خواطر رياضية د. صلاح الدين محمد عثمان [email protected] الخطط والبرامج الرياضية اهتمت الدولة ممثلة في أجهزتها الرياضية المختصة بالتخطيط الإداري وقامت بوضع الخطط والبرامج لتطوير الأنشطة الرياضية لتحقيق الأهداف التي تأمل في تحقيقها، وعملت على توفير كافة الاحتياجات الوظيفية من الأفراد المؤهلين لقيادة العمل الرياضي واضعة في اعتبارها تحديد الاحتياجات الفعلية من هذه الكوادر سواء في المجال التنفيذي أو المجال التنظيمي وفقاً للهيكل المعد سلفاً ليقوم بالعمل الإداري في القطاع الرياضي بالسودان وتنسيق الجهود لتنفيذ السياسة العامة للدولة، لذلك فالإدارة الناجحة هي القادرة على استغلال جميع العناصر لتوجيه الجهود البشرية من أجل تنفيذ السياسة العامة لتحقيق الغايات النهائية للجهاز الإداري حسب ما تحدده المؤسسات الحاكمة، لذلك فإن عملية التخطيط الإداري تتم من خلال تحديد الهدف وجمع المعلومات وتحليلها ومن ثم رسم السياسات ووضع الخطط على مختلف مستوياتها القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى ثم بعد ذلك يتم تحديد المدخلات اللازمة لتحقيق الهدف من خلال العمليات وللأنشطة الموضوعة للتنفيذ وفق الخطة المحددة سلفاً في برامج التطوير. إن الإستراتيجيات الرياضية تشمل مجموعة من الخطط المعدة لتحقيق أهداف تنموية بالاستخدام الأمثل للإمكانيات والقوى البشرية المتاحة لتحقيق التنمية وتطوير المناشط الرياضية المختلفة وذلك بعد إجازتها من السلطة التشريعية ليتم تنفيذها بواسطة السلطة التنفيذية خلال فترات تمتد لخمس أو عشر سنوات حسب عمر الخطة المحددة، لذلك فقد أمنت هذه الإستراتيجيات والبرامج المختلفة على أن تمارس الرياضة لكونها حق للجميع وضرورة تربوية وصحية لابد من إتاحتها لكل الأجيال المعاصرة لأن النشاط الرياضي عنصر هام في تأكيد وجود السودان في المجالين الإقليمي والدولي وبه تتوطد العلائق مع كافة دول العالم. ولكن على الرغم من الإيجابيات التي وردت في هذه الخطط والبرامج والتي تمثلت في الاهتمام بالرياضة وضروبها المختلفة من حيث تأهيل الملاعب والاستادات والدور الرياضية والاهتمام بالناشئين والشباب وقيام الاتحادات الرياضية وتسجيل التنظيمات الرياضية والشبابية وإقامة المسابقات لكل الألعاب مع الاهتمام بالابتكارات والرياضة البيئية، إلا أنها وبالرغم من ذلك واجهت سلبيات عديدة تمثلت في عدم توفر الكادر الإداري المؤهل والمدرب مع قلة الاعتمادات المالية اللازمة للتنفيذ أضف إلى ذلك ارتفاع تكلفة المدخلات بالإضافة لأجهزة الاتصال والحركة وعدم مواكبة التخطيط والتنظيم لمستوى الخطط والبرامج المعدة، وكذلك غياب التنسيق بين وزارة الشباب والرياضة الاتحادية ونظيراتها في الأجهزة الولائية، ومن أبرز السلبيات وأكبرها والتي كان لها الأثر الكبير هي التعيينات في الوظائف الرياضية الهامة من ذوى الثقة والتي أثرت في الأداء الإداري، كل ذلك كان له أثره في عدم تحقيق هذه الإستراتيجيات الرياضية لأهدافها المنشودة، والأمل معقود في معالجة هذه السلبيات والاستفادة منها في الإستراتيجية ربع القرنية للقطاع الرياضي والتي تمت إجازتها في فترة سابقة وجارى الآن العمل على تنفيذها في عدة مراحل زمنية. وللمساعدة في تنفيذ السياسات العامة للدولة لمختلف المناشط بالقطاع الرياضي من تخطيط وتنظيم وتنفيذ ورقابة رياضية يقوم الوزير المختص بالمصادقة على إنشاء اتحاد عام واحد لكل نشاط رياضي وذلك لإدارة هذا النشاط على نطاق القطر وفقاً لنظامه الأساسي ويكون له الشخصية الاعتبارية وخاتم عام وله الحق في التقاضي باسمه، لذلك فإن هذه الاتحادات الرياضية تهدف إلى إدارة وتطوير النشاط الرياضي، وهي المسئولة فنياً ويكون لها نظام أساسي يحدد الأهداف وطريقة التكوين والاختصاص واجتماع أجهزته المختلفة وتنظيم شئونه المالية كما تكون له قواعد ونظم للنشاط الرياضي. وهناك أيضاً الاتحادات المحلية بالولايات المختلفة والتي تقوم بإدارة شئون الألعاب المختلفة في حدود اختصاصاتها، وتنشأ هذه الاتحادات بأمر من الوزير المختص لإدارة النشاط على مستوى الولاية، وتعمل هذه الاتحادات كذلك على وضع الخطط والبرامج لنشر وتطوير الرياضة بالولايات وفقاً للأحكام واللوائح المنظمة للنشاط الرياضي.