* نبارك للهلال الفوز على المريخ بعد طول غياب ، ونبارك ايضاً لهم الحصول على بطولة الدوري الممتاز بعد غياب ثلاث سنوات ولا داعي لتكرار الاسباب التي أدت لهذا فقد تناولناها مراراً ويعلمها الجميع تقريباً ، بالأمس استعاد الهلال نغمة الانتصار على الزعيم في مباراة اعادت لنا ذكريات ( الغمة ) وجاءت دون المستوى المطلوب وان كنا نعذر المريخ على هذا فما هو العذر للهلال ؟ المريخ ادى مباراة شبيهة بمباريات الدوري التي خسر معظم نقاطها وحتى التي فاز فيها كانت رتيبة ومملة كمباراة البارحة ، فقد زلزلت الصراعات الادارية كيان الفريق وأطاح الشد والجذب بين المعسكرين المتحاربين المجلس البائد والمجلس الشرعي باستقرار فريق الكرة واكمل غارزيتو على كل هذا العك بعك فني مرير كبل الفريق وجعله يخسر مباريات سهلة ونقاط اسهل ويكسب بدون مستوى يؤهل لهذا الكسب ، تعاقب اجهزة فنية بصورة تثير الدهشة والاستغراب ، ثم آلت مقاليد الامور لغارزيتو بعد ابراهومة الذي يرافقه الان وبداية ما فعله غارزيتو هو مضايقة المحترف توني وحرمان المريخ من افضل لاعبيه وبالتالي هي مقدمات لخروج توني وتفريغ المحترفين في الفريق وانفراد غارزيتو بالمحترفين الجدد وهي وسيلة ضغط معروفة لحلب مجلس الادارة وتحقيق مكاسب مادية وراء ذلك فكل شيئ اصبح يدار على المكشوف والخاسر الوحيد هو المريخ . * المباراة بالامس لم تحمل جديد فمستوى المريخ نفسه تماما كما خسر امام الوادي نيالا وكما خسر بالتعادل امام توتي وكما فاز بشق الانفس ، افتقد مهاجمه الاساسي سيف تيري ولم يسعف الوقت نجمه التش في العودة سريعاً لمستواه المعروف واصيب رمضان عجب مع المنتخب وبدت هزيمة المريخ منطقية ومتوقعة في ظل هذه الظروف وغيرها ، بينما يشهد الهلال استقرار اداري وفني ووفرة في التشكيلة ولم يقصر خالد بخيت في تجهيز البدلاء عبر المنتخب فاصبح للهلال تشكيلة مكتملة مع توفر بدائل جاهزين بالرغم من ذلك قدم الهلال مباراة لا تختلف عن المريخ كثيراً ولم نشهد اي انعكاس فني لهذا الاستقرار ، صحيح شكل الهلال كان الافضل الى حد ما لكن المريخ يمكن ان نقول خسر بهدف جاء هدية من اسوأ لاعبي المريخ مؤخراً ، وكانت فرصة للهلال لتقديم مباراة كبيرة فنياً ولكن لم يحدث ذلك وجارى الهلال المريخ في السوء وفشل في استثمار ظروف المريخ وفشل في تقديم مستوى فني يطمئن الجماهير الزرقاء على الفريق افريقياً . * هدف الهلال الاول جاء من لعبة نموذجية متكررة مؤخراً في الهلال ، انخراط ياسر مزمل من الجهة اليسرى للخصم بسرعته والتمرير المريح لمحمد عبد الرحمن تماماً كما حدث في مباراة فاسيل بالخرطوم وايضا في الدوري وهو تكتيك لم يركز عليه الهلال لا اعرف لماذا فهذه الطريقة كان يمكن ان تهدد مرمى المريخ كثيراً ، وقد احسن طبنجة في كثير من الاحيان التمركز وكان لغياب ياسر مزمل في الشوط الاول الاثر في قلة الهجمات عبره وقد تخوفت الجماهير المريخية كثيراً من مستوى بيبو ولكن طبنجة لم يتحمل الضغط في الشوط الثاني وجاء الهدف الازرق الاول من جهته ومن ثم الثاني ايضاً كان سارحاً وسبقه ياسر في الارتقاء