ابوعاقلة اماسا توهان وإنعدام ثقة..! * يعيش أهل المريخ في حالة من القلق وإنعدام الثقة والتوهان بسبب مجلس إلإدارة وما اجتره إليهم من أزمات، وبسبب رئيس النادي الغامض غموضاً يثير القلق على النادي الكبير، وهو ما يدفعنا للقول: أننا لم نر المريخ في مثل هذه الأوضاع في أي سنة من السنوات التي عانى فيها، حتى في عام الرمادة كان هنالك أفق وأمل وثقة في بعض القيادات، وأنهم متى صحى ضميرهم وسخي عطاءهم تبدلت الأحوال، ولكن ما يمر به المريخ اليوم يؤكد أن أسوأ مافي الرياضة والعلاقات الإنسانية عامة أن تصل العلاقات مرحلة من إنعدام الثقة، ويفقد الناس اللغة المشتركة التي كانت تجعلهم قريبين من بعضهم، متفاهمين.. متآلفين ومتحابين، ولكن بسبب رئيسهم الغامض، فقد المريخاب الثقة في كل شيء، وهو ما يؤثر في الإستقرار ويضربه بزلزال بمقياس عشربن ريختر. * تتضارب أخبار التعاقدات وتتدفق أخبار التعاقد مع هذا وذاك، وفي الأغلب تكون الأخبار مفبركة ومغلوطة لضبابية الموقف في المصدر، وحتى التعاقدات مع المدربين يلفها غموض غير طبيعي يدل على أن من يجلس على كرسي الرئاسة إنسان غير طبيعي أيضاً، يتعاقد مع مدرب للأحمال وقبل أن تطأ قدماه أرض الوطن يصدر قراراً بإلغاء التعاقد.. ثم يتعاقد مع مدرب صربي وقبل أن يصل إلى الخرطوم يصرف النظر.. فيسرع الصربي إلى الفيفا لينكأ جراحات لا تكاد تهدأ حتى تجد من يجددها. * حتى الآن سمعنا عن أكثر من خمسة عشر إسماً رشح للإنضمام للفريق، ولو سألت أحدهم عن المؤكد حضورهم إلى السودان سيجيب الجميع ألا أحد من اللاعبين الذين تكرر الحديث عن تعاقد سوداكال معهم، والفريق هنا يباري الإمتداد إستعداداً للأبطال..! * المريخ يملك أفضل العناصر في فريقه بدون شك، ولكن القصور الإداري الواضح وعدم ثقة اللاعبين في رئيس النادي ومجلس إدارته قد يكون سبباً في تدني النتائج في الفترة القادمة وإنهيار الأحلام والطموحات بظهور جيد في الأبطال، فضلاً عن أن غموض سوداكال ينعكس على عموم الأوضاع في المريخ، خاصة مستقبله الإداري الذي بات رهن مزاجيته وتقلباته، ولحسن حظه وجد المريخاب في حالة إحتراب وإنقسامات ومشاكسات.. وتباعد غريب… لذلك حق عليهم القول: (كيفما تكونوا يولى عليكم).. فقد رفضوا كل الحلول التي توصلهم للهدف الأسمى، من أجل حلول تحقق إنتصارات شخصية بخسة لا تعني مستقبل النادي في شيء. * إستعداد الرئيس الفخري التازي لتغيير واقع النادي، والمساهمة في تجميل الواقع سيصطدم بغرابة شخصية آدم سوداكال، ما لم يكن قد اصطدم به فعلاً حتى الآن.. لذلك كانت المعالجة الأنجع والأفيد أن يسبق تصحيح الوضع الإداري أولاً قبل البحث عن رعاة وداعمين. * المريخ بحاجة إلى مجلس إدارة واعي بمكانة هذا النادي، له قدرات تؤهله لوضع برنامج يساعد أو يقرب النادي من تحقيق طموحات الأنصار على كافة الأصعدة، بدء من فريق الكرة والمنشآت ومؤسسية العمل وبقية