محمد الجزولي الهلال في بحر دار..!! اينما حل يبقى الهلال هو سيد الدار ومحل الاهتمام ومركز الأضواء، لأنه صاحب أسم كبير في أفريقيا والوطن العربي، ويحجب ما سواه اينما حل. لذلك عندما يكون الحديث عن الهلال ينسى الناس ما سواه ويذكرون فضله على الكرة السودانية ودوره في نشر اللعبة وكرائد للأندية الأفريقية بوصفه أكثرها مشاركة ب36 مرة مقابل 34 للأهلي المصري. يتواجد الهلال هذه الأيام بمدينة بحر دار الاثيوبية الجميلة لمواجهة سانت جورج عصر غد الأحد في ذهاب تمهيدي أبطال أفريقيا وعندما يأتي ذكر الهلال فإن الكلام انتهى. فالهلال في الزهرة الجميلة له صولات وجولات في بطولات الكاف وأن وجوده فيها هذه المرة ما هو الا مواصلة لما كان يقوم به في مثل هذه المناسبات. اختار الكونغولي فلوران ابينيجي 22 لاعباَ فقط لمواجهة سانت جورج وهذا قرار يجب أن يقابل بالاحترام لأن المدرب يعرف ما يريد واختياراته للعناصر حسب حاجته في المباراة. كان ابعاد لاعبين بقيمة عيد مقدم وعثمان ميسي وموفق صديق مفاجأة لجماهير الهلال، ولكن الذي اعرفه أن المدرب لم يبعدهم لاسباب فنية أنما اراد أن يختار حسب الحاجة. ويكفي أنه اختار حسن متوكل ضمن القائمة مع أن هذا اللاعب كان مرشحاَ للشطب في التسجيلات الأخيرة بأمر لجنة الرصد والمتابعة ولكن فلوران يرى أنه لاعب مهم بالنسبة للهلال. وبالتالي ما يهم جماهير الهلال هي النتيجة التي يخرج بها الفريق من المباراة وليس اللاعبين الذين تم اختيارهم او الذين تم ابعادهم من رحلة بحر دار. للمرة الثانية على التوالي يعود الهلال إلى بحر دار، حيث واجه فاسيل كيتيما الموسم الماضي في نفس الدور وخرج بالتعادل الايجابي 2/2 برغم من انه تقدم بثنائية. فالظروف الحالية أفضل من ظروف الموسم الماضي حيث يملك الهلال مجموعة من اللاعبين المميزين بجانب مدرب له خبرته وسمعته في الكرة الأفريقية. حتى سانت جورج أصبح يشعر بالخطر من المباراة ويخشى الهلال لأنه يعرفه جيداً لذلك عمل على حشد جماهيره وحفزهم بتسيير بصات من اديس ابابا إلى بحر دار لمساندته غداً. هذه الرحلة تحمل الكثير للهلال وينظر لها جمهوره بتفاؤل كبير وتمثل نقطة الانطلاقة في رحاب الادغال الأفريقية تميناً لاستعادة امجاد 87 و92 والوجه المشرف في 2007. لا زلت اتذكر عنوان مجلة (سوبر) الأماراتية بعد تأهل الهلال على حساب الزمالك لدور ال32 من دوري أبطال أفريقيا حيث كتبت وقتها (النيل أزرق وبس) ونريد أن يكون النيل كالعادة ازرقاً. في مثل هذه الأدوار لا يمكن الحديث عن التحكيم ولكن من باب الحيطة والحذر على البعثة الإدارية للهلال أن تطالب بتحكيم عادل في الاجتماع التقليدي اليوم. وصول الهلال إلى بحر دار قبل 72 ساعة من المباراة له جوانب ايجابية، اهمها عدم التأثر بالأجواء هناك ومن ثم الضغط نفسياً على سانت جورج الذي سيخاف من ثقة الهلال. في مثل هذه المباريات يبقى الدور الإداري مهم جداً ومن يبحث عن البطولة والتتويج يضع ألف حساب لكل خطوة لذلك الحذر واجب في كل الخطوات. التصريحات التي ادلى بها الكونغولي فلوران ابينيجي قبل السفر تؤكد أن الرجل يتعامل مع الأمور بواقعية وهو يؤكد أن الهدف الآن هو الخروج بنتيجة إيجابية من مباراة بحر دار. خلاصة القول: 24 ساعة تفصل الهلال عن مواجهة سانت جورج، وهي مباراة صعبة وسهلة، لأنها المباراة الأولى على المستوى التنافسي ولكن الذين نتمناه أن يكون الجهاز الفني قد حصل على معلومات حقيقية عن سانت جورج. وفي الختام: أنه الهلال لون السماء وزرقة الماء.. والسلام