ناصر بابكر * بتاريخ (9 أبريل 2018) عقد رئيس لجنة المنتخبات الوطنية حسن برقو برفقة المدير الفني المشرف على مختلف المنتخبات الوطنية الكرواتي زدرافكو لوغاروسيتش مؤتمراً صحفياً خلف الكثير من ردود الأفعال النقطة الأهم فيه كانت إعلان الثورة على ظاهرة (تزوير الأعمار) والشروع في محاربتها باعتبارها من السوالب التي أرهقت الكرة السودانية وقادتها لبلوغ القاع في الترتيب ويومها تحدث برقو قائلاً (أوضح الدكتور حسن برقو أن تجهيزاتهم الحالية للمشاركة في سيكافا بمنتخب الناشئين، يتكفل بها الاتحاد السوداني لكرة القدم، ومنصرفات البطولة تكفل بها اتحاد سيكافا كاملة، وذكر انه يشكر اتحاد سيكافا الذي اجل المنافسة تقديرا لأسباب من بينها طلب الاتحاد السوداني لكرة القدم، وشكره يمتد أيضا لأعضاء مجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم الذين وافقوا على المشاركة وقدموا كل مايمكن للإعانة على دفع مسيرة المنتخبات التي تأتي في الأولوية بجانب العمل في وضح النهار ومحاربة الفساد والتزوير، وكل السوالب التي أرهقت الكرة السودانية وقادت لبلوغها القاع في الترتيب بوقت سابق..) .. أما المدير الفني للمنتخب الأول والمشرف على كل المنتخبات فقال (مضى لوغاروشيتش في حديثه مبينا أنهم في منتخب الناشئين اصطدموا بعدم أهلية لاعبين للمشاركة من بعد انخراطهم في المعسكر وفقا لمستندات غير صحيحة، مشيرا إلى أنهم سيقوموا في المستقبل بالفحص الكامل قبل إجراء الاختبار على عكس ما جرى، وقال لوغا إن الإسلام يحرم الكذب فكيف يقبل البعض على نفسه وغيره المشاركة في استخراج أوراق رسمية بأعمار غير حقيقية، وأبان انه يحمد للاتحاد السوداني رفضه لكل ما من شأنه جلب السمعة السيئة للسودان، وان أغمضوا العيون وشاركوا بالمنتخب صاحب الأعمار غير الحقيقية لأتوا بالبطولة من بورندي.. لكنهم رأوا المشاركة بمنتخب المستقبل بأعمار حقيقية رغم عدم الجاهزية، وزاد الكرواتي أيضا بان هناك كثير من السلبيات لابد من تلافيها وسيبذلوا كل ما بوسعهم لأجل تقديم منتخب جيد في المستقبل، وذكر أن سبب تدهور الكرة هو إتباع الطرق الملتوية، وقال إن السودان مؤسس للاتحاد الإفريقي، ويجب ان يكون نموذج يحتذي به لسيكافا ولعموم القارة السمراء، وكشف انه عمل اختيار الأفضل من المتاح عبر الاختبارات ونفى ان يكون لديه مشكلة في العمل بكل المنتخبات عبر التنسيق وأشار إلى انه بدأ متابعة الشباب تحضيرا لمشاركتهم القادمة). * وقتها أشاد الكل بتلك الخطوة وظن الناس وبعض الظن إثم أن الإتحاد الحالي ولجنة المنتخبات الوطنية عقدوا العزم على محاربة التزوير وأقروا نهجا جديداً يقوم على احترام اللوائح والقوانين ووضع حد للتحايل عليها والالتزام بالمعايير الأخلاقية لمسابقات المنتخبات السنية بعيداً عن البحث عن مكاسب آنية وسريعة بطرق غير أخلاقية وغير مشروعة. * لكن وبعد شهر واحد فقط أو أقل، تفاجأ الكل باختيارات قائمة منتخب الشباب الذي واجه بورندي بالأمس وعاد منها بتعادل إيجابي بهدف لكل في ذهاب المرحلة الأخيرة من تصفيات أمم أفريقيا للشباب، تفاجأ الكل باختيار