زووم ابو عاقلة أماسا رئاسة نادي المريخ.. البحث عن أثرياء..! كل من كتبوا عن إستقالة رئيس نادي المريخ تناولوه بصورة (الخزينة) الضخمة التي سيفتقدها النادي في مقبل الأيام، فالحديث عن شمائل الرجل وطيبة قلبه ومواقفه وإنسانيته ومبادراته لم تعد خافية على أي سوداني، والتركيز على هذه النواحي منقصة في حق رجل عرف بالمكارم.. لذلك كنت أتمنى وما زلت أن يناقش الناس هذه الأزمة من زاوية مفاهيمية تتناول العقليات دون الجيوب، خاصة وأنني أعتقد.. بل أجزم بأن جمال الوالي لبس بذلك الثراء الفاحش الذي يتحدث عنه الناس، هو أقل من شخصيات عملت معه في مجلس الإدارة.. عبد الباسط حمزة على سبيل المثال، ولكن الوالي تميز بقدرته على حل المشكلات المالية بعلاقاته إذا كان مع السلطة أو رجال الأعمال وتميز بعقلية إدارة المشكلة المالية ولكن في حدود، وقد شهدنا له في أكثر من موقف أنه كان يحل مشكلة بمبالغ ضخمة بإتصال هاتفي فقط، ولكن في المقابل كانت هنالك مشكلات أخرى ونقاط ضعف غطت على بعض النقاط وحجبت درجات مهمة في التقييم العام. للأسف الشديد.. تتكامل الجهود من كبار قادة المريخ والحكومة متمثلة في اليسع أبوكساوي وزير الشباب والرياضة وغيرهم من الوسطاء والنشطاء بحثاً عن رئيس لنادي المريخ من بين ما يقارب عشرة أسماء جلها من الأثرياء، ولكننا لم نر شخصاً يناقش أصل الأزمة المتمثلة في كيفية إدارة هذه المؤسسة، ويطرح السؤال المهم وهو: لماذا تهمل مجالس إدارات المريخ المتعاقبة أمر الإستثمارات وموارد الدخول الأخرى – مع توافرها – وتركض فقط خلف من يدعم من جيبه ويجتهد لإنتزاع المال بمعرفته؟.. ولماذا يغيب جمهور المريخ وتصعب أمر العضوية أمامه بسياسات إستجلاب تهدف للتلاعب والسيطرة على الجمعيات العمومية؟ وتقصي وتعدم من لايتفق مع القيادة مع أنها دائماً ما تكون تحت ستار العملية الديمقراطية… ولماذا لا تقوم وزارة الشباب والرياضة الولائية بدورها الكامل في تقويم الجمعيات العمومية مع علمها بأنها أس البلاوي وملهمة الفوضى في هذه الأندية الجماهيرية وعلى رأسها المريخ؟ كلها أسئلة تطرح في سياق البحث عن حلول شاملة لمشكلة المريخ الإدارية، كما أن الإجابات عليها ستحمل حلولاً لمشكلات الأندية وعلى رأسها الهلال .. ولكن.. هنالك إصرار على مواصلة جهود البحث عن أثرياء يتم (إستنزافهم) على طريقة جمال الوالي لنبدأ عرض الفيلم نفسه بعد عام أو عامين دون أن نستفيد من تجاربنا، لذلك كتبت في مقال الأمس أن رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال نفسه لن يكون حلاً لمشكلة المريخ طالما سينظر له الجميع على أساس أنه (ماكينة نقود) وليس رئيس له قدراته الذهنية أو يتمتع بقدرة على التخطيط، وطالما أنه سيعتمد على مجموعة في مجلس الإدارة تدور بينهم معارك واضحة وخفية من أجل المصالح الخاصة، بمثل ما نبحث عن مال لمجابهة بنود التسيير والتعاقدات وغيرها، يجب أن نبحث عن نظم إدارية تقنع الجميع بأن المريخ نادٍ كبير ومهيب، وأن الإدارة فيه عمل منظم تضبطه لوائح وقوانين ومعقولية توجه أحلام القاعدة الجماهيرية بشكل صحيح نحو أهداف أسمى تنافسياً وأدبياً. النقطة الأهم في كل هذا السجال أن المريخ بشكله الإداري الحالي لن يكون مؤهلاً للإنتقال المرن من الهواية إلى الإحتراف وكلنا يعرف أن العام القادم سيشهد زيارات متتابعة لمفتشين من الإتحادين الدولي والأفريقي لمراجعة الأوضاع ميدانياً يث لا مجال للكذب والتزوير والمجاملات، وستواجه أنديتنا الكثير من العقبات مالم يركز الناس على قدرات الرئيس القادم والإقتناع بأن هنالك مواصفات أخرى مطلوبة غير الثراء.. فالأمانة العامة التي كانت في الفترة الأخيرة مسرحاً للغرائب يجب أن يدرك أهل المريخ أنها القلب النابض للنادي إن هي أخفقت تداعى له سائر الجسد بالإعياء والحمى.