د. صلاح الدين محمد عثمان [email protected] * هناك مشاكل وعقبات كبيرة تعترض مجال الأداء في مجال كرة القدم السودانية سواء في المجال الإداري أو على مستوى الأداء الفني في المنافسات المختلفة المحلية والخارجية على أرض الميدان، وليس ببعيد عن الأذهان ما حدث لفريقي هلال التبلدي وهلال أم درمان اللذين تأرجح أداءهما في المباراتين الأفريقيتين في هزيمة لهلال التبلدي والانتصار غير المقنع لهلال الملايين الذي تنتظره مباراة صعبة للغاية ما لم يتم تدارك المسئولين للأمر بالاستعدادات وبالتعديل في التشكيلة والخطة ورفع اللياقة البدنية، أما ما حصل لنادي المريخ فحدث ولا حرج هرج ومرج والنتيجة صفر كبير. * لا بد من عرض هذه المشاكل ومناقشتها لأنها أصبحت من أكبر العوارض التي تقف في طريق التطور المنشود، لذلك وهناك ضرورة قصوى لهذا الأمر لأن السودان يعتبر من الدول الرائدة في مجال ممارسة كرة القدم اللعبة الشعبية العالمية وكذلك لأن النشاط الرياضي تدهور في الآونة الأخيرة إدارياً وفنياً. * هذا التدهور حدث لعدة أسباب أولها عدم اهتمام الدولة عموماً بأمر النشاط الرياضي واهمال المنتخب الوطني ولا تضعه في أولوياتها بخلاف الدول العالمية الأخرى ثم يأتي بعد ذلك أمر اهمال البنيات الأساسية والبنى التحتية والمتمثلة في الدور الرياضية والاستادات والملاعب المختلفة سواء بالأحياء والساحات ومراكز الشباب أو ملاعب الليق. * ثم من بعد ذلك يأتي عدم الاهتمام بالبراعم والناشئين والشباب في المدارس السنية وتعليمهم أبجديات لعب كرة القدم منذ الصغر تحت إدارة مدربين وفنيين ومتخصصين في مجال كرة القدم ونتج ذلك كله لسوء الأحوال الاقتصادية وغياب الخطط والبرامج والرؤي الاستراتيجية وعدم الاستفادة من الخدمات التي تقدمها الفرق العالمية في هذا المجال مثل ريال مدريد وبرشلونة وبعض الفرق الإنجليزية الأخرى مثل ليفربول ونادي شلسي والتي أسست مدارس سنية في بعض الدول الأفريقية المهتمة بمجال كرة القدم هذا وكان نادي المريخ قد وقع من قبل اتفاقية مع نادي ليفربول الإنجليزي لإنشاء مدرسة سنية إلا أنها كانت محاولة لم يكتب لها النجاح. * عدم وضوح الدور الذي تلعبه الوزارات المتخصصة في مجال الشباب والرياضة في المجالين الاتحادي والولائي وتقصيرها في توفير الاحتياجات اللازمة ووضع الميزانيات لتحقيق التطور الرياضي والتميز للوصول للهدف المنشود وخلق مصادر دخل ثابتة لهذه الأندية وعدم ترك الأمر للرأسمالية الوطنية في مجال الاستثمار الرياضي لفشلها في هذا الأمر، كل هذه العوامل كان لها الأثر الأكبر في تدهور أمر النشاط في كرة القدم بالذات. * لذلك لا بد للجهات المسئولة على مستوى السودان أن تضع خطط بديلة وتشكيل لجان من المختصين لوضع رؤية جديدة وتقييم للمسار تنبع من الأهداف المنشودة للعمل في القطاع الرياضي في مختلف مناشطه لتقوم بوضع تصميم الهياكل الإدارية وعمل وتشكيل المؤسسات والتنظيمات الإدارية حتى تقوم بدورها في تفعيل الخطط والبرامج الموضوعة وتوفير جميع المتطلبات والأدوات اللازمة، في هذا السياق لا بد لنا من الاهتمام برفع مستوى المنافسات المحلية وتطويرها أسوة ببعض الدول والتي