طرد مليشيا آل دقلو الارهابية ومرتزقتها من منطقة بارا حدث مهم    هذا المقطع ينطوي على مؤشر انهيار كامل للمليشيا    جيشنا الباسل والجيش الرواندي    عبد المهيمن الأمين!    ماذا يعني تحرير مدينة بارا؟    انتقادات عربية وأممية.. مجلس الأمن يدين الضربات في قطر    "كومبا" يضع رسالة على منضدة البرهان    هذه هي بارا .. مدينة في عمق وقلب وسويداء ومشاش (أي زول سوداني)    وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بالخرطوم تبحث إعادة إعمار وتطوير قطاع الألبان    شاهد.. مقطع فيديو يوثق اللحظات الأخيرة لغرق "قارب" يحمل عدد من المواطنين بينهم "عروس" في النيل بوادي حلفا    الجيش السوداني والقوات المشتركة فرضا السيطرة على مدينة بارا بولاية شمال كردفان    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    والد مبابي: كيليان أبكاني مرتين ونجح في تحقيق ما عجزتُ عنه    شاهد بالفيديو.. أفراد بالدعم السريع يطلقون أغنية جديدة يهاجمون فيها قائدهم الميداني "أبو الجود" بعد هروبه من المعارك والقبض عليه: (أبو الجود ماشي لرخصان خلى كردفان وخذل ود حمدان)    شاهد بالصورة والفيديو.. "بحبها جد ونفسي اتكلم معاها لكن بخجل".. الفنان شريف الفحيل يعلن حبه و"إنبراشه" في ناشطة مثيرة للجدل    "الحاسوب الخارق" يتوقع فوز صلاح ب"ذات الأذنين"    إكتمال عملية الإستلام والتسلم داخل مكاتب اتحاد الناشئين بالقضارف    تعيين مدير جديد للشرطة في السودان    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    شاهد بالصورة والفيديو.. رغم جلوسهم على فصل دراسي متواضع.. طلاب وطالبات سودانيون يفاجئون معلمتهم بإحتفال مدهش والجمهور يسأل عن مكان المدرسة لتعميرها    الهلال السودانى يتأهل ويواجه الجيش الرواندى في نصف نهائي سيكافا وأهلي مدني يخسر    بالصورة.. المريخ يجدد عقد نجمه الدولي المثير للجدل حتى 2028    الهلال يتأهل ويواجه الجيش الرواندى في نصف نهائي سيكافا    ترامب: الهجوم على قطر قرار نتنياهو ولن يتكرر مجددا    في الجزيرة نزرع أسفنا    جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الغارات الإسرائيلية على الدوحة    شاهد بالفيديو.. حسناء الإعلام السوداني تستعرض جمالها بإرتداء الثوب أمام الجميع وترد على المعلقين: (شكرا لكل من مروا من هنا كالنسمة في عز الصيف اما ناس الغيرة و الروح الشريرة اتخارجوا من هنا)    أعلنت إحياء حفل لها بالمجان.. الفنانة ميادة قمر الدين ترد الجميل والوفاء لصديقتها بالمدرسة كانت تقسم معها "سندوتش الفطور" عندما كانت الحياة غير ميسرة لها    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    والي الخرطوم يدين الاستهداف المتكرر للمليشيا على المرافق الخدمية مما يفاقم من معآناة المواطن    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    هذا الهجوم خرق كل قواعد الإلتزامات السياسية لقطر مع دولة الكيان الصهيوني    إيران: هجوم إسرائيل على قيادات حماس في قطر "خطير" وانتهاك للقانون الدولي    نجاة وفد الحركة بالدوحة من محاولة اغتيال إسرائيلية    ديب ميتالز .. الجارحى ليس شريكا    التدابير الحتمية لاستعادة التعافي الاقتصادي    ضبط (91) كيلو ذهب وعملات أجنبية في عملية نوعية بولاية نهر النيل    تمويل مرتقب من صندوق الإيفاد لصغار المنتجين    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تفاصيل جديدة حول جريمة الحتانة.. رصاص الكلاشنكوف ينهي حياة مسافر إلى بورتسودان    قوات الطوف المشترك محلية الخرطوم تداهم بور الجريمة بدوائر الاختصاص وتزيل المساكن العشوائية    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    "وجيدة".. حين يتحول الغناء إلى لوحة تشكيلية    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    أخطاء شائعة عند شرب الشاي قد تضر بصحتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد المهيمن الأمين!
