*كرات عكسية – محمد كامل سعيد* *تجارة الاخلاق.. في ارض النفاق..!!* * تذكرت رواية الاستاذ الكبير يوسف السباعي، ورائعته التي حملت اسم (ارض النفاق).. تذكرتها وانا اتابع تراجع اولئك المرجفين، وشروعهم في التفكير بطريقة واضحة وظاهرة، ويتحدثون – غصبا عنهم – بصوت جهوري، بشأن قوائم ترشيح مجموعتهم في انتخابات الاتحاد العام المرتقبة..! * وفي الوقت الذي قدمت فيه مجموعة النهضة نفسها بلا خوف او رعب، من وجود اي شبه فساد مالي او حدث يشهد عليه كل الناس، في ذلك الوقت تحديدا، تابعنا بعض المرشحين يتقدمون بقائمتين، تحسبا لما قد يحدث من قرارات للجنة الاخلاقيات..!! * ولجنة الاخلاقيات المستحدثة من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ظهرت لتأمين مرور اموال الدعم الدولي في سكتها السليمة، بعيدا عن اي خروقات، او تجاوزات خاصة تلك التي انتشر في كل انحاء العالم، وبالتحديد في الدول الافريقية..!! * وعندما نقول افريقيا بالتحديد، فاننا نعلم بشبهات الفساد التي تحدث بمشاركة الحكومات العسكرية المنتشرة بكثافة في القارة السمراء، كما ينتشر اصحاب المصالح الخاصة، الذين يجدون دعما من جهات عديدة او افراد..!! * وهنا نعود الى رواية (ارض النفاق) التي تحدث كاتبها (بخيال واسع) عن امكانية وجود الصفات الانسانية (من صراحة ووضوح وكراهية ونفاق وتملق وغيرها) في شكل سلع، (حبوب او بودرة)، يتم استنشاقها او بلعها، ويسري مفعولها بعد دقائق لكن لفترة محددة..!! * ولعل ما استحدثته لجنة الاخلاقيات بالفيفا، واجبرت الاتحادات المختلفة على التعامل به، قد وضع الحرامية وقادة الفساد وقراصنته في خانة المحتاج لسوق مخصص، (تباع فيه الاخلاق وتشترى)..!! * ومهما كانت طريقة وشكل المتاجرة في القصة، التي اختار لها الاستاذ السباعي اسم (ارض النفاق)، وما اذا كانت الاخلاق وغيرها تباع بالكيلو او الكيلة، فان المحتاجين لها في الوضع الحالي، لن يبالوا او يتأخروا عن شرائها..!! ********************** وجود الاخلاق او عدمها عند هذا الشخص او ذاك، يرتبط اول ما يرتبط، وبصورة مباشرة بالتربية التي تبدأ من المنزل، وبعدها ياتي دور الاسرة والمجتمع.. فاما ان يخرج الشخص الى المجتمع وهو يحمل صفات الصدق والامانة، او الغش والنهب والسرقة، على شاكلة (تسعة طويلة) لكنها بطريقة حديثة وراقية..!! * واذا كان الصبي في مراحل حياته الاولى، يحرص على سرقة زملائه في المدرسة، ويمارس كل تفاصيل الحقد والغل والكراهية مع اقرانه، فانه في المستقبل القريب، سيتحول الى (شيخ منصر) دولي، يمارس ذات الصفة البائسة، لكن على نطاق اكبر واوسع..!! * ويظل العمل العام – على شاكلة المناصب المتعلقة باتحاد كرة القدم – من الاهداف المهمة المشروعة (للحرامية) خاصة وانهم يمكن ان يجدوا فيها المجال الذي يساعدهم على ارضاء تطلعاتهم (الشاذة الدنيئة)..!! * ان تحول رواية (ارض النفاق) الى واقع حقيقي ملموس، كان سيساهم في