منها المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج والدول الأفريقية المتقدمة رياضياً والتي استعانت بطاقم أجنبي متكامل لوضع أساس مهم للغاية للمنافسات المختلفة وتنظيم الدرجات على أسس علمية سليمة تراعي المناطق والأحياء التي ليس بها فرق لكرة القدم وتكدسها في بعضها. * الاهتمام بالدور والملاعب الرياضية وصيانتها من فترة إلى أخرى حتى لا تكون بؤرة للإهمال ومرتع للأغنام والبهائم والشماشة اللذين لا مأوى لهم ويجدون بالطبع فيها الملاذ الملائم خاصة ملاعب الناشئين التي تم تشييدها خلال السنوات الماضية وكذا ملاعب مراكز الشباب التي أصبحت فقيرة للغاية بسبب بعض الممارسات الخاطئة لبعض الوزراء والإداريين خاصة في ولاية الخرطوم. * مراجعة القوانين واللوائح لكي تواكب المستوى العالمي ونظام الفيفا كما حدث في الآونة الأخيرة مع الاتحاد السوداني لكرة القدم وبعض النظم الأساسية لفرق الدوري الممتاز وكذلك قانون الرياضة الجديد للعام 2016م لأن ذلك من الأهمية بمكان، لذا فإن الحاجة ماسة للإصلاح الإداري الرياضي وتفعيل الأداء بمجال كرة القدم تقتضي بأن نبدأ في التغيير في كل شيء وأن نغير ما نحن فيه من جهل إداري وفني يسوده سوء التخطيط والتنظيم والرقابة الإدارية. * تحقيق فعالية التنظيم الرياضي لأن التنظيم له أهمية كبيرة وعظيمة من خلال تفعيل الأداء في مختلف الأجهزة الرياضية الحكومية والأهلية من خلال العمل على تطويرها وتوجيه نشاطها وتحديد المسئوليات والأهداف والسلطات وتنظيمها وتوزيعها والعمل على نشرها وتشجيع ممارستها عن طريق البرامج المختلفة والتي تشمل تنظيم البطولات وإقامة المهرجانات وعقد المؤتمرات وترتيب وإعداد الدور الرياضية والإستادات أثناء الموسم وخلال مشاهدة المباريات التنافسية في المنافسات المختلفة منعاً للعب غير النظيف والهتافات والإساءات من بعض الجماهير التي تثير الشغب. * ختاماً لا بد من الاهتمام بأمر النشاط الرياضي ولابد للمسئولين من تدارك الموقف حتى لا يكون هناك مزيد من التدهور بالاستغلال الأمثل للإمكانيات المتوفرة على قلتها وعقد ورش العمل والسمنارات وإعداد الخطط والبرامج اللازمة للتطوير وتوفير الميزانيات اللازمة. * من كل ذلك توصلنا في أن الإمكانيات المادية والاهتمام بالنشاط ترفع من مستوى اللعبة نتيجة للآتي: o لأنها توفر البنيات الأساسية وتعمل على تشييدها والمحافظة عليها والعمل على صيانتها دورياً ما أمكن ذلك. o وتوفر أيضاً الملاعب الصالحة الكبيرة والاستادات على أكبر نطاق والمدارس السنية للناشئة والبراعم والشباب لإتقان مهارات كرة القدم والرياضات الأخرى. o الاستغلال الأمثل للإمكانيات المتوفرة على قلتها وترشيد صرفها ما أمكن ذلك. o الاهتمام بالعناصر الأربعة للرياضة وهي الإدارة والتدريب والتحكيم والطب الرياضي. o عقد ورش العمل والسمنارات وإعداد الخطط والبرامج اللازمة للتطوير تمشياً مع توجيها السيد رئيس الجمهورية بالاهتمام بالشباب والناشئين وصولاً لكأس العالم سنة 2022م بقطر، وبالله التوفيق والسداد. بسم الله الرحمن الرحيم (لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) صدق الله العظيم
