# أعود إلى ما كنت قد بدأته.. في مقال سابق، واخوض في تفاصيل النفرة التي أعلنها السيد حسن برقو.. عضو الاتحاد السوداني لكرة القدم.. وهي نفرة ما كان لها ان تجد حظا من التداول لولا انها قد جاءت باسم الرياضيين لدعم الجيش. # اختار برقو ان يأخذ معه فريقا القمة الهلال والمريخ "من اضنيهم" لدعم هذا الحراك، الذي كان يمكن أن يجد منا الدعم والتثمين والتصفيق الداوي.. أن كان خالصا لوجه الله.. والوطن، ولكنه في حقيقة الأمر.. مجرد حملة انتخابية ودعاية شخصية يريد بها برقو أن يصطاد أكثر من عصفور.. بحجر واحد حتى يضمن مساندة العسكر لوجوده الرياضي والسياسي في المرحلة المقبلة.. ولا بأس من أن يأتي برئيسي الهلال والمريخ "صحبة راكب" في مسعاه القاصد لتثبيت اركان التمكين الجديد. # نفهم أن يقوم أحد رجال الأعمال بدعم الجيش.. وذلك باعتبار أن هذا الدعم يمكن أن يسدد من فواتير كثيرة تخص شخصية رجل الاعمال في المجتمع ومن موقع مسئوليته في هذا المجتمع، ولكن السؤال الذي "ندحرجه" من هنا هو: من أين لأهل الرياضة وناديي الهلال والمريخ تحديدا ما يدعما به الجيش، وهما لا يملكان شيئا من الموارد التي تحقق لهما كفايتهما من الأموال التي تساهم في تسيير نشاطهما، عطفا على أن الجيش، ذات نفسه، أغنى من الهلال والمريخ.. واغنى من حسن برقو وهشام السوباط وادم سوداكال.. واغنى من الاتحاد السوداني لكرة القدم.. لذلك نقول ان شركة واحدة من الشركات المنضوية تحت لواء منظومة الصناعات الدفاعية تستطيع أن تبتلع كل ما يملكه المذكورين اعلاه بصفقة تجارية واحدة، إضافة إلى أن البيئة الرياضية الان تعيش واقعا مؤسفا يمكن أن نرصده وان نلمسه من خلال ملاعبنا التي نمارس عليها النشاط الذي نعده أكبر وأهم نشاط لكرة القدم في السودان، حيث ينظم الاتحاد السوداني بطولة الدوري الممتاز بطريقة عشوائية لم يعد لها وجود في دورات الأحياء، ملاعب بائسة وارضيات لا تعبر عن دولة كان لها سهما في تأسيس الاتحاد الأفريقي، والأسوأ من كل ذلك هو أن سلطة الشرطي الموجود في الملعب تحت مسمى "أمن الملاعب" أعلى سلطة من مراقب المباراة وأعلى كلمة من الاتحاد السوداني لكرة القدم نفسه. # الجيش ليس في حاجة لهذا التدليس لأنه صاحب الاقتصاديات الأعلى في السودان، لذلك على برقو وشلته أن يوفروا هذا الدعم لما يليهم من مسئوليات وتكفينا وتكفيهم هذه الملاعب التي لا تصلح لرعي الحيوانات.. قوموا لرياضتكم يرحمكم الله.