الطيب علي فرح ليست زكاماً عابراً و لكنها ( .. ) !! ظللنا في كل موسم تسجيلات نتابع اخبار المليارات التي تصرف على صفقات استقدام النجوم دون ان تكون هنالك محصلة تذكر ! تعاقبت الإدارات و تعاقب الأقطاب و تعاقبت على عهودهم عديد اسماء و عديد صفقات جرت بذكرها الركبان و لكن يكاد الناتج يكون متشابها تشابها سيامياً – يكمن الفرق في ان دا مقبل كدا و دا مقبل كدا !.. لذلك فإن رسالتي لجماهير القمة ان تحاذر الوقوع في نفس الفخاخ التي كثيرا ما وقعت فيها و هي تتابع اسماء النجوم التي تدخل فرقها في كل موسم شخصياً لا تجدني اجد قيمة مضافة لإنفراد الهلال وحده بساحة التسجيلات في موسمها الحالي بسبب العقوبة التي أوقعها الاتحاد الدولي على المريخ بحرمانه من تسجيل لاعبين جدد و ايضاً لا اجد ان المريخ سوف يخسر كثيرا من عدم دخوله هذا الموسم من التسجيلات فالمحصلة الأخيرة لن تختلف هنا و هناك لأن ما تفتقده اندية القمة اكبر من ان يتم حصره في هذا الإطار الضيق !!.. مشاكل اندية القمة السودانية بل وكرة القدم السودانية عموماً تخطت حدود المنطقة الفنية و ذهبت ابعد من ذلك بكثير !!.. الإشكالات الفنية امر سهل تجاوزه و تخطيه بكل يسر هي مثل نزلة برد و زمام يمر سريعاً ثم يذهب و لكن المشكلة الحقيقية المزمنة والتي سوف يصعب تجاوزها تكمن في التصدعات التي ضربت مجتمع اندية القمة الذي اصابت الصراعات فيه الجوهر و الثوابت و المبادئ و إن سألتني الآن عن أين الخلل في المريخ فسأخبرك بكل شجاعة ان الخلل و الخطر يكمن في مجتمع المريخ نفسه و إن سألتني ما هي مشكلة الهلال فسوف اخبرك ان محيط الهلال و مجتمع الهلال هو من يعوق اي تقدم و تطور للهلال فخصوم الهلال في داخله اكبر و أكثر و اشد خطراً من خصومه و منافسيه في البطولات و المنافسات و كذا الحال لدى الند التقليدي المريخ الذي تعج ساحته بخصوم يرتدون جبته الحمراء هم السبب الرئيسي في كل النكسات التي اصابت النادي مؤخراً !!.. الصراع على المصالح و الأمجاد الشخصية جعل هذه الأندية العريقة ساحة للصراعات التي وصلت مؤخرا مرحلة التخوين و التشكيك في النوايا حتى اصبح الإداري لا يثق في زميله الإداري و اللاعب لا يثق في زميله داخل الملعب و الجماهير لا تثق فيهم جميعاً فتراهم جميعاً و قلوبهم شتى !!.. اندية كرة القدم وقبل ان تكون اندية لممارسة الرياضة ينبغي ان تكون مجتمعات متماسكة متحدة لها مبادئ و قيم لا يمكن التنازل عنها مهما كلف الأمر و التاريخ و الحاضر يحكي عن اندية مرت بعثرات و مشاكل كبيرة على صعيد التنافس و تحقيق البطولات و لكنها ظلت متمسكة بقيمها و مبادئها و أخلاقها و ولائها المجرد الذي لا يمكن ان يرتبط بأشخاص و اسماء معينة و تمكنت بفضل ذلك من العودة بسرعة و الاستشفاء من ذلك الزكام العابر و لكن و عندما تصاب الأندية في مبادئها و ثوابتها و أخلاقها فإن الخسارة تكون كبيرة للغاية .. تصل لحد الموت !!.. قبل بناء الفرق .. تحتاجون لإعادة بناء مجتمعاتكم أولاً !!.. قف : و إن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا !!.