عبد العزيز المازري الصقور خلصت الحكاية… والهلال اليوم تبدأ الرواية المنتخب لعب مباراة لم تكن في الحسبان، أداءً وتكتيكًا وانسجامًا، فجاء المشهد صادمًا. منتخبنا الذي بشّرنا ببدايات قوية وجمع اثني عشر نقطة، سقط بالأمس أمام متذيل الترتيب، منتخب توغو، في خسارة لم تكن مفاجأة بقدر ما كانت قاسية. ماذا كنا نتوقع؟ اتحاد لم يضع روزنامة محترمة، ولاعبون منهكون جاؤوا من دوري النخبة مرورًا باستحقاقات أنديتهم، دون أن يحصلوا على قسط من الراحة. كانت النتيجة طبيعية: منتخب يجر أقدامه، لياقة متدنية، روح غائبة، لا رغبة في التضحية، ولا دافع للذود عن ألوان الوطن. المدرب **كواسيا أبياه** للمرة الثانية على التوالي يفشل في تقديم توليفة تليق بمنتخب ينافس. لا قراءة صحيحة، ولا تكتيك واضح، ولا انضباط في التشكيلة. سقوط أمام السنغال من قبل، واليوم أمام توغو، ليضيع الحلم الكبير في بلوغ كأس العالم. خلصت الحكاية بأضعف سيناريو، وما تبقى مجرد حفظ مركز وتصنيف لا أكثر. لكن، إنصافًا للواقع، يبقى تأهلنا للبطولة الأفريقية نقطة ضوء، لكنها رسالة صريحة بأن المنتخب يحتاج إلى مراجعة شاملة، وإعادة صياغة في الاختيارات، وقطع مع المجاملات. فالأسماء وحدها لا تصنع منتخبًا، ولا الوعود الفارغة تُبني بها الإنجازات. أما الهلال، فاليوم يبدأ روايته في بطولة **سيكافا** بمواجهة **كتور جوبا**، في مباراة هي إمّا انطلاقة جديدة أو نسخة مكررة من نهاية حزينة. المدرب **ريجكامب** مطالب بأن يكون واقعيًا كما صرّح، وأن يدخل اللقاء بذهنية الفوز وبحصاد وافر من الأهداف، حتى يضمن الصدارة متحسبًا لنتيجة المباراة الأخرى بين الأهلي مدني ومقديشو. الحسابات هنا دقيقة: فارق الأهداف، فارق البطاقات، والحفاظ على الشباك نظيفة. الهلال يدخل اللقاء بتشكيلة جديدة مليئة بالوجوه، بعد تغييرات واسعة زجّت بإثني عشر لاعبًا محترفًا، في مقابل غياب الوطنيين مع المنتخبات. لكن الغياب الأبرز كان إداريًا؛ فالمجلس لم يحسم أمر كوليبالي ولا دياو، الأول عاد بخطاب اعتذار مبهم، والثاني غائب دون عذر، والمحصلة فراغ في العمق لا يليق بنادٍ بحجم الهلال. الجماهير لا تقتنع بالأسماء ولا بالصفقات الباهظة، هي تبحث عن هوية الهلال. ثلاث مباريات بلا فوز، فريق فاقد للبصمة، مشروع بلا ملامح. المطلوب اليوم عودة الروح، رسم هوية واضحة، بداية قصة مختلفة تُكمل المشوار في البطولة الأفريقية التي يحلم بها الهلالاب. فليتعلم الهلال من درس المنتخب: لا مجال للعشوائية ولا للاستهتار، الكرة لا تعترف إلا بالتحضير الجيد والاختيارات الدقيقة. **كلمات حرة:** * المنتخب ضاع بين برمجة عرجاء ومدرب بلا بصمة. * الهلال أمام فرصة ذهبية ليثبت أن المشروع ليس "كلام تسجيلات". * الجماهير ملّت من الشعارات، وتنتظر هوية تشبه الهلال لا "خليط عابر". **كلمة حرة أخيرة:** إن كان المنتخب خلص الحكاية بلا بطولة… فالهلال لا نريده أن يفتح رواية نهايتها من أول فصل!