الملفات المهمة.. فإدارة نادي مثل المريخ في قاعدته وإرثه الكبير يختلف عن إدارة الأندية الأخرى الذي لا يتجاوز مجتمعها كله مريخاب سند الكيان مثلاً..! * أتوقع أن تتدخل شخصيات مريخية مع الرئيس الفخري في الساعات الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ملف التعاقدات كما حدث في التسجيلات السابقة، ولكن الأمور لن تمضي بسلاسة بطبيعة الحال بما يليق بحجم نادي المريخ وطموحات أنصاره، خاصة إذا ركزنا على الخلل الذي تسببت فيه المماطلات في التسجيلات السابقة، وبعض من تصرفات أصبحت مألوفة من سوداكال، ولكنها تشوه صورة المريخ كمؤسسة كبيرة.. ويكفي أن النادي خسر جهود أفضل لاعبيه بسبب أخطاءه الغريبة، خسر مليارات إضافية لمعالجة ملف اللاعبين مطلقي السراح. حواشي * الآن… يعيد التأريخ نفسه، حيث أن عدداً من اللاعبين مطلقي السراح ينتظرون المفاوضات الحاسمة للتمديد، وبدلاً عن حازم مصطفى ظهر التازي هذه المرة.. ولكن سوداكال هو سوداكال.. لن تغيره المواقف ولا التجارب القاسية منها أو الجيدة..! * في السابق كنا نقصد إتحاد كرة القدم لنصغي إلى تنوير شامل يتناول كل القضايا الخاصة بكرة القدم في السودان، والآن.. أصبحت الدعوات توزع على الإعلاميين ليحتشدوا ويستمعوا لبطولات حسن برقو وإنطباعاته عن رحلاته.. عجبي..! * أعرف برقو من سنوات طويلة، منذ أن كان يقود دراجة نارية، وتابعت تلك الضجة التي أحدثها في المؤتمر الوطني والنظام السابق، والجدل الذي أثاره في تلك الحقبة وانتهى بتعليق عضويته قبل أن يعود ويعتذر.. ذلك قبل أن يتضخم ويطلق على نفسه لقب (السلطان).. ويصبح بالتالي صفحة من الصفحات المثيرة في كرة القدم السودانية. * كل ما ذكرته كان قبل أن يلج برقو عالم الرياضة وكرة القدم.. وقبل أن يدخل سوق الإنتخابات الأخيرة للإتحاد العام ويفرض نفسه على القائمتين، حيث كان هو الوحيد الذي حصل على أصوات المعسكرين المتناقضين. * فوجئت كغيري بصحيفة إلكترونية تحمل إسم (السلطان) تعبر عن ذلك المستوى الذي وصلناه. * السلطان يعني (السلطان حسن برقو).. ولو كان إسمها كمال شداد مثلاً لإعتبرت الموضوع عادي جداً.. لأن شداد رمز رياضي معروف وإن اختلف معه البعض فإن الثابت أنه رمز.. ولكن لغة الأنا وتضخيم الذات جعلت حسن برقو يصعد على أكتاف إعلام الأفراد ويصل مرحلة يقيم فيها مؤتمراً صحفياً وتنويراً بذلك الشكل الدرامي. * أسامه عطا المنان كان مسؤولاً عن المنتخبات في فترة تأهل فيها منتخبنا الوطني إلى نهائيات الكان مرتين، وحصل على سيكافا مرة ونال برونزية الشان مرتان.. ومع ذلك لم يعقد مؤتمراً صحفياً ليمجد نفسه أو يصدر صحيفة بإسمه لتسبح بحمده.. بل غادر الإتحاد والبعض يتهمه بإختلاس مبالغ أقل من التي أنفقها من جيبه على المنتخب. * لغة الأنا وتضخيم الذات.. والصعود على أكتاف الآخرين.. نمط إداري جديد ومدرسة مستحدثة مديرها حسن برقو..!!