د. بابكر مهدي الشريف سخف العرب والأفارقة في الكورة × أتابع بأسى وأسف شديدين ما يدور حول مباراة المريخ والأهلي الليبي ببنغازي للرد، والتي يدور كلام فارغ وعبيط من بعض منسوبي الأهلي وبعض إعلاميه وكمان بعض المشجعين المنفعلين. × والغريب كل الكلام يركز وبلا حياء أو حياة حول استمالة حكام المغرب المسنود لهم أمر إدارة اللقاء المقام يوم السبت المقبل بإذن الله تعالى على الأراضي الليبية. ×الرأي عندي هو، أن الذي نتابعه ما هو إلا امتداد قبيح وصريح لما تعانيه العقول والأفكار الإدارية والفنية والمجتمعية الأفريقية والأفريقية المخلوطة بالعربية بكل تأكيد ويقين. ×هذا السخف الأفريقي العربي فيما يخص نشاط كرة القدم وبالذات في الدوريات الكبيرة والمهمة، يوضح بجلاء مدى التخلف والانحطاط والجهل الذي تعيشه تلك الأمم وشعبها. × كل الشعوب خضعت بلا أي تفلت لحكم القانون وذهبت كي تتقن عملها وتصححه، فكان لها ما أرادت فاليوم كل الدوريات الأوربية وبطولاتها، لا نسمع أن هناك رشاوي أو استمالة تجرى هنا أو هناك أبدا أبدا. ×صحيح أن كرة القدم رياضة متحركة ومثيرة وتدور حولها الكثير من الشبهات ، وهي بالتالي تقبل حتى في التحليلات لكل التوقعات والاتهامات ، لكن يبقى الاعتماد الكلي والإصرار على التعامل معها خارج الملعب وبالأساليب الغير مشروعة ولا مقبولة، هي المصيبة والتي تحط من قدر من يتولاها ويتبناها. ×إذا أخفق الفريق وجهازه الفني في تقديم ما يقنع أو تعرض للهزيمة، فإنه لا يجد حرجا البتة غير أنه يقدح في ذمة الحكام وإدارة النادي الخصم، ويقول هذا تلميحا وتصريحا ، ومثل هذا لم نشاهده ولم نسمعه من مدربي وإعلامي الدوريات الأوربية. × في العالم المتقدم وحتى في الدول العربية غير الأفريقية ، يمنع هناك البتة التحدث سلبا عن الحكام، ويمنع أن تطلق الاتهامات والإشاعات في أي اتجاه، ولكنهم بالمقابل هم يتابعون بدقة أداء الكافة، وكل من لا يقوم بواجبه على وجه كامل يتعرض للعقاب بل والحرمان من مزاولة نشاطه في مجاله. ×في بلاد الدنيا ديدنهم الانضباط والاحترام وتقديس العمل مهما كان بسيطا أو كبيرا، فالكل يقوم بواجبه بلا تردد أو احتيال، ولكن هنا في بلاد العرب والأفارقة كل شيء يسير ببهلوانية وفهلوة، تجعل العاقل يفكر مليون مرة في هجر هذا النشاط الملوث بسلوك قادته ومنسوبيه أعوذ بالله. ×ومن عجب الشأن أن الإداريين أصحاب العقول الخربة والنفوس النتنة يعتبرون أن التوصل لاتفاق كريه يأكل حقوق الآخرين بواسطة قضاة الملعب ، لهو أمر فلاحة وكياسة ودهاء، ولكنهم يكذبون . ×ومعظم حكام القارة الأفريقية ظلوا ضحايا ومطية لجيوب ودولارات جلابة الإدارة، فضاعوا وباعوا ضمائرهم وأفشلوا قداسة الرياضة وأدخلوها بسخفهم وتواضع فكرهم إلى سوق الربا الرياضي. × لو خيروني بين خروج المريح من البطولة الأفريقية وبين دفع رشوة لحكم أو لأداري صاحب سلطة وتنظيم، لما ترددت في أن يخرج الزعيم نظيفا شريفا بلا تلوث أو عبط قبيح يهضم حقوق من يستحق. × خلاصة القول والرأي ، إذا استمر سخف الأفارقة والعرب الأفارقة بهذه الصورة السيئة، فقطعا سيترك الكافة متابعة الدوريات الأفريقية وبطولاتها، ويتجهون إلى بطولات تتسم بالجدية والنظافة والسعي المحمود بلا ريا أو ربا. ذهبيات × الدول العربية في الخليج والجزيرة العربية، أفضل بكثير من الدول الأفريقية والأفريقية عربية فيما يلي تنظيم نشاط كرة القدم. ×في بعض الدول العربية المعنية هناك يشكون فقط من ضعف قدرات الحكام لأجل ذلك يلجئون لانتداب حكام أجانب للمباريات الحساسة. × والمؤسف أن كل سخف وهطل الأفارقة والعرب الأفارقة ، يوجد عندنا هنا بصورة أقبح من أية دولة. × إعلامنا لا يستحي أن يتحدث وبصراحة عن التلاعب في المباريات بل ويحدد الراشي والمرتشي، ولا عقاب لمتعدي ولا حياة لمسئول. ×الإداري عندنا يسعى وبجد ليرشي الحكم أو أن يستميله مهما كان الأمر صعب ، وحرام وفيه هضم لحقوق آخرين. × وبعض الإداريين والمشجعين وصلت بهم الجرأة الاعتداء على الحكام حي على الفلاح باللكم والكرباج. × ويحدث هذا أمام المسئولين، وبدل أن تكون هذه سانحة لتطبيق القانون وبتر الظاهرة في مهدها، تجد الإداريين يتوسطون ويسعون لمنع العقاب،إذن كيف ستسير الأمور على وتصبح على ما يرام؟ ×وما حدث لفريق الشباب أخيرا من فضائح وطرده من بطولة سيكافا لهو خير دليل لما نقول ونصف اليوم. ×هذا التزوير أصبح سمة من سمات من يديرون كرة القدم ببلادنا. × اللاعب يأتي بريئا ويقدم شهادة ميلاده الأصلية ، فيخطفها الإداري ويبدلها أمام أعين المسئولين ويضيف له أربع خمس سنوات ويزجه في المكشف المضروب أصلا. ×إذا كنا نلوم ونصف الدول الأفريقية والعربية بالسخف، فنحن هنا في السودان أكثر سخفا وعبطا وجهلا، الله المستعان وعليه التكلان. الذهبية الأخيرة × وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح نقول، العالم الجاد في وادي طاهر، والدول الأفريقية وفي مقدمتها السودان في واد آسن.