عماد الدين عمر الحسن العمل الدؤوب.لاعادة بريق الثورة المنهوب
الحقيقة التي لابد ان نعترف بها ان المد الثوري قد انحسر كثيرا عما كان عليه خلال ايام الثورة الاولي والفترة التي تليها ، وبعد ان كانت أهازيج الثورة تملاء الشوارع والساحات ، بل حتي في صالات الافراح رأينا العرسان يزفون باناشيد الثورة – تراجع ذلك كله وبدا لهيب الثورة يخبو شيئا فشيئا حتي كادت نبوءة انس عمر ان تتحقق ( مافي ثورة . ببح ) . صحيح أن الكيزان كان لهم الدور الاكبر في نشر روح اليأس بين الناس باستمرارهم في وضع العراقيل امام حكومات الثورة المتعاقبة ، لكننا لا نبرئ الحرية والتغيير لعدم تمكنها من مقاومة تلك الجهود الكيزانية واظهرت ضعفا ادي الي زيادة اطماع الفلول في الثورة وفي كل البلد من بعد . لعل الاعتراف بهذا الواقع ومواجهته هو اول خطوات الحل للمشكلة ، ثم العمل بعد ذلك علي تصحيح الاوضاع واعادة الكرة من جديد ، ومن نجح اولا يستطيع ان ينجح بشكل اكبر في المرة الثانية شريطة تصحيح الاخطاء . اول ما يجب تصحيحه واعادة ترتيبه هو الاوضاع الداخلية للاحزاب الكبيرة – خاصة الامة والاتحادي الديمقراطي – ومخطئ من يعتقد في سلامة الحياة السياسية دون تاثير الحزبين الكبيرين فعافية البلاد في تعافيهما من العلل والانقسامات التي احدثها فيهما المؤتمر الوطني والذي ساعد علي شق حزب الامه الي حزبين ، قومي وتجديد ، وشق الاتحادي الي اصل وفرع وتقليد وتجمع بالاضافة الي فكة من الاحزاب الصغيرة . اعادة توحيد هذه الاحزاب ونجاحها في عقد مؤتمراتها الدستورية سيمثل اضافة حقيقية للحياة السياسية وهو بداية التصحيح واعادة توازن الاشياء . ثانيا : ضرورة الاتجاه الي البناء القاعدي الذي اهملته الحرية والتغير تماما وهي تركز علي الفوقيات والحلول الافقية لتباعد المسافة بينها وبين الشارع ، وهو ما ادي الي وجود فراغ حاول الكيزان التسلل من خلاله مستغلين خبراتهم الكبيرة في ذلك وامكاناتهم الضخمة وسيطرتهم علي وسائل الاعلام . ثالثا : لا بد من تفعيل دور لجان المقاومة وحثها علي التوجه للتجمعات الشبابية ومخاطبة الناس لمحاولة اعادة روح الثورة من جديد . رابعا : وهو الاهم ، ان تتوحد كل قوي الثورة ، ويقدم كل كيان تنازلات معقولة في سبيل الاصطفاف علي كلمة سواء بينهم واعطاء الاولوية لمصلحة الوطن والمواطن . خامسا واخيرا : هناك قصور كبير في ادارة الاعلام الثوري ويجب معالجته ، حيث يسيطر النظام القديم لازال علي الاعلام بشقيه الرسمي والشعبي وهو ما اهملته الحرية والتغيير حتي خلال الفترة التي شكلت فيها الحكومة . ما سبق نقاط ووسائل واجبة الاتباع لمحاولة اعادة روح الثورة من جديد ، اما الحل الشامل والذي يحسم كل هذه الفوضي فيتطلب خطوات من نوع اخر ، وهو ما سنتحدث عنه في المقال القادم باذن الله ..