نشر في كورة سودانية يوم 12 - 09 - 2025


محمد عبد الماجد
عبد المهيمن الأمين!
انظر إلى (الأخلاق) كأهم معيار في الحياة، وهو المعيار الذي يجب أن نبني عليه تقديراتنا ومواقفنا وانفعالاتنا ونتائجنا النهائية.. لا أستطيع أن ألغي أو أتجاهل المعيار الأخلاقي في حياتي، وعلى استعدادٍ أن أفقد حياتي أو وظيفتي بسببه، والقياس هنا لا أقوم به فقط من ناحية (نظرية)، وأطبِّقه فقط على الآخرين، وأعفي نفسي عندما يمس الأمر شخصي أو مصلحتي.
عندما كُنت رئيساً لتحرير صحيفة (الحِراك السياسي)، التي مُنحت فيها كل الامتيازات، وحقّقت الصحيفة نجاحاً كبيراً منذ صدورها، وكانت الصحيفة هي تجربتي الأولى في رئاسة التحرير، وقد كُنت سعيداً بها ومازلت فخوراً، ولكن يبقى أنّي تقدّمت باستقالتي من الصحيفة بعد صدورها ب(28) يوماً فقط، وذلك بسبب إقالة سكرتير التحرير العشاي إبراهيم والمخرج الفني محمد أدروب اللذين كان لهما دورٌ في وضع شخصية الصحيفة الفنية، وكان لهما جهدهما وتعبهما في صدور الصحيفة والسهر والإرهاق قبل صدور الصحيفة وظهورها بأشهر، وما كانت أخلاقي أو أخلاق المهنة تسمح لي أن أتخلّى عنهما بعد صدور الصحيفة ونجاحها، المفاجأة هنا ليست في استقالتي التي اعتبرها البعض انفعالاً وتعجلاً، وإنّما كانت في أنّ أكثر من (25) صحفياً تقدّموا معي باستقالاتهم وساندوني في قراري، من بينهم كان الصديق اللدود معاوية الجاك الذي تجمعه علاقة (مريخية) جيدة مع رئيس مجلس الإدارة السيد خالد الخليفة الذي أكِن له كل الاحترام والتقدير، مع أنه هو مَن أقال "العشاي وأدروب". وكان من بين الذين تقدّموا باستقالاتهم نجوم الصحافة وقتها وأسماء كبيرة، مثل شمائل النور وحسن فاروق وخالد فتحي وعلي فارساب ومحمد البشاري ومحمد عبد اللطيف ومحمد الجزولي والنضيف وسفيان وساجدة وامتنان وغيرهم.
هذا الموقف كان منَّا من منطلق أخلاقي، وقد مضت الأيام وانتهت الحكاية، وبقي هذا الموقف في تجربتي الإعلامية البسيطة هو من أكثر المواقف التي افتخر بها وأسعد، ليس لأنّني تقدّمت باستقالة (عنترية) ورفضت المنصب وكل نِعَم رئاسة التحرير، ولكن لأنّ موقف الزملاء الصحفيين كان مُشرفاً ومُسانداً لي وأنا قد أتيت بهم من صحف كبيرة ومستقرة، مع ذلك وإيماناً منهم بتضامنهم مع العشاي وأدروب، قرّروا كذلك أن يقدموا استقالاتهم ويختاروا (العطالة) من العمل في صحيفة، بدون أن يكون لهم موقفٌ وقرارٌ..!
