خواطر رياضية د. صلاح الدين محمد عثمان [email protected] الصحافة الرياضية الساخرة ** إن دور القطاع الرياضي في مختلف مستوياته لا يقل في الناحية التربوية عن دور أي مؤسسة أو مسجد أو أي دور عبارة أخرى، ولاشك في أن كل ذلك يساعد في خلق مجتمع متماسك ومتكامل يخدم أفراده بعضهم البعض، ولكن الغالبية العظمى من الجمهور الرياضي تقول في ذلك بأن علة الرياضة السودانية تتمثل في الصحافة الرياضية وما يكتب فيها ويعتبرونها أحد مشاكل الرياضة ومن أكبر نكساتها، وذلك كما يرون لفشلها في تقديم أي نموذج أو مقترح يهدف للتخطيط الرياضي وتنظيم الدور الرياضية والاستادات والملاعب. ** لاشك في أن الإعلام الرياضي لعب دوراً كبيراً في تدهور وتدنى النشاط الرياضي ويرجع ذلك إلى أن ما يكتب بالصحف كان التعصب فيه هو الأساس الذي تتعامل به، فهذا الكاتب يطبل لناديه على حساب الأندية الأخرى وعلى حساب المصلحة العامة وصار اللون الرياضي هو المتحكم في تقييم الأحداث، حيث نجد أن الصحف مصنفة بتبعيتها إما حمراء أو زرقاء، وهذه الصحف الرياضية بما يكتب فيها تمارس ضغوطاً كبيرة على الحكام والمدربين والمسئولين في الاتحادات الرياضية والأندية. ** ومن هنا كانت بعض من تلك الكتابات التي تمتاز بالسخرية والحط من قدر المنافسين في بعض من تلك الأعمدة والتي يغلب عليها طابع المناكفة التي تخرج دائماً عن الحدود المألوفة وتلجأ حتى إلى تخطي الخطوط الحمراء وتمس كل ما يمس اللاعبين والإداريين في حياتهم الخاصة وحتى في العامة فكثيراً ما نقرأ بعض الكتابات التي لا يحالفها الصواب في مخالفات يكون الغالب منها أخبار مشتولة وتسبب حرجاً كبيراً في أخلاقيات البعض وسمعتهم في المجتمع الكبير الذي لا يملك إلا أن يصدق كل حرف جاءه مكتوباً عبر بعض هذه الصحف باتجاهاتها المختلفة. ** النقد الساخر خفيف الظل مطلوب كثيراً وسط الجماهير سواء كان في الأعمدة أو الكاريكاتير خفيف الظل والذي كثيراً ما يطالعونه بكل سعادة وحبور ويتبادلونه بينهم في اجتماعاتهم وونساتهم، في كثير من الأوقات تتم ردة الفعل على هذه الكتابات بصورة فيها الكثير من الحماقات والانفعالات غير اللطيفة في يتسبب في الكثير من الخصومات والمقاطعة بين الكثيرين. ** هذا النوع من الكتابة وبهذه السخرية التي لا تحدها حدود تحتاج لوقفة تأمل من جميع العاملين في القطاع الرياضي حتى لا تقضى على الأخضر واليابس ولابد من إيجاد بعض الحلول والتي منها عدم الدخول في القضايا والهموم الشخصية والتي تتناول الأشخاص في ذاتهم دون ما فعلوه وهناك أيضاً بعض الإشارات لأشياء مبهمة لا يفهمها إلا الذين هم على الواقع المعاش، وهناك أيضاً دور إداري وتوجيهي كبير للغاية لابد أن يلعبه المجلس القومي للصحافة والمطبوعات بالعمل على تفعيل وتطوير مجالات الكتابة الصحفية بعقد الدورات والورش والسمنارات ذات الصلة بالإعلام الرياضي ورقيه وتقدمه حتى يصبح واجهة جميلة لنا نحن معشر السودانيين، وهنا لابد لي أن أقول بأن على المجلس القومي للصحافة والمطبوعات أن يتبع عقوبة إيقاف الصحف الرياضية التي تحدث بين الفينة والأخرى بغرامات مالية لتكون مؤثرة للحد الكبير.