اسعاد الكثير من الاشخاص، خاصة تلك المجموعة التي تلوثت وغاصت في الفساد، ولم تتمكن من تغطية تفاصيل فسادها ذلك، ولو بالكذب والوهم.. * واذا افترضنا جدلا ان قصة الاستاذ يوسف السباعي (الخيالية) قد تحولت الى واقع، فاننا لن نتعجب اذا شاهدنا الحشود المليونية، وهي تزحم مكان ذلك السوق، وبالتحديد امام تجار الصدق والامانة، ونظافة الذمة خاصة من النواحي المالية وغيرها..!! * ستتصاعد درجات الغبار، وتملأ الفضاء امام ذلك التاجر الذي يتخصص في بيع اجود المساحيق، التي يشعر (اي حرامي) بعد ان يذوبها في ماء ويشربها، بانها قد مسحت كل التجاوزات من تاريخه، وصار بامكانة الترشح لشغل منصب مرموق في (اتحاد اللقيمات)..!! * ولا يوجد اي مانع، او سبب منطقي، يمنع كل كل من مارس السرقة بالامس، من القيام بذات التجاوزات في المال العام.. وحتى اذا تم اكتشافه، فانه لا ولن يعجز عن الذهاب مرة اخرى الى السوق اياه، لشراء المزيد من الاقراص او البودرة، حتى يعود كما كان.. وهكذا (دواليك دواليك دواليك دواليك دواليك)..!! ********************** لقد قيد القانون عمليات الترشح للعمل في الاتحادات استنادا عفى الكثير من الاحداث والمواقف التي تحولت فيها اوضاع عدد كبير من الاشخاص الذين يأتي الواحد منهم لشغل وظيفة هامشية في اتحاد لعبة جماهيرية فيتحول فجأة الى احد ابناء الطبقة الراقية..! * وليس ذلك فحسب بل نتابع كما تابعتا في السودان من صار يمتلك القصور والسيارات الفارهة والقصور والاراضي والبيوت وغيرها وكل ذلك من وراء وضعيته في الوظيفة العامة بعدما يجد الحماية الكاملة من مجموعة اشخاص هم يشاركون ايضا بلا دراية في عمليات النهب والسرقة العلنية. * لا تزال قصة (سيدنا يوسف) تحاصر عقلي وبالتحديد مشهد مجموعة الكهنة الذين يعرف كل واحد منهم درجة الوهم التي يتعامل بها (كبيرهم اليخماو)، ورغم ذلك يصرون على التسبيح بحمده ليل نهار، رغم علمه بانه موهوم، وهم يفعلون ذلك من باب الحرص على مصالحهم الخاصة وما اكثر مثل تلك النوعية في زماننا الحالي. *تخريمة اولى:* لا ادري من اين سيأتي الكومبارس بجوازات اللاعبين بعد العملية التي اسموها السيطرة على فريق الكرة..؟! نقول ذلك ونعلم ان الفريق تنتظره سفرية للمشاركة الافريقية امام زاناكو الزامبي..!! *تخريمة ثانية:* ضحكت وانا اسمع تعليق المدعو حازم، بخصوص رفض جماهير المريخ استمرار غارزيتو في التدريب.. واحسست وكأنه (ما فضل ليهو الا يجيب بسطونا لدق عشاق الزعيم الرافضين لاستمرارية غرزة)..!! *تخريمة ثالثة:* فوز شباب المريخ برباعية على ندهم الهلال يجب ان يتبعه قرار رسمي بتصعيد خمسة او ستة للفريق الاول، وشطب (شلة الانس اياها)، لكن مين يسمع..؟! *حاجة اخيرة:* (هاااتشيين) ده كلو من تجارة البهارات اللي بتضر اول ما بتضر (ناس التعبئة)..!! *همسة:* تجار الاخلاق.. في ارض النفاق، يقفون كالمتفرج امام الزنقة الحالية، التي تسبق عمومية الاتحاد..!!