يعود مصطلح (فن إدارة الأزمات) لستينيات القرن الماضي ، عندما اشتعلت أزمة حادة بين الإتحاد السوفيتي سابقا والولايات المتحدةالأمريكية حول وجود صواريخ نووية في كوبا كادت أن تشعل فتيلا للحرب العالمية الثالثة ، وقد انتهت تلك الأزمة بالحوار والتهديد والترغيب والوعيد وتم عقد صفقات في الخفاء . وحال انتهاء تلك الأزمة الخطيرة ، أعلن وزير الدفاع الأمريكي وقتها ( ماكتمارا ) بأن قد انتهى عصر(الإستراتيجية) ، وبدا عصر جديد أطلق عليه"عصر إدارة الأزمات". ومنذ ذلك التاريخ بدأ اتجاه جديد يتعامل مع المواقف الصعبة من خلال مجموعة من القواعد(أو المبادئ)أو التوجهات أطلق عليها فن إدارة الأزمات أو سيكولوجية إدارة الأزمات أو سيناريوهات إدارة الأزمات . خسر الهلال مباراته السبت الماضي أمام صن داونز الجنوب إفريقي ، خسارة عادية في ظل ظروف عديدة أحاطت بالهلال خلال الفترة الأخيرة ، نعم خسارة مؤلمة للحد البعيد ، لعب فيها زوران الدور الأبرز ، ببداية خطأ ، وعندما تبدأ خطأ تستمر الأخطاء وما عليك إلا ان تتحمل نتائج ماأرتكبته من خطأ ، ولان الخسارة نتيجة طبيعية لتلك الأخطاء المرتكبة كان لابد للهلال ان يخسر ، وكرة القدم كما هو معروف (لعبة أخطاء) استفاد منها أصحاب الفارض وحققوا أول انتصار لهم في استهلالية مشوارهم في ثمن النهائي الإفريقي . كان من الممكن ان تنتهي المباراة تعادلية ، وكان بالإمكان ان يخسر الهلال بنتيجة اقلها أربعة أهداف لولا تألق الحارس المعجزة (ابوجا) ، فبمثلما أضعنا أهدافا مؤكد ، (هدف الشغيل المهدر) أهدر أصحاب الأرض أهداف أكثر من مؤكدة ، تارة لسؤ الحظ ، وتارة أخرى لتألق ابوجا . انتهت المباراة على ما انتهت إليه ، وباتت من الماضي ، لكن على زوران ان يستفيد من جملة الأخطاء التي ارتكبها ، وتصحيح أخطاء نجومه في المباراة ، وأخطاء التشكيل الذي بدأ به المباراة . الحقيقة ان السيد الهلال في أزمة حقيقية ، أزمة قادها الإعلام الهلالي للأسف الشديد ، (لا أبرئ نفسي) فن إدارة الأزمات يحتاج إلي عقول تدير مثل هذه الأزمات ، الهلال كما قلت أزمته الآن إدارية ، فمعظم أعضاء اللجنة ليس على قلب رجل واحد ، وزوران لوحده أزمة ، الإطاحة به في هذا التوقيت تعد جريمة ، والإبقاء عليه كما هو بدون (مساعد) أزمة ستفاقم أزمات السيد الهلال ، وكما قلت تلك الأزمات تحتاج في المقام الأول لرجل يجيد فن (إدارة أزمات ناديه) واعتقد ان السيد هشام السوباط بما يملكه من (فهم ) قادر ان يدير هذه الأزمة بكل حنكة ، وهاهو يغرد عبر صفحته قائلا (في السراء والضراء معكم وفي الفوز والهزيمة نثق في عودتكم قريبا ولا زالت أمامنا مباريات ومباريات ومتسع من الوقت للعودة إلى سكة الانتصارات .. هذه جولة لم تأتِ على هوانا وكما نحب ولكن نستخلص منها العبر ونتعلم من الأخطاء ونسد الثغرات … والقادم أجمل بإذن الله) . رسالة بليغة ، من رجل محنك ، رسالة ملئيه بالتفاؤل والأمل في (بكرة) كما إنها حملت العديد من العبر والدروس ، يجب ان تجد حظها من التنفيذ ، خاصة فيما يتعلق بكلماته (المبطنة) عن الأخطاء وسد الثغرات والتي يعني بها هنا المدير الفني للفرقة الزرقاء زوران. حقيقة نحتاج إلي هذا الفهم الراقي الملئ بالعبر كما قلت ، نحتاجه لان الهلال كما قلت يمر بأزمة حقيقة ، أزمة قادتها هذه المرة أعضاء في لجنة التطبيع للأسف الشديد ، ومن خلفهم صحافة تنفذ ما يضر بالهلال . فان نجح السوباط في إدارة هذه الأزمة يكون بذلك قد حقق انتصارا كبيرا لا يقل عن أي انتصار يحققه الأزرق في المباريات التنافسية ، لا اشك مطلقا في قدرات السوباط في احتواء تلك الأزمة التي تفجرت ، وهو قادر على ردم الهوة بين الفر قاء لأنه يحظي باحترام الجميع ، ورسالتي للإخوة في الزميلة الأسياد الذين اعلم هلا ليتهم جيدا ان (يختو الكورة واطة ) ويكفوا عما يقومون به هذه الأيام من تجريم لأعضاء بعينهم (الفاضل ، إسماعيل ونزار) لان المسئولية هنا جماعية ، فان أخفقت لجنة التطبيع فالإخفاق شامل ، وان أحسنت فسيكون ما قاموا به يشمل كافة أعضاء اللجنة وليس السوباط والطاهر وحدهما .. ولا أزيد . أخيرا اخيرا ..! هل تم تزوير في أسماء (اللجان) التي اعتمدها مجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم في اجتماعه الأخير الذي سبق انعقاد الجمعية العمومية للاتحاد ؟ وهل المسئولية تقع على عاتق الأمين العام للاتحاد ؟ وهل تدخل رئيس الاتحاد ومعه اثنان من أنصاره وتلاعبوا بتلك القوائم التي رفعها مجلس الإدارة لإجازتها من قبل الجمعية العمومية ؟ ما اعلمه ان هناك تقديم ، وتأخير في الأسماء على حسب ما نشر في النشرة الرئيسة التي تعدها المنسقية العامة للاتحاد السوداني لكرة القدم . اخيرا جدا ..! وما اعلمه انه هناك أعضاء في الجمعية سيقومون بتقديم شكوى عاجلة للجنة الأخلاقيات بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في هذا السلوك القبيح الذي بدر من أناس يفترض فيهم الحيادية طالما أنهم يتمتعون بعضوية الاتحاد السوداني ، واعتقد ان لجنة الأخلاقيات بالاتحاد الدولي ستردع كل من شارك ، أو أوعز ، أو نفذ هذا السلوك غير المحترم أخلاقيا ومهنيا . اذهبوا فأنتم الطلقاء