الحياة مواقف، حذاري أن يخدعكم شخصٌ ويتحدّث عن طبيعة الحياة وينكر المواقف، مدعياً أنّ تلك عاطفة، وإنّ مصلحتك الشخصية أهم، فتسمع المبررات، والكلام الذي يريد أن يُحوِّلنا إلى آلات، لنبحث فقط عن مصالحنا وندوس من أجلها على رقاب الجميع.
السكوت عن كلمة الحق يقودنا إلى كوارث، لذلك سوف نشهد بما نعرف، وإن كنت سوف أبقي على ملفات كثيرة مُغلقة ولا أفتحها في هذا الوقت من أجل الهلال، ولأجله أيضاً أكتب اليوم.
قرار إقالة مدير الكرة في الهلال عبد المهيمن الأمين هو قرارٌ من وجهة نظري يفتقد للجانب (الأخلاقي)، بل يخلو منه تماماً، إذ ليس من الأخلاق إقالة مدير كرة من منصبه قبل خمسة أيام فقط من نهاية بطولة سيكافا، وهي بطولة الهلال قريبٌ من الفوز بها، كان من منطلق أخلاقي قبل كل شئ أن يبقى عبد المهيمن في منصبه ليشارك في هذا الإنجاز الذي رتب له وأعد وكان له فيه نصيب الأسد، لكن إدارة الهلال تعجّلت في القرار حتى لا يحرجهم قرار الإقالة بعد الفوز ببطولة سيكافا، وحتى لا يكون لعبد المهيمن نصيبٌ منه، فهم يدركون أن إقالته بعد فوز الهلال بالبطولة أمرٌ سوف يكون صعباً وغير مقبول، ونسوا أن مصلحة الهلال تفرض عليهم أن لا يصدروا قراراً في هذا الوقت والهلال على بُعد خطوات من تحقيق بطولة سيكافا، لذلك إذا حدثت هزة في الهلال لا قدر الله فإن تبعات ذلك يتحمّله مجلس الهلال، أو العليقي تحديداً، لا يتحمّلها الذين علقوا على القرار، ولا فضل للذين سكتوا اقتداءً بالنعام ودفنوا رؤوسهم في الرمال، ظناً أَنّ مصلحة الهلال في دفن الرؤوس.
استغلوا انتصار الهلال على كتور جوبا 3 – 1 واعتبروا هذا هو الوقت المناسب لإقالته، والجمهور يترقب فوز الهلال بسيكافا وينتظر ذلك.
في بلدنا دي دائماً في ناس بكون عندهم اعتقاد أن المنصب الذي يشغله هذا الشخص لا يستحقه دائماً هم يعتقدون أنهم أحق بهذا المنصب منه أو أن فلاناً أحق به، وغالباً من يشعرون بذلك هم أقرب الناس إليك.
عبد الله الطيب تحدّث عن (الحسد) وأثبت في القرآن الكريم (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).
في بلدنا دي، في ناس بعتقدوا أنّ هذه المكانة التي وصلتها لا تستحقها.. وإنّ الحظ هو الذي خدمك وأوصلك لهذه المكانة الرفيعة، حتى لو كنت (عاطلاً)، يعتقدون أنّ تلك (العطالة) كتيرة عليك، وإنّك قاعد مرتاح، وبرضو من يشعر بذلك هم أقرب الناس إليك.
في حياتنا دي، في ناس بعتقدوا أنّ العربية التي تملكها، ما بتستحقها، وأن هذا الموبايل الفخم هم أحق به منك وللأسف من يعتقدون ذلك، هم أيضاً من أقرب الناس إليك.
وفي ناس اختاروا السكوت أسلوب حياة، وتدثّروا وراء ذلك تحت ستار طبيعة الحياة وسنتها، والمصلحة والاستقرار، وهنا نقول أن لا خيرٌ على استقرار مبني على الظلم وعدم قول كلمة الحق.
