محمد الجزولي اصبروا على الهلال.. !! تمثل فترة التسجيلات دائماً مصدراً خصباً للاخبار الرمادية منها والكاذبة وتتصاعد أمال المشجعين لأي نادٍ في القيام بصفقات نارية، من أجل مواصلة النجاح أو تعويض الفشل بمستقبل مبهر في الموسم التالي. هناك من يتعامل مع هذه الفترة بكل حكمة وبرود اعصاب خاصة في دولة كالسودان لا يستطيع الهلال والمريخ مقارعة أندية كبيرة في افريقيا والوطن العربي ليس بسبب الجانب المادي ولكن الدوري السوداني غير جاذب لكثير من اللاعبين. وفي الوقت نفسه يسقط بعض المشجعين والمحبين للهلال على سبيل المال ضحية للعديد من العادات الخاطئة التي تجعلهم يربطون نجاح مجلس الإدارة بلتبية رغباتهم في التعاقد مع اللاعبين الذين يريدونهم حتى اذا كان الفريق ليس في حاجة لهم. من وجهة نظري الشخصية فإن الهلال هذه المرة قام بأقوى وأفضل تسجيلات في السنوات الأخيرة بالتعاقد مع لاعبين لهم اسماؤهم وقيمتهم ونجوميتهم مع منتخباتهم والفرق التي يدافعون عن الوانها. فقد نجح القطاع الرياضي ممثلاً في رئيسه محمد ابراهيم العليقي واركان حربه في التعاقد مع لاعبين مميزين ستكون لهم بصمتهم مع الفريق إلا ان هذه البصمة لن تظهر بين ليلة وضحاها لأن النجاح دائماً مربوط بأشياء يمثل فيها عنصر الزمن عاملاً مهماً. البرتغالي كريستيانو رونالدو بكل عظمته واسمه وخبرته وامكاناته لم يقدم شيئا يذكر مع النصر السعودي حتى الآن ومع ذلك لم يحكم عليه انصار النصر ولا الأندية المنافسة بالفشل لأنهم على دراية بأن رونالدو لا يزال في البداية. لذلك على جماهير الهلال أن تصبر على نجوم التسجيلات والفريق والجهاز الفني لأن النتائج قد تكون أقل من الطموح في المباريات الأولى وهذا متوقع وعلى الجماهير الدعم المعنوي مهما كانت النتائج. الكمال الله وحده لكن الجميع يرى ان الفريق الحالي للهلال قد يكون الأفضل في السنوات العشر الأخيرة من واقع القيمة الفنية العالية للاعبين ووفرتهم في كل الخانات. قبل الوقوع في فخ النقد الهدام وتثبيط الهمم، هناك بعض الأشياء يجب الالتفات لها وعلى رأسها ترك الاحكام المسبقة والانطباعية وعدم تصديق كل ما يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي. هناك من لا يمتلك أي معلومات ومصادر داخل النادي، فقط يحتاج لعدد هائل من المتابعين وكلمة (عاجل) قبل كل خبر والحيلة تنجح مع الأسف في خداع العديد من المشجعين، الذين يصدقون أي معلومة تكتب بشكل مرتب، دون الالتفات لمصدر الخبر ومصداقية صاحبه. فحماية الهلال في الوقت الراهن تقع على عاتق جماهيره واتمنى أن يحرص القطاع الرياضي على توفير المعلومات الخاصة بالفريق من أجل محاربة الاجتهاد الذي سيكون ضرره كبيراً على الهلال. صحيح أن الهلال أصبح يملك ترسانة من اللاعبين المميزين من بينهم 12 اجنبيا ولكن ليس معنى ذلك انه سيفوز بسهولة في كل مباراة يلعبها، ويجب أن يفهم الجمهور ذلك حتى لا يكون عامل هدم لمشروع النادي. وقبل ذلك فإن المدرب هو المسؤول عن وضع التشكيل الأساسي حسب اهمية المباريات، واللاعبون الوطنيون لا يقلون أهمية عن المحترفين الاجانب لذلك يجب أن يتم تشجيع الهلال كفريق وليس كلاعبين. أعود وأقول إن الهلال بهذه الصفقات سيكون الرهان عليه كبيراً في المواسم القادمة وسيكون واحداً من أقوى الأندية الافريقية الا أن كل ذلك يتوقف على دعم الجماهير وتعاملها بواقعية مع النتائج لأن الوصول للهدف تصحابه دائماً عقبات فالحذر واجب. . وفي الختام: بالتوفيق لهلال الملايين.. والسلام.
