توجه رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمس الأول إلى إثيوبيا في زيارة رسمية تستغرق يومين ، ويرافقه كل من وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين، والفريق أول جمال عبد المجيد مدير جهاز المخابرات العامة واللواء ركن ياسر محمد عثمان رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية. وتأتي الزيارة تلبية لدعوة من رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد . تحالف اقليمي هذه ليست الزيارة الأولى التي يقوم بها البرهان إلى اثيوبيا فسبق أن زارها قبل تشكيل الحكومة الانتقالية ، وسبقتها زيارة إلى مصر . كثيرون تساءلوا عن وجهة البرهان القادمة ، لكن مراقبين توقعوا أن تكون إلى دولتي السعودية والامارات لانهما لصيقتان بالشأن السوداني ، فيما يرى آخرون أن وجهته القادمة لن يتم الكشف عنها الآن . مراقبون اشاروا إلى أن زيارت البرهان إلى اثيوبيا متعلقة بسد النهضة ، وانها تطمينية بأن السودان لا يعمل على زعزعة الاوضاع بإثيوبيا ، ويسعى إلى حل يرضي الاطراف الثلاثة حول سد النهضة. آخرون اعتبروا الزيارة انقلاباً ابيض من البرهان على الحرية والتغيير ، وانه وجد مساندة من دول زارها سابقا ، وأن المكون العسكري اراد أن يُظهر انه له الفضل في اعادة السودان لوضعه الاقليمي والدولي ، خاصة وأن عضو مجلس السيادة ياسر العطا اشار الى أنه مسؤول عن خطوات التطبيع . المحلل السياسي ماهر ابوالجوخ يذهب في حديثه ل(السوداني) الى أن السودان وجنوب السودان ،اثيوبيا ، يوغندا ، تشاد محور واحد ومصالحهم واحدة ، مستدركا:صحيح يوجد تباينات في بعض الملفات ، لكن العدو الاستراتيجي واحد ، وقال الآن السودان جزء من التحالف الاقليمي الدولي المرتبط بهذه المنظومة ، معتبرا أن زيارات رئيس مجلس السيادة إلى تلك الدول لتعزيز العلاقات ، ولشكرها لانها لعبت دورا كبيرا في السلام ورفع اسم السودان من قائمةالارهاب بالتالي لاستكمال القضايا المشتركة ، وقال إنها ليست كالزيارات التي كان يقوم بها الرئيس المعزول . ابو الجوخ أشار إلى أن السودان الآن صديق اسرائيل وحليف امريكا بالتالي له مصالح مشتركة مع مصر ، اثيوبيا ، وغيرهما ، لافتاً إلى الانسيابية التي بدأت تظهر في مفاوضات سد النهضة ، وقال "المفاوضات في الماضي كانت بها تباين في المواقف ، والآن الدول الثلاث (في مركب واحد) ولا خيار غير الوصول الي اتفاق"، منبها إلى أن اسرائيل لعبت دوراً في رفع السودان من قائمة الارهاب ، واضاف : هذه حقيقة اذا اعترف بها السودانيون ام لا ، مشيراً إلى أنها مارست ضغوطاً كبيرة على الإدارة الأمريكية ، لأن اسرائيل تعلم أن هذه الفرصة التاريخية لسلام السودان وبإضاعتها ستخسر اسرائيل وامريكا ، خاصة بعد التلكؤ الذي لازم العملية في الشهر الأخير . غير أن الخبير الامني حنفي عبدالله رفض في حديثه ل(السوداني) فرضية أن الغرض من الزيارات التي يقوم بها البرهان إظهار أن المكون العسكري له الفضل في استعادة السودان لدوره الاقليمي والدولي ، مستدركا: يوجد تباين في وجهات النظر وبرزت في قضايا رفع السودان من قائمة الارهاب والعلاقات مع اسرائيل ، وقال للأسف هذا الحديث بدأ يظهر من بعض قيادات الحاضنة السياسية ، ويجب الانتباه إلى مصلحة المواطن السوداني ، واعتبره حديثاً غير مسؤول . حنفي يرى أن زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي إلى اثيوبيا ومصر من أجل المحافظة على علاقات طيبة مع تلك الدول ، مشيراً إلى أن معