دفع الهلال ثمناً غالياً في سبيل البحث عن العدالة وتوزيع الفرص على اللاعبين بمبدأ التدوير، لرفع الظلم وإزالة الغبن وقد ترك المدرب الميدان وحده للحكم على مستويات العناصر. ظهر دفاع الهلال بشكل مخيف وشكّل خطورة كبيرة على المرمى ، مع أن ابوعشرين نفسه واصل إرتكاب ذات الأخطاء القديمة بإبعاد الكرة المصوبة من بعيد لداخل الملعب وهى التي نتج عنها هدف الأمل المنقوض في نهاية الشوط الأول. نعيب على الدفاع التوهان والشرود والسماح للخصم بالتسديد ولكن مهمة الحارس الأساسية هى حماية المرمى وإبعاد الكرات للأطراف وليس بين أقدام المهاجمين. استفاد مدرب الفلاح من مشاهدته للقاء الهلال والأمل وعمل على إغلاق المنافذ وسد الثغرات ومنع تقدم الأطراف ساعده المستوى الباهت لعيسى وتحفظ ايمورو في التقدم. وساعدهم مدرب الهلال بتعطيل خانة بلا مبرر لعب فيها الثنائي عيد وياسر حيث إفتقد رأس الحربة الصريح فكانت الهرجلة والفرص الضائعة في الشوط الاول. لقطة هدف الفلاح تحرر شهادة إدانة لكل مدافعي الهلال حيث وقف إربعتهم يتفرجون وكانوا خارج المنطقة عندما تهادت الكرة في الشباك. المهاجم ولحظة خروج إبوعشرين لملاقاته يفترض ان يتقدم عيسى للخلف لمنع التمرير أو حماية المرمى ولكنه أصّر على السير في ذات الإتجاه. المباراة كشفت العديد من العيوب وقدمت للمدرب خدمة كبيرة لإبعاد بعض اللاعبين الذين نالوا عديد الفرص دون أن يتطوروا أو يُحسِنوا إستثمارها. تعرضت نقاط المباراة للخطر ونجح الهلال في العودة من بعيد بإستغلال الضربات الثابة التي كفلت له الفوز . من الدروس المستفادة أن المدرب سيقرر فوراً الإعتماد على توليفة ثابتة حتى لا تهتز عروض ومستوى وشكل الفريق ويبدأ نزف النقاط. دخول اجاجون أنعش الوسط وأكسب هجمات الهلال الحيوية المطلوبة ، ولكن المنذر إختفى تماماً بعد التبديلات ولم يساعد المدرب على الإستفادة من دخول الثلاثي الذي كان نقطة تحول في المباراة. بات التحكيم يصرف مقرراً ثابتاً على الهلال في عطبرة ويحتسب ركلة جزاء في كل مباراة ، ولكن عدالة السماء دائماً تنتصر فقد ضاعت الإثنتان. بات في حكم المؤكد أن عيد لا يصلح للمشاركة في أي مباراة بوجود ياسر مزمل ، مع أن مستوى عيسى كان كفيلاً بإستبداله من الشوط الأول وإعادة مقدم أو تحويل بانغا للطرف. اخطر الهجمات على الهلال في نهاية الشوط الأول تسبب فيها بانغا بمحاولته إبعاد الكرة برأسه فكانت بإتجاه مرماه. الإنذار الذي ناله أبوعشرين يستحقه ويستحق عليه عقوبة إدارية ومالية من الهلال لأن التصرف غير مبرر والحكم لن يتراجع عن قراره. أنهى الهلال أصعب رحلات الولايات وعاد بالغلة كاملة والنقاط في الحفظ والصون . أسبوع في عطبرة أتاح الفرصة للمدرب للوقوف عن قرب على مستويات اللاعبين ونعتقد أن أي لاعب أضاع الفرصة عليه عدم الندم ، والتفكير جدياً في حزم أمتعة الرحيل.