مجلس الإدارة أصدر قراره وهذا حقّه، ومن حقّنا نحن أيضاً أن نعلق وأن نكتب ونقول رأينا.
لا أتحدّث هنا عن عبد المهيمن الأمين، في شخصه، ولكن أتحدّث عن قرار ظالم وغير مدروس ونحسب أن أي شخص يشغل منصباً عاماً هو محسود على منصبه هذا، وإن هناك من يحفر له النجاح في بلدي كلفته عالية جداً، لأنّ الكل سوف تجده يعمل ضدك، حتى أصحاب العمل ،والذين يفترض أن يدعموك.
الفشل قد يجعلك تصطدم بالأعداء فقط، لكن النجاح يجعلك تصطدم بالأعداء والأصدقاء أيضاً.
لا أفهم لماذا تبعد شخصاً ناجحاً من المنصب الذي نجح فيه، خاصةً إذا كانت الأرقام والإنجازات تشهد له بذلك.. لماذا نحنُ نعتقد أنّ التغيير يجب أن يكون للناجحين، أما الفاشلون فلا إنّ الفشلة في بلادي في نعيم، فهم ليس هنالك أحدٌ يحسدهم، وليس هنالك أحدٌ يحقد عليهم، وليس هنالك أحدٌ يعمل ضدهم بل هم يجدون الدعم من مراكز القوة، ليس من أجل أن ينجحوا وإنّما ليستمروا ويزيدوا في الفشل.
نحنُ بنستمتع بالفشل، ويقلقنا نجاح الآخرين جداً.
أنا أعرف عبد المهيمن الأمين جيداً، وتجمعني به علاقة قوية، وهي علاقة في الهلال، لا يعنينا منها غير الهلال، هذه العلاقة ليست هي السبب في أن أدافع أو أكتب عنه هذه العلاقة تجعلني أكتب عنه لأنني أعرفه جيداً، وأعرف ما لا تعرفون، كما إنني في مثل هذه المواقف أكتب شهادتي، وهي أمانةٌ أقولها بكل صدق وأشهد بها إحقاقاً للحق، وحتى لا تختلط عليكم الأمور، فإنّ تقديري ومعرفتي بالعليقي لا يقل عن تقديري ومعرفتي بعبد المهيمن، وإذا كنت أكتب لعلاقة شخصية أو لمصلحة خاصة أو عاطفة، فالأجدى أن أكتب عن العليقي صاحب قرار إقالة عبد المهيمن، وأن أصفق للقرار وأبرر له، لأنه في مركز القوة وألا أكتب عن من أُطيح به وغادر، خاصةً كما أشرت إنّني أقف على مسافة واحدة من الرجلين، وكما أزعم أنّ العليقي إداريٌّ ناجحٌ، أجزم أنّ عبد المهيمن الأمين هو أشطر مدير كرة عرفته الكرة السودانية، شهد له بذلك صلاح إدريس ومنحه ثقته ليُحقِّق معه نهضة الأهلي شندي، النادي الذي استطاع وقتها أن يكون الضلع الثالث في الكرة السودانية إلى جانب الهلال والمريخ.
أكتب عن عبد المهيمن لأنّني أعرفه جيداً، أعرف طريقة تفكيره، أعلم ما يقوم به في الخفاء، وهو أمرٌ لن أذكره سوف يظل في الخفاء، وقد علمت به من أطراف أخرى، ونحنُ نعرف كيف نقيِّم الشخص خاصةً من نقترب منه.. ونعرف كيف نحصل على المعلومة.