لعكسية فارس ، اما المنافس الاول والابرز لبيبو في السوء فقد كان كرونقو اللاعب الكسول الذي لا يحسن التغطية ولا التمرير ولا الاستلام ولا شيئ ، ولو كنت مكان المدرب لكان على رأس قائمة المشاطيب بلا تردد ، وقد جمع كرونقو كل سوءه دفعة واحدة في لعبة الهدف الهلالي الثاني بعد ان لف ودار بالكرة كالثور في مستودع الخزف ، وطبعاً فقدها بسهولة ومن ثم تبادل الشغيل وفارس جملة فنية عالية على كرونقو وجعلاه كالدرويش تارة يرتمي على الارض وومن ثم يخرج تاركاً تمريرة الشغيل تصل لفارس بارتياح الذي عكسها نموذجية لياسر مزمل ، هدف يجب ان يكون التصفيق فيه للشغيل وفارس وياسر واكثر لكرونقو الضعيف . * المريخ كانت معاناته واضحة منذ فترة وغارزيتو لم يفعل شيئاً غير زيادة الطين بلة ، مباراة الاكسبريس كان التأهل فيها شبياً بالحظ وقد كتبنا ذلك وقتها ، مباريات الدوري كانت اشارة لفقدان الممتاز قبل كل الاشارات التحكيمية والتي تخص اتحاد السوء ، والأصعب قادم في الطريق فمباراة زاناكو الزامبي على الابواب وخسارة الامس لن تغير في شكل المريخ ولن تؤثر بأكثر مما هو مؤثر في الفريق وغارزيتو بهذا الاسلوب سيواجه مخاطر الخروج الافريقي بعد فشله المحلي . * مدرب يحتاج الى هدف يخرج التش ويدخل التاج يعقوب … وفي اخر دقيقة يدفع بالمهاجم سيف الدمازين ؟ . * رمضان عجب نحتاجه بشدة ليلعب طرف ايمن ومهاجم ، نعم الخانتان خاليتان تماماً والسبب الاساسي عدم التركيز في التسجيلات الاخيرة ومجاراة الهلال في التسجيل بدون تحديد فني دقيق لمتطلبات الفريق ، كيف سنلعب افريقيا بكرونقو هذا وبيبو وبدون مهاجمين ؟ * افضل لاعبي المريخ بالامس كان صلاح نمر ، أما التكت ووجدي وضياء الدين عليهم مراجعة انفسهم فمستوياتهم في خط الوسط سيئة جداً ولا تقدم اي فائدة للفريق وخصوصا التكت الذي احرز هدف المريخ لم يشفع له فمهام لاعب الوسط تتطلب الكثير المفقود لديه ، هدف التكت اوضح الضعف الشديد للحارس ابو عشرين مؤخراً وكما ذكرت بالامس اصبح مصدر قلق للاهلة ، بينما لم يختبر ابو عشرين في المباراة ولم يكن هناك اي تسديد مريخي على مرماه . * بكري المدينة لعب بالكلام اكثر من الاقدام ، والسماني أكثر من الانفعال والنرفزة والتش استسلم للرقابة ، حادثة فارس وبكري طبيعية واعتقد ان الحكم تسرع بالبطاقة الحمراء والطرد ، فارس عبد الله كان جيداً في المباراة ولم يستحق اكمالها مطروداً حتى وان كان يبدو عليه مطاردة بكري وانفعاله الشديد ، الحكم كان يمكنه استخدام طريقة اخرى وفرض شخصيته بالانذار اولاً خاصة وانه لم يكن هناك ضرب بالايدي او تدافع وانما مجرد انفعال وكلام . آخر التداعيات * تقاسمت القمة نتيجتي المباراتين ، فاز المريخ في الذهاب بثنائية نظيفة وتغلب الهلال في الإياب بثنائية مقابل هدف . * هل تكون خسارة القمة هو آخر عهد المجلس البائد ، المريخ يجب ان يرتب اوراقه بسرعة قبل المباراة الافريقية التي لا نعلم اين سنؤديها بعد حرمان الكاف للاندية السودانية من ملاعبها ، المجلس المنتخب يجب ان يتسلم بسرعة ويبدأ اعماله ويكفي السوء الذي كال حماد .