صلاح الدين حميدة .. الرحمتات تقليد وعادة كرم سودانى لا ينتهى …
الرحمتات شكل من أشكال احتفاء السودانيين برمضان، بل وبقرب إكمال صومهم للشهر الفضيل . وتقوم فكرتها على التصدق بالطعام على الفقراء والأطفال على وجه الخصوص، بنية ذهاب ثوابه للراحلين من أفراد الأسرة المحددة جميعاً أو أحدهم ، ويقدم فيها طعام خاص يتكوّن من اللحم والخبز والأرز ( فتة) وشراب منقوع التمر، في يوم الخميس الأخير من كل رمضان، الذي تعقبه «الجمعة اليتيمة» . وفى غالب الأحيان يوةفق السابع والعشرين من شهر رمضان هى من العادات المقدسة جدا عند الشعب السودانى لان فيها نوع من التكافل والتراحم والاحساس بخدمة الناس عند الحوجة هذا هو الشعب السودانى الجميل الذى يمتلك العادات والتقاليد السمحة .. تعتبر الرحمتات احتفال بالناس الذين فقدوا واستعادة لذكراهم . وبهذه المناسبة يقولون في القرى والأرياف "الرحمتات عشا الميتين"، حيث تشير كلمة "رحمتات" إلى مقدم الرحمة أو أنها آتية/قادمة .وتعتبر عرف سائد فى المجتمعات السودانية المحلية خاصة تكلم التى مازالت تحتفظ بكامل رونقها وبيئتها التى استمدت منها عادتها وتقاليدها . ورغم تغير تفاصيل الحياة في المدن، إلا أن بعض الأرياف و بعض الناس في الحضر ، لا يزالون يحتفظون بتلك العادات التي يكون فيها الأطفال هم المحور الأساسي . تقدم الرحمتات للأطفال عند الظهيرة وفي بعض المناطق تقدم عند إفطار الصائمين ، وبعض الأسر تقوم بتقديمها لطلاب الخلاوي كما أن هنالك بعض المناطق يكون طقس تقديم الطعام بعد صلاة العشاء.. في بعض المناطق الريفية يتحرك الأطفال في مجموعات من بيت إلى آخر من بيوت الحلة يحملون الدفوف والطبل وهم يطرقون الأبواب لتقدم لهم الأطعمة والتمر. كما يطلقون على فتة الطعام التي تقدم لهم "الحارة"، ويسمع نداء الصغار وهم يغنون: الحاره ما مرقت ست الدوكه ما وقعت قشاية قشاية ست الدوكة نساية كبريتة كبريتة ست الدوكة عفريتة ليمونة ليمونة ست الدوكة مجنونة" ويقصد بست الدوكة المرأة التي تقوم بتحضير الطعام. وعادة يقصد الأطفال المنازل التي سينعمون فيها بالطعام الوفير. وهذه العادة هي نفسها عادة القرقيعان أو القرنقشوه في بلدان الخليج العربي ولكن بلمسة سودانية . صدقة «الرحمتات» مهدّدة بالتلاشي وبالتناسي، لأنّ الكثير من الأجيال الجديدة في المدن على وجه الخصوص، قد لا يعرفونها، ولأن الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد أثّرت كثيراً على قدرات الناس في الإنفاق، لكنّ الأرياف والقرى لا تزال تتراحم وتقيم «الرحمتات» رغم فقرها، لأنّ تكافلها سبب بقائها .محمد الله كثيرا بأن كنت من جيل الرحمتات فقد كنا فى . السعادة وقمة المرح انها كانت من اجمل فترات الطفولة الجميلة صدقا لو عادت تلك الايام لكنت اسعد. الناس فى هذه الدنيا ولكن الآن تغير الحال تطور واصبح الواقع غير ذلك الذى كان فى الماضى فقد اصبح العالم فى تطور مستمر فى ظل العولمة والتقنية التى طغت على البشرية جمعا مما ادى الى تلاشى الكثير من تلك العادات والتقاليد ومن ضمنها الرحمتات التى لا اظن ان تعود مرة أخرى حتى وان عادت فلن تكون كالسابق .. اللهم ا رحم جميع موتى المسلمين. ..