وحتى أؤكد لكم سرية هذا الرجل وعدم تفضله علينا بأية معلومة أو بُوحِه بأي سر، لا أنسى مرة أنّ الجهاز الفني للهلال والقطاع الرياضي أكدا غياب أحد اللاعبين المُهمِّين عن مباراة مهمة للهلال بسبب الإصابة، وكان اللاعب قد تعافى من الإصابة وشارك في التمارين المغلقة للفريق استعداداً لتلك المباراة، أذكر إنّني وقتها حادثت عبد المهيمن بعد الأخبار التي تسرّبت من جهات أخرى عن أنّ ذلك اللاعب تمرّن مع الفريق المران الأخير للمباراة، هاتفته أسأله عنه؟ فكانت إجابة عبد المهيمن الأمين أن نفى تمرّنه مع الفريق، رغم إنّني قلت له المعلومة ليس للنشر، ونحن في النهاية تهمّنا مصلحة الهلال ، لكن كان يضن علينا بأية معلومة ، حتي عندما يصاب لاعب ، لا يتحدث عن أصابته وكثيرا ما أساله عن غياب لاعب فلا يتحدث عنه إلا بعد أن يوضح المركز الصحفي أسباب غيابه ، وهذا كان يجد منّا الدعم والمساندة.
اللاعب الذي أشاع أنه مصابٌ ولن يشارك في المباراة، شارك في المباراة وسجل هدفاً واتصل بي عبد المهيمن بعد المباراة وهو يعتذر عن انه كذب عليّ عندما قال إنّ اللاعب لم يتمرّن قال لي معليش، هذه توجيهات عامة والتمرين بما أنه كان مُغلقاً، فليس مسموحاً لي بنقل ما يحدث فيه، والمهم أن الهلال إنتصر وهو المطلوب هذا موقفٌ حدث لي مع عبد المهيمن ، وأنا أقدر ذلك واحترم بصورة أكبر الشخص الذي يحترم عمله، وأحب ذلك ولا أزعل من أحد يقوم بعمله كما يجب، لذلك لم تتأثّر علاقتي معه، لأنه كان يبخل من أن يمدنا بمعلومة قد تكون عادية.
الحبيب بابكر مختار، عندما يكون هنالك شئٌ أو تسريباتٌ طلعت بقول لي كدى أضرب لي صاحبك دا شوف الخبر، فأقول له إنت عارف عبد المهيمن ما بتكلم، وبابكر يشهد على ذلك.
والدكتور علي عصام أيضاً حدثته عن ذلك كثيراً، قلت له اتنين في الهلال ما بتكلموا العليقي وعبد المهيمن، لدرجة إنّني أحظر التواصل معهما عندما يكون هنالك معسكرٌ أو تسجيلاتٌ، لأنّني أعلم أنهما لا يحبان تواصلاً من أحد، حفاظاً على سرية عملهما وحتى لا تسقط منهما سهواً معلومة أو خبر يحدث في الغرف المُغلقة.. وأشعر أن أي تواصل مني معهما يحسبانه من أجل الحصول على معلومة، لذا لا أتواصل معهما.
عندما وصل اللاعب إيمانويل إلى دار السلام وانضم لمعسكر الهلال، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة اللاعب في معسكر الهلال وهو بشعار الهلال قلت الأمر لم يعد سراً أرسلت الصورة لعبد المهيمن الأمين، وقلت أضعه أمام الأمر الواقع، وقلت له الزول دا وصل متين؟ وحقيقةً أنا كنت أريد أن أتأكد من وصول اللاعب وانضمامه للمعسكر، فقد تكون الصورة فتوشوب، الحصل بعد ذلك أنّ عبد المهيمن لم يرد عليّ حتى الآن، أشهد الله هذا ما حدث، رغم أن اللاعب شارك بعد ذلك في مباراة ودية وشارك أمام مقديشو سيتي في بطولة سيكافا.. وأنا كما أشرت لذلك لا أغضب أو أزعل، فهذا الذي يحدث هو ما يجب أن يحدث، وهو شئٌ يسعدني ولذلك نحترم عبد المهيمن الأمين، ولا نتخل عن إجتهادنا .. وما يحدث معي أدرك أنه يحدث مع غيري من الزملاء، فهو يتبع (السرية) مع الجميع.
