خارطة الطريق ناصر بابكر الإحترافية المبتوردة وحقوق الأندية * بعيدا عن الخوض في تفاصيل مشكلة جمال سالم الأخيرة المتعلقة بتأخره في العودة من أوغندا بعد مشاركته مع منتخب بلاده وربطه لعودته بإستلام مستحقاته المالية المتأخرة ومن ثم وصوله للخرطوم أمس في إنتظار سفره للقاهرة صباح اليوم للحاق بتحضيرات المريخ لمباراة وفاق سطيف.. فإن مسألة الإيفاء والإلتزام بالعقود وضبط العلاقة بين المريخ من ناحيه ولاعبيه سواء محليين او أجانب من أخري تحتاج لوقفة متأنية ومراجعة شاملة بعد الإنتهاء من مباراتي الوفاق ليعرف كل طرف حقوقه وواجباته بشكل يضمن إنسياب العلاقة بسلاسة أكبر مستقبلاً وبما يضمن حقوق الطرفين. * وجزئية (حقوق الطرفين) تحديداً تحتاج لوقفة مطولة لأن الملاحظة الأبرز على رد فعل الكثيرين سواء من إعلاميين أو جماهير حينما يتمرد أي لاعب على ناديه ويلتزم منزله ويرفض المشاركة في مباراة أو السفر مع الفريق لمعسكر وغيرها من التصرفات التي يلجأ لها اللاعبين عند تأخر حقوقهم.. أن جل إن لم يكن كل الناس يتحدثون عن تقصير إدارة النادي وينتقدون من يوجه لوم للاعبين بالحديث عن أن هذا العصر هو عصر الأحتراف ولا مكان فيه للولاء وأن من حق اللاعب التوقف حال لم يحصل على مستحقاته في وقتها وغيرها من العبارات التي تندرج تحت شعار (الإحترافية). * ذاك المنطق يعتبر سليماً وصائباً ولا يمكن الإختلاف حوله لأن من واجب الأندية (المؤسسات) منح اللاعبين (الموظفين) حقوقهم أول بأول.. لكن المشكلة أن دفاع الغالبية العظمي يكون عن موقف اللاعب بإعتبار (عدم إلتزام النادي بما يليه من واجبات) دون أن يتوقف نفس الناس في الكثير من المرات والمواقف والأحداث اليومية عند سلوك اللاعبين وكيفية أداءهم لواجباتهم تجاه النادي رغم أن الإحترافية يفترض أن لا تتجزأ وطالما أنك تدافع عن حق اللاعب في الحصول على مستحقاته فالواجب أن تدافع أيضا عن حق الأندية في محاسبة لاعبيها على أي تقصير في واجبهم تجاه ناديهم. * فعندما ينال لاعب حقوقه كاملة وفي مواعيدها يكون النادي إلتزم بما يليه من واجبات وبالتالي من واجب إدارته الدفاع عن حقوق النادي ومطالبة اللاعبين بالقيام بواجباتهم كاملة وواجباتهم تلك لا تعني المشاركة في المباريات فقط.. لكن يدخل من ضمنها الإنضباط الكامل والإلتزام بقواعد العمل في المؤسسة من تواجد في المعسكرات الداخلية وإلتزام بالوجبات التي يحددها الإطارين الفني والطبي وبمواعيدها ومواعيد التدريبات ومواعيد السفر وإلتزام بالراحة والإنضباط والإبتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤثر على أداء اللاعب لواجبه، وفي حالة الإخلال بأي من تلك الجزئيات على الإدارات ألا تتردد في تطبيق اللوائح على كل من يخالف قواعد الإنضباط بالنادي بالخصم من راتبه لتحافظ على حقوق النادي ولنصل لمرتبة الإحترافية الكاملة بدلاً من الإحترافية المبتورة التي يرددها الكثيرين. * من واجب المريخ منح جمال سالم وغيره من اللاعبين مستحقاتهم كاملة بدون نقصان لكن من واجبه أيضا الخصم من رواتبهم على أي تدريب يتغيبون عنه.. وعلى أي تدريب يحضرون له متأخرين عن الموعد الذي حدده المدرب.. وعلى أي محاضرة يتأخرون عن مواعيدها.. وعلى أي وجبة لا يلتزمون بها أو يتأخرون في الحضور لها وعلى أي معسكر لا يلتزمون بالتواجد فيه سواء داخلي أو خارجي حتي يلتزم كل طرف بما يليه من واجبات. * ومرد حديثي أعلاه أن المريخ بات يضطر لإقامة معسكر خارجي قبل كل مباراة افريقية ويطالب بتأجيل مبارياته المحلية بسبب سلوك لاعبيه وصعوبة ضبطهم في الخرطوم وصعوبة السيطرة عليهم في المعسكرات الداخلية لعدم إلتزامهم بالتواجد فيها وإختلاقهم الأعذار للخروج وعدم التزامهم بالراحة ولا بالتغذية الأمر الذي يؤثر علي جاهزيتهم وبالتالي علي قدرتهم على أداء واجبهم تجاه ناديهم وهو ما يكلف المريخ أموالاً طائلة لإقامة معسكرات خارجية قبل كل مباراة إفريقية وهي بدعة من البدع التي تؤكد الغياب الكامل للإحترافية في الكرة السودانية لأن اللاعب المحترف بحق وحقيقة ويحترم العقود ويحترم مهنته لن يفرق معه مكان تواجد الفريق ومكان تحضيراته ويكون حريصا على أداء واجبه بصورة مثالية وحريصا على إتباع كل التعليمات سواء في الخرطوم أو غيرها من مدن العالم إن كانوا محترفين بحق وحقيقة لكن الوضع الحالي فيه ظلم شديد وإهدار لحقوق الأندية لأن اللاعبين يرفعون شعار عصر الإحتراف وأن كرة القدم مهنتهم عندما يطالبون بحقوقهم دون أن يبروزا ولو الجزء اليسير من تلك الإحترافية في سلوكهم وفي واجبهم تجاه أنديتهم. * على القطاع الرياضي بالمريخ عقد جلسة مطولة بعد مباراتي سطيف مع اللاعبين وتحديد حقوق وواجبات كل طرف وما يترتب على الإخلال بها من اي من الجانبين وعلى الإدارة أن تحرص بأي طريقة كانت على منح اللاعبين حقوقهم في مواعيدها لكن مع تطبيق صارم وحازم بعيداً عن اي عواطف للإنضباط على اللاعبين وتطبيق لوائح الخصم من الراتب على أي سلوك غير احترافي يبدر من اي لاعب مهما كان إسمه ومهما كانت قدراته.