بدنية كبيرة لمازيمبي بعكس المريخ الذي ظهر في أسوأ حالاته في هذه المباراة ووضح أن عدم أداء الفريق لتدريبات قوية منذ وصوله الكنغو خصم الكثير من رصيد الفرقة الحمراء التي غابت تماماً في الشوط الثاني. الهدف الثالث في الدقيقة 79 تمكن مازيمبي من تسجيل الهدف الثالث من هجمة خطيرة أُرسلت عكسية من الجهة اليمنى وتمت تهيئتها داخل منطقة الجزاء ليسددها اسالي قوية ونجح الحارس جمال سالم في التصدي لها غير أن الكرة سقطت داخل منطقة الجزاء ولم تجد أي متابعة من دفاع المريخ ليتصدى لها أسالي من جديد ويسكنها الشباك مسجلاً منها الهدف الثالث الذي باعد تماماً بين المريخ والتفكير في الوصول للنهائي لأن الفريق كان بحاجة لتسجيل هدفين وفي ظل الخطة التي أدى بها الفريق المباراة كان من الصعب جداً أن يصنع المريخ فرصة ناهيك عن وصوله لشباك الفريق المنافس لينجح مازيمبي في المحافظة على انتصاره حتى أعلن الحكم الجابوني عن نهاية المباراة بفوز مازيمبي بثلاثة أهداف دون رد ويتأهل لنهائي دوري الأبطال ليضرب موعداً مع اتحاد العاصمة في مباراة تشير كل توقعاتها إلى أن الفريق الكنغولي سيكون المرشح الأقوى للظفر باللقب بعد أن سجل مستوى الغربان تصاعداً كبيراً في المباريات الأخيرة في البطولة الأفريقية. دفاع الفرقة الحمراء سهّل كثيراً من مهمة مازيمبي لعب دفاع المريخ مباراة سيئة للغاية وباستثناء المجهود الكبير الذي بذله رمضان عجب في الجهة اليمنى والتي فشل مازيمبي في بناء أي هجمة عبرها بعد أن قدم رمضان مباراة كبيرة كانت بقية العناصر في حالة غياب تام حيث كانت الجهة اليسرى التي شغلها مصعب عمر معبراً سهلاً لهجمات مازيمبي وجاءت أهداف الفريق الكنغولي الثلاثة من كرات معكوسة من تلك الجهة وكانت أي كرة معكوسة تشكّل خطورة حقيقية على مرمى المريخ بسبب ضعف أمير كمال وعلاء الدين في التغطية الأمر الذي جعل الفريق الكنغولي لا يجد صعوبة كبيرة في الوصول للشباك الحمراء ثلاث مرات. أيمن سعيد يقدم مباراة قتالية رغم الخسارة برغم الخسارة الكبيرة التي تعرض لها المريخ الا أن المصري أيمن سعيد كان من أفضل اللاعبين في المباراة لأنه قام بالواجبات الهجومية والدفاعية على أكمل وجه وكان أكثر اللاعبين حركة في الملعب وأفلح في كسب العديد من الكرات المشتركة وعطّل معظم هجمات مازيمبي في خط الوسط الذي كان الحلقة الأضعف في الفرقة الحمراء حيث كان راجي في أسوأ حالاته وظهر بمستوى متواضع للغاية ووجد كوفي نفسه مقيداً بمهام دفاعية في حين لم يستطع سالمون مُجاراة لاعبي الغربان في سرعتهم ليتحمل أيمن سعيد العبء الأكبر في خط الوسط ويقدم مباراة مميزة للغاية.
