المشهد السياسى يبعث الدهشة ويثير الحيرة بتناقضاته فالعلاقة بين قوى الحرية والتغيير (قحت) والمكون العسكرى ينطبق عليها القول (لابريدك لابحمل براك) فقوى الحرية والتغيير تتمنى الانفراد بالحكم وغياب المكون العسكري عن المشهد، وفى ذات الوقت لاتحتمل هذا الغياب لمعرفتها بمآلاته المتوقعه فى ظل تربص آخرين بها لا يحميها منهم إلا وجود العسكر في السلطة أما المكون العسكرى فقد اعترف صراحة القائد حميدتى نائب رئيس المجلس السيادى بعدم وجود انسجام مع قوى الحرية والتغيير، وبرغم هذا الرأي والقناعة الا ان المكون العسكرى يريد المحافظه على قحت ليحافظ على هدوء الشارع وفى ظل كل هذا تبرز مغالطات حقى وحقكم وكلمنى وماكلمنى بينهما وليس ببعيد عن ذلك حال العلاقة بين قوى الحرية والتغيير وشريكها فى الثورة قوى الكفاح المسلح التى ترى ان قحت تريد ابطاء السلام لتحكم هى اطول فترة ممكنه لخوفها من تمدد قواهم حالة السلام اما قوى الحرية والتغيير فانها ترى ان السلام مطلب الثورة ولابد منه بينما تخاف من دفع مستحقاته فى المشاركه وتعرف ان توقيع على السلام النهائى يعنى مرحلة جديدة وقدوم كباتن كبار سيكون لهم بخبراتهم تاثيرهم على القرار ولاتبتعد ايضا العلاقة بين قحت ورئيس الوزراء دكتور حمدوك الذى يبدى تململه من تدخل قحط برفضه لكثير من الذين تدفع بهم للوظائف الدستوريه ورفض اعفاء وزراء طالبت قحت باعفائهم منهم وزيرى الزراعة والخارجية بينما ترى قحت ان شعبية حمدوك تصعب من اى اتجاه لها لاستبداله بعد ان صار مسنودا من الشارع اما الحزب السياسى فانه تائه بين دور المعارض والحكومى ويبرز حزبا الامة القومى والمؤتمر السودانى كثيرا اراء مخالفة لما تقوله قحت المنتمين لها ووسط هذا المشهد المعقد بتناقضاته الكثيرة يصبح السير بطيئا فى الاداء وانجاز المهام فى ظل الفتور البادى على علاقات مكونات الثورة مع حرص جميعها فقط على المضى بمبدا ليس بد مما ليس منه بد كما يصعب هذا الوضع من الانقلابات التى تقف كل هذه الاطراف مسنودة بالشعب ضدها والخاسر وسط هذه التناقضات المواطن الذى يكتوى كل يوم بالغلاء الطاحن فى غياب الحلول والازمات المتكررة والانشغال بتكتيكات الصراع السياسى بين المكونات للدرجة التى جعلت القائد حميدتى يقول ان قحت منعتنا من التدخل لحل المشكلة المعيشية فنساعد من تحت التربيزة يحدث كل هذه فى فترة انتقالية كنا نريدها ان تكون بحجم تطلعات الشعب ... يلتقى فيها الجميع بقلب واحد وهموم مشتركة لرفع المعاناة عن المواطنين واحلال السلام وبسط العدالة واصلاح الاحوال والتهيئة للانتخابات فى جو تصالح وطنى يبشر بغد افضل