شئٌ آخر يجعلني أقدره واحترم صنعه، وهو أنه طوال عمله في الهلال لم يشك من لاعب أو ينقل لي انطباعاً سيئاً عن لاعب أو انتقاد له كان يشهد الله يدافع عن كل اللاعبين، وكان عندما يشعر أنّ هنالك لاعباً يتعرّض لنقد أو هجوم من الجمهور، يتصل بالجميع ليوضِّح الصورة ويدافع عنه.
ونحنُ ندرك ونعرف، وخبراتنا في الصحافة تجعلني نفرق ونعرف، وقد تعاملنا مع كثيرين كانوا يحاولون نقل انطباعاتهم السلبية كحقائق، علينا أن نتعامل معها على هذا الأساس، ونعرف كثيرين يتسارعون لنقل ما يحدث، لخلق رأي عام ونستطيع أن نفرز بين الطيب والخبيث.
عندنا علاقات كثيرة في الهلال، كان الهلال سبباً فيها، لذلك الأصل في علاقتنا هو الهلال مصلحته هي التي تهمّنا، لا يعنينا الأشخاص في شئٍ، لكن عندما نشعر أنّ القرار لم يكن في مصلحة الهلال نكتب، وندرك أنّ مسؤوليتنا هي أن نقول كلمتنا وندلو بشهادتنا، هذا عندنا مبدأ أخلاقي علينا أن نشهد لمن أحسن عملاً، كلنا سوف نمضي وليس هنالك منصب دائم لأحد، وحتى العليقي والسوباط سوف يمضيان كما مضى الطيب عبد الله وطه علي البشير وعبد الله السماني وصلاح إدريس، ليس هنالك منصبٌ دائمٌ، لكن لن نحجب شهادتنا، ونحنُ ليس لنا غير كلمتنا، نحرص دائماً أن ننصر الحق، لأننا نعرف أنّ الكلمات تنصر بالحق، فنحنُ من نحتاج للحق ونتقوّى به وليس الحق هو من يحتاج إلينا، لن نجامل أحداً على حساب احد، ونحب دائماً أن تكون أعلى قيمة في الهلال هي قيمة الوفاء والإخلاص والشكر والتقدير لمن خدم الهلال، ويهمّنا منهم على شكل خاص الذين خدموا في صمتٍ.
إنّني بقدر فرحتي وسعادتي بأسماء قوية انضمت للهلال في هذه التسجيلات، حزينٌ لرحيل عبد المهيمن الأمين، وهنا أقول من الصعب أن نحقق بطولة قارية، إذا كان هنالك تخبط إداري، سوف نظل نحلم ونكتب ونقترب من اللقب ونفشل، مشهد سوف يظل يتكرّر في الهلال، سوف يوعدونا باللقب وسوف نشعر أنه قريب، وسوف نوعدكم، ونكون شركاء في الحلم والأمل، ولكن الحقيقة أنه صعب أن نفوز باللقب القاري إذا لم نعرف قدر الرجال ولم نعمل بإخلاص وتفان، لا أريد أن أقول مستحيل حتى لا أصدم طموحاتكم، ولكن عندما تغيب العدالة الاجتماعية وعندما يُبعد شخص عن منصبه فقط لأنه (ناجحٌ)، فإنّ تحقيق اللقب في ظل هذه المعطيات يبقى صعباً.
حكاية التغيير والتعديل والتصحيح، وهذا الكلام الذي نسمعه عندما يطيحوا بشخص، كلمة حق أريد بها باطل، لأن هنالك أندية كبيرة في العالم ظلت بعض المناصب التنفيذية فيها يشغلها أشخاصٌ لمدة أكثر من خمسين عاماً.
في الأهلي المصري المدير التنفيذي عدلي سمير هو أقدم مدير إداري في مصر، ظل يشغل هذا المنصب لأكثر من نصف قرن، يخرج أحياناً ليشغل نفس المنصب في المنتخب ويعود من جديد لمنصبه في الأهلي.
