*وهي اشتهرت بتحري العدل…وفقاً لأخلاق ذاك الزمان.. *كما أن هنالك قوانين قراقوش…وقد كان يصيغها وفقاً لمزاجه هو الخاص.. *أما قوانين حميدتي – هذه الأيام – فنترك لكم حرية توصيفها.. *ولا تسألوني عن رأيي الشخصي فيها ؛ فقد عجزت تماماً عن فهم (كنهها).. *ولم أدر وفقاً لأي (مرجعية) تصدر عنه.. *فلا هي الدين…ولا هي العرف…ولا هي القيم…ولا هي حتى مرجعيات الجيوش.. *ورغم ذلك ما من يوم يتكلم فيه حميدتي إلا وقال (بالقانون).. *ثم نرى كيف فعلت بعض قواته في بنك السودان – وموظفيه – وفقاً لقانونه هذا.. *مع أن إضراب منسوبي البنك كان عملاً قانونياً خالصاً.. *فالإضراب حق قانوني محلي…مستمد من قوانين عالمية…صادق عليها السودان.. *فهل قوانين حميدتي (الخاصة) تتعارض مع القوانين (العامة)؟.. *ربما ؛ وفي هذه الحالة فليطلب من الشعب ما طلبه الشاعر من محبوبته قائلاً: ما بنختلف… درسني بس قانون هواك… بحفظ حروفه حرف حرف… *سيما وأن هنالك من أدخلوا في روعه أنه (محبوب) الشعب.. *وهم أتباع النظام السابق…ومن يشايعهم – هذه الأيام – من جماعات التشدد الديني.. *أما بالنسبة لبقية جموع الشعب فقد كان محبوبهم فعلاً.. *وبالذات ثوار قوى الحرية والتغيير الذين أحبوه – جداً – جراء موقفه إبان الثورة.. *فقد كان موقفاً منحازاً للحق…والأخلاق…و(القانون).. *ولكنه بعد ذلك انطبق عليه حال محبوبة شاعر آخر معه حين قال مخاطباً إياها: ده ما سلامك… ولا الكلام الكان زمان هسه كلامك… ولا يعني نويت تسيبنا… في (الخريف) تحرم غمامك… *فقد افترع قوانين خاصة به ؛ لا أحد يفهما سواه.. *لا الثوار…ولا أهل القانون…ولا حتى زملاؤه بالمجلس العسكري الانتقالي.. *والأمثلة على مثل يوم البنك المركزي عديدة.. *بل هناك ما هو أسوأ منها بكثير ؛ ونعني القتل بالرصاص الحي…و (بالقانون).. *فأي قانون هذا الذي يبيح حسم الفوضى بالرصاص؟.. *أفلا يردد حميدتي كل يوم أنه لن يسمح بالفوضى؟…وسيتعامل معها بالقانون؟.. *فهل قانونه هذا لا يعرف خيارات إزاء الفوضى سوى الذخيرة؟.. *وذلك بافتراض – طبعاً – صحة ما يُنسب إلى قواته من (استسهال) لهذا الفعل.. *اللهم إلا أن يكون (القتلة) هؤلاء متفلتون ؛ لا علاقة لهم به.. *وفي هذه الحالة فإن هذه هي (الفوضى الحقة)…ومن المفترض حسمها (بالقانون).. *يا أخي حميدتي : لقد نصحناك كثيرا…وبدافعٍ من (محبة).. *وهي ليست محبة لسواد عيونك…ولا من أجل (أموالك)…ولا – أيضاً – لله.. *وإنما بسبب رفضك (إزهاق أرواح) مواطنين عزل.. *وبعد أن سقط (مُزهق الأرواح) البشير بتنا نرى (إزهاقاً للأرواح) كل يوم.. *وهو إزهاقٌ يكاد الناس يجمعون على أنه من تلقاء تابعيك.. *فلماذا الثورة على البشير – إذن – إن كان كل ما كرهناه فيه سيستمر من بعده؟.. *الظلم…والبطش…والفرعنة…والتهديد…و(القتل).. *نصحناك – يا حميدتي – ولكنك آثرت الركون إلى نصائح جماعة (انحسرت).. *نصائح الذين كانوا ينصحون البشير من قبلك…فأهلكوه.. *في حين كنا نحذره – نحن – دوماً من مصيرٍ نراه قريباً….ويراه هو بعيداً.. *وهو مصيرٌ محتوم ؛ وفقاً (للقانون السماوي).. *وسوف يُحاكم (بالقانون) !!.