عناصر لا يمكن لا بالمنطق ولا العقل أن تكون ضمن فئة الشباب (أقل من 20 سنة) وعلى رأسهم قائد المنتخب وصاحب الهدف بالأمس ولاء الدين موسي بشكل يوحي بأن التصريحات التي تمت بشأن منتخب الناشئين كانت للاستهلاك والكسب الإعلامي ليس إلا. * لا أعلم هل يدرك القائمين على أمر المنتخبات الوطنية ومن قاموا بالاختيار ومن أمنوا عليه أن ولاء الدين لعب للمنتخب الأولمبي (تحت 23 سنة) عام 2015 وشارك معه في دورة كل الألعاب الإفريقية في برازافيل، ثم شارك اللاعب نفسه مع المنتخب الوطني الأول في عام 2015 أيضا وشارك معه في بطولة سيكافا للمنتخبات التي أقيمت بأثيوبيا، فهل يعقل أن يشارك اللاعب بعد ثلاث سنوات من مشاركته مع المنتخب الأولمبي ثم المنتخب الأول مع منتخب الشباب (تحت 20 عاماً). * الكل يعلم أن ولاء الدين موسي أنضم للهلال في (نوفمبر 2015) وقبل تسجيله بشهرين وفي حوار أجرته مع صحيفة (الجوهرة الرياضية) جاء في مقدمة الحوار ((تتصارع أندية الدوري الممتاز خاصة أندية المقدمة على الظفر بخدمات المهاجم القناص صاحب ال19 ربيعاً ولاء الدين موسى يعقوب محمد "والي الدين"؛ الذي ينتهي عقده مع الأهلي مدني بنهاية الموسم المقبل)) وفي الغالب فإن العمر المشار إليه في مقدمة الحوار (19 عاماً) يكون بمعلومة من اللاعب نفسه للزميل الذي أجري معه الحوار، ولو صحت تلك المعلومة فإن ذلك يعني أن عمر اللاعب حالياً هو (22 عاماً) وبالتالي لا يحق له المشاركة مع منتخب الشباب، مع الإشارة لأن هنالك معلومات مختلفة أوردها بعض أصدقاء اللاعب من سنار عند توقيعه للهلال أشاروا فيها لأنه أنضم لهلال سنار وعمره وقتها (18 عاماً) ولعب له لثلاثة مواسم قبل أن يلعب موسم للرابطة سنار ثم موسمين للأهلي مدني قبل أن ينضم للهلال ولو صحت تلك المعلومات فذلك يعني أن عمره كان (24 عاماً) عندما أنضم للهلال وأن عمره حالياً (27 عاماً) أو أقل من ذلك بأشهر قليلة وهي في الغالب الرواية الأقرب للصحة دون أن ننسي الشكوي التي كان تقدم بها مريخ كوستي قبل عامين طاعناً في مشاركة اللاعب بسبب التزوير في عمره وقيده ضمن صفوف الرديف رغم أن اللاعب بحسب المعلومات التي قدمتها إدارة مريخ كوستي وقتها من مواليد (1989). * لكن بعيداً عن تلك الروايات لا يمكن لا بالعقل ولا بالمنطق أن يلعب لاعب مع المنتخب الأول ثم يعود بعد (ثلاثة سنوات بالتمام والكمال) ويشارك مع منتخب الشباب وهي ربما تكون السابقة الأولي في العالم، ولا يمكن لا بالمنطق ولا بالعقل أن يكون عمر لاعب لعب أربع سنوات في سنار وعامين في مدني ويخوض عامه الثالث مع الهلال (أقل من 20 عاماً) إلا في حالة واحدة وهي أن يكون قد انضم لكشوفات هلال سنار وهو في سن الطفولة. * المشاركة في بطولة سيكافا للناشئين التي أقيمت في (بورندي) بمنتخب ناشئين بأعمار حقيقية والقبول بهزائم ثقيلة لكن مع كسب الاحترام بسبب الالتزام بالأعمار هل كان مجرد خدعة للاتحاد (البورندي) حتى لا يثير الأخير أي شكوك في أعمار لاعبو منتخبا الوطني للشباب ليتأهل المنتخب بتلك الطريقة إلى نهائيات أمم أفريقيا للشباب؟. * للفساد وجوه كثيرة.