سمير عدلي تجاوز الثمانين عاماً، ومازال يطلق عليه ماكوك الأهلي، رغم أنّ الأجيال الحديثة دخلت بالتكنولوجيا والعلم والمعرفة، لكن سمير عدلي هو الذي يرتب للأهلي ويخطط، وهو الذي يسبق البعثة في سفريات الأهلي الخارجية، وغير سمير عدلي هنالك عدلي القيعي، ظل يشغل مناصب في الأهلي حتى بعد الثمانين والكثير من الأسماء التي تعمل في مناصب إدارية منذ سبعينات القرن الماضي في أهلي القرن.
أستطيع أن أعطيكم نماذج كثيرة في أندية عالمية كبيرة، أما تعيين عاطف النور فهو من دون شَك خفّف علينا صدمة إقالة عبد المهيمن وهو شخصية ممتازة واسم كبير، مرتب ومنظم، لكن كل هذه الصفات أتوا بها في شخص عاطف النور حتى يكون هنالك مبررٌ لإقالة عبد المهيمن، أردوا إمتصاص صدمة إقالة عبدالمهيمن بتعين عاطف النور، لأن الاسم الذي يخلف عبدالمهيمن، اسم كبيرٌ، لكن هل يستمر عاطف النور في منصبه؟ أشك في ذلك، فهو فقط تم تعيينه كمرحلة انتقالية لقدوم شخص آخر لأن عاطف النور من الصعب أن يستمر في هذه الأجواء.
كان مهماً أن نقول كلمتنا، وهذه شهادة لو وقفت في محكمة بعد أداء القسم لن أقول غيرها، والأكيد أننا كلنا راحلون، ولكن يبقى الاختلاف في أن من يرحل بعد أن يقدم وينجز، علينا أن نشهد له ونعترف بفضله، حتى نميز بين الفشل والنجاح، وحتى نبرئ أنفسنا يوم أن يفشلون.
...
متاريس
لكن هذا هو السودان مثل هذه المواقف تحدث في كل المجالات.
لذلك نحن لا نتقدم.
المؤسف أنّنا نصفِّق لكل قرار جديد، نعتقد أن في ذلك الحل.
كتبت بصورة عامة، لكن في أمور وأشياء أعلمها جيداً لم أكتب عنها حفاظاً على ما تبقى.
لكن عندما يحدث أي فشل سوف نعود إليها.
ونحن نعرف ماذا نكتب ومتى نكتب.
بالتوفيق إن شاء الله لعاطف النور هو شخصية يستحق الدعم.. وهو العزاء لنا، فقط نُطالب باستمراره ومنحه كل الصلاحيات.
بعد شهرين ما تشيلوا عاطف أو تعاكسوه حتى يقدم استقالته ويصبح المنصب شاغراً ليأتي شخص آخر.
نكتب عن عبد المهيمن من أجل حماية عاطف النور، حتى لا يُكرِّروا ما فعلوه في عبد المهيمن.
فقدت البلاد أحد رموزها الرياضية ، محمد الياس محجوب أشهر رؤوساء نادي المريخ ، وأحد أركانه الأدارية العظيمة ، الذي جمع في الإدارة بين القوة والحكمة ، والقسوة واللين ، والدهاء والطيبة وشكل ملمح إداري سوداني خالص لا يمكن أن تتخطاه العين في تاريخ الرياضة السودانية. المريخ فقد كبيره ، فقد كان سنده وضهره ومرجعيته حتي وهو بعيد عن النادي.
نسأل الله له الرحمة والمغفرة يبقى الحزن كبيرا عندما نفقد أحد رموزنا.. لقد كان ود الياس رجل تشم فيه عبق التاريخ ، وعبق المريخ. اللهم أرحمه وأسكنه فسيح جناتك يا عزيز يا قوي.

ترس أخير: الله يكُون في عون الهِلال وينصره فوق أيِّ أرض وتحت أيِّ سمَاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.