بدون حجاب خالد عز الدين شكرا عمنا الطاهر ! مع هدف مهند في المريخ أستعدت ذكريات جميلات .. في زمن جميل جدا في الهلال .. عنوانه ميرغني ادريس في السكرتاريه وصلاح ادريس في الدعم !! كان ايام مرت كالاحلام . كان عطاء الارباب سخيا وكان ميرغني ادريس في قمة العنفوان .. مبكرا اكمل الهلال أتفاقه مع مهند الطاهر .. تسلم لاعب الميرغني كسلا مقدم العقد .. ذهب الي والده فرحا وقال له ناس الهلال اتفاضوا معاي .. ثم كانت الاسرة كلها في حالة من الفرح عندما أشتري مهند بمقدم العقد (حافلة) من اجل أسرته .. الشاب المعطون بالموهبة تألق مع الميرغني كسلا والمنتخب .. أهل المريخ كانوا في قمة الغضب من الخطوة الاستباقيه للهلال .. في واحدة من مشاركات المنتخب الخارجية أراد اهل المريخ خطف مهند . أرسلوا خلفه عددا من انصاره .. أرادو التاثير عليه في خارج السودان .. وعندما أقترب موعود عودة البعثة للخرطوم كان الجميع يستعد لمعركة في المطار ! وكأن هناك رئيس هيبة يتابع كل صغيرة وكبيرة في اتحاده ويتدخل ويتخذ القرار .. سواء اتفقنا او اختلفنا مع هذه القرارات فان هيبة الرئاسة كانت موجودة .. هدد الدكتور كمال شداد من اي مظاهر للتسجيلات في المطار .. أصدر اوامره للاعبين .. كان الجميع يخاف من رئيس الاتحاد فهو صاحب كلمة وصاحب قرار .. كان ينظر لمصلحة الكرة بشكل عام وكانت قراراته في هذا الاتجاه ! ذهب قلق ليكون قريبا من المريخ وذهب مهند ليكون قريبا من الهلال .. في مزرعة في (حلة كوكو) قام العميد ميرغني ادريس باخفاء مهند هناك .. أتجه اهل المريخ نحو والده .. والد مهند عمنا الطاهر هو احد الهلالاب الخلص .. لا يبيع الهلال ولو وزنوه ذهبا .. هو احد الذين تنطبق عليهم هذ المقولة المحفوظه .. رفض اي مساومة .. قال بوضوح مهند للهلال .. وصل عمنا الطاهر ليكون بجوار أبنه في المخبأ وبعد ايام اختفي فجأة مهند الطاهر .. سرت اشاعة بان اهل المريخ قد خطفوا اللاعب . لم يحتمل عمنا الطاهر هذا الامر .. ضرب رأسه بالحائط حتي سالت دماؤه .. انه العاشق الولهان للهلال .. عاد مهند مؤكدا علي انه ذهب لاهله بعد ان (زهج) من البقاء في مكان مغلق .. مرت الايام ودخل اليوم الاول للتسجيلات . وقتها كان الجميع يعرف بداية التسجيلات ونهايتها .. كلنا كنا نعرف متي يبدأ الموسم ومتي ينتهي ! الله ينهي ايامكم بعد ان انهكتوا الكرة السودانية !! جاء احد اقرباء مهند الطاهر ليتفاوض مع ميرغني ادريس حول مبالغ اضافية .. صبر ميرغني ادريس صبر الكبار .. ولكنه في النهاية قال كلمة واحدة لقريب مهند .. نحن لا نساوم في هذا الامر ثم طلب منه ان يخرج من الغرفة .. كان هناك مهند ووالده .. سؤال واحد من ميرغني ادريس كانت اجابته ان حمل مهند فانلة الهلال وتوجه لمكاتب الاتحاد ليكمل توقيع للهلال .. قال ميرغني ادريس لوالد مهند نحن حضرنا اليكم وسلمنا ابنك مقدم العقد .. وها نحن الان نوفي بالتزامنا ونكمل ما اتفقنا عليه دون زيادة او نقصان .. ولن ندفع مليما زيادة علي هذا الاتفاق .. قال والد مهند في تهذيب .. نحن لا نطلب اضافة اصلا .. نحن علي قدر الاتفاق .. والتفت الي ابنه قائلا ( ان كانت لديك رغبة كما كنت في ايام طفولتك وحب للهلال فتوجه مع اهل الهلال لتحقق رغبتك .. وان كنت تود الذهاب لناد اخر فان عافي منك برضو .. افعل ما تريد واذهب حيث تريد .. وبعده قال ميرغني ادريس .. نريد اجابة يا مهند .. فحمل مهند الفانلة التي كانت بجواره وتوج نحو مكاتب الاتحاد فكانت علاقة حب موثقة بعد ذلك بالعرق والجهد والحب وجميل الاداء .. كاد اهل المريخ ان يموتوا بغيظهم من تسجيل مهند في الهلال خصوصا عندما هتفت الجماهير ( ود الدود ما دايرنك ود الطاهر العب منك ) وبالفعل اثبتت الايام ان ود الطاهر ليس العب من قلق فقط ولكنه احرف وافضل من كل ابناء جيله .. متعة واداء وتهديف وسلاسة وادب واخلاق وهدوء ويساريه جمالية وناريه في نفس الوقت .. لم يتحمل اهل المريخ ضربة مهند فقرروا ان يواصلوا مشاور التفاوض بعد انتهاء فترة قيد مهند الاولي واعلنوا عبر صحفهم انهم اكملوا الاتفاق مع مهند والذي حدث ان مهند أعاد قيده مرة اخري مجددا حبه للهلال وهنا نتذكر الكاردينال الذي تكفل بتسجيله هذه المرة في عهد البرير .. ضربة مهند الثانية كانت اكثر الما علي اهل المريخ من اهداف مهند الكثيرة في شباك المريخ فعاودوا الكرة للمرة الثالثة وكان مهند هذه المرة حرا طليقا وحزينا في نفس الوقت من مجلس الهلال الذي رفض اعادة قيده .. لهث المريخ خلف مهند وكان التاريخ يعيد نفسه وأرسل خلفه المناديب في رحلة خارجية للمنتخب .. اعلنوا اكثر من مرة اتفاقهم النهائي مع مهند وكان مهند كعادته هادئيا ورزينا ومعطونا بحب الهلال .. أعتذر لهم بأدبه الجم المعروف عنهم قائلا ان سنواته في الهلال اكبر من اي لحظة انفعال او غضب من مجلس ادارة .. هو تاريخ ازرق الهوي لا استطعيع ان اضع فوق الازرق لون احمر .. ترك مهند كل شئ وحمل ذكرياته مع (القمر) مثل العاشق الولهان وترك السودان وذهب لدار الاسبان وعندما عاد بنفس اللهفة والحب للازرق ذهب لازرق كردفان ناثرا الدرر والاهداف الرائعة الجميلة ليؤكد بانه الافضل في التاريخ الحديث من حيث الاهداف وروعتها .. قبل ان نقول شكرا مهند الطاهر .. نقول شكرا عمنا الطاهر ..