محمد الطيب الأمين * معروف أن (الخطوة) هي بداية (المشي) .. * أي مشوار يبدأ بالخطوة .. * مشوار المتر يبدأ بالخطوة ومشوار الميل يبدأ بالخطوة ومشوار الكيلو متر يبدأ بالخطوة .. * وعندما تبدأ أنت ومعك مجموعة من الأشخاص مشوار طويل ثم تصل أنت وهم لا يصلون فهذا يولد عندك إحساس وشعور صعب جداً .. * هم كانوا معك عندما بدأت الخطوة ولكنهم راحوا قبل أن يكمل المشوار وهذا هو حال الدنيا .. * أقسى أنواع الشعور أن تفشل في إبلاغ من كان معك في الخطوة الأولى وأنتم في طريق طويل .. * أحياناً يكون كل طموح الأب أن يحضر ابنه عريساً أو خريجاً، ويبدأ معه (خطوات) التربية والتعليم .. * وعندما يدخل الابن الجامعة يختار الله الأب فيموت دون أن يكمل المشوار مع ابنه ودون أن يشاهد فلذة كبده عريساً أو خريجاً . * وهكذا هي الدنيا وهكذا هي الأقدار .. * ما في زول اندفن في المقابر إلا وكان في باله مشوار أو خطوة أو طموح أو أمل .. * كل الذين ماتوا كانوا بصدد تنفيذ مشاريع أو انتظار فرح قريب أو صديق .. * ما في زول في المقابر قنع من الدنيا .. * اختارهم الموت فجأة (إثر علة لم تمهلهم طويلاً) أو ربما أمهلتهم طويلاً ولكن في كل الأحوال يموت الإنسان وفي البال حاجات وحاجات .. * الشعب السوداني بدأ الثورة بالخطوة الأولى ثم نجحت الثورة وهنالك من مات منذ الخطوة الأولى وهنالك من مات في الخطوة الثانية أو الثالثة .. * ما حضروا نجاح الثورة ونحن لا نملك أن نبلغهم بأنها نحجت .. * هذا شعور قاسي جداً .. * ياريت لو نقدر نوريهم إنو الثورة نجحت .. * شخصيات كتير لو ينفع نبلغهم بنجاح الثورة .. * ولعل أو شخص يخطر على البال الآن هو شهيد خشم القربة الأستاذ الراحل (أحمد) .. * أحمد الذي مات من فرط التعذيب في منتصف مشوار الثورة .. * مات مغبوناً وكان يستحق أن يعلم بهذه النهاية السعيدة ولكنها الدنيا والأقدار .. * كل إنسان في محيطه هنالك شخصية يريد أن يخبرها بأن حكومة الإنقاذ (سقطت) ولكن الموت يحول دون ذلك .. * شخصياً أريد أن أبلغ مجموعة من الشخصيات العامة برحيل الإنقاذ .. * أول شخصية جات على بالي الشهيد أحمد .. * ثم من بعده كل شهداء الثورة الذين نعلمهم والذين لا نعلمهم .. * نريد أن نخبرهم بأنها (سقطت) .. * أيضاً من الشخصيات التي تخطر على البال الضباط الذين تم إعدامهم في رمضان .. * ومجذوب الخليفة وإبراهيم شمس الدين والزبير محمد صالح والترابي .. * كنا نود أن نعرف شعورهم عندما يعلمون بأنها (سقطت) .. * هنالك من هم أحياء ويعايشون السقوط الآن ونحن نريد أن نسألهم وندخل في عقولهم وقلوبهم لمعرفة إحساسهم وكيف يفكرون وبما يحسون .. * من الأحياء أريد أن أدخل في عقل حسن طرحة وروضة الحاج ونافع علي نافع وحاتم القال تاني ما في صف إلا صف الصلاة .. * علي عثمان وأحمد هارون وعبد الرحيم محمد حسين .. * الخضر والمتعافي وإبراهيم الطاهر وعلي مهدي .. * علي مهدي الممثل الذي لا يختشي .. * أيضاً الطاهر حسن التوم (الما بخجل) وحسين خوجلي (المحروق) .. * كثير من الشخصيات ليتنا ندخل في قلوبهم وعقولهم لنعرف إحساسهم بالضبط .. * آدم جماع وفيصل ويوسف كبر والحاج عطا المنان .. * عوض الجاز وأسامة بتاع السدود وطارق حمزة ومحجوب عروة والبشير .. * محمد عطا ووداد وأبو هريرة حسين ومأمون حميدة .. * شخصيات كانت متغطية بالأيام .. * والمتغطي بالأيام عريان يا مولانا .. * كيف يفكرون وعلى ماذا يخططون ؟ * هل أموالهم موجودة حتى الآن وهل هم نادمون ؟ * ماذا هم فاعلون إذا عادوا للحكومة لمدة (48) ساعة ؟ * تفاصيل كثيرة نريد أن نعرفها وهي تفاصيل صعبة صعبة .. * كانوا قبل أيام الكل في الكل وأصبحوا ولا شيء .. * ضاعوا بعد أن أضاعوا البلد ودمروا الاقتصاد .. * بلغوا درجات متأخرة من الافتراء وتعاملوا على أساس أنهم خالدين فيها .. * ما كان عندهم أي إحساس بأنهم ماشين .. * تملكهم إحساس الخلد وصدقوا ذلك .. * نزع منهم الله الملك وكان السبب شباب (مفلفلين شعرهم ولابسين برمودات) .. * سخروا من هؤلاء الشباب وحاولوا أن يرهبوهم ولكنهم سقطوا على أيديهم .. * ليتنا نسمع أحلامهم وتفكيرهم وشعورهم الآن .. * الفاتح عز الدين وإخوانه .. * علي محمود بتاع البيتزا والهوت دوق .. * كل الذين صدقوا زيف السلطة وتعاملوا معنا باعتبارنا عبيد ليس إلا .. * راحوا مع الأيام وليس من ذكرى حسنة نذكرهم بها .. * تقسيم البلد وإحياء نعرات القبلية وحرق دارفور .. * تصفية وتعذيب ومحسوبية وأربعة كباري .. * تشريد وصالح عامل وسرقة وظلط .. * وسط كل (100) سيئة تجد حسنة .. * والحسنة لا تذكر لأنها واجب .. * تعمل كبري ده واجبك .. * تعمل ظلط ده واجبك .. * فترة مليئة بالسيئات والأخطاء المؤثرة .. * وأسوأ ما في فترتهم استغلالهم للدين .. * لعبوا وتلاعبوا بالدين ولكن الله أمهلهم ولم يهملهم . * ليتهم يفكرون بالصوت العالي حتى نسمع أمانيهم الداخلية. * ونركب صافنات ونجيبه (سودانية) وأصلو الزول بيموت والذكرى تفضل حية.. * و..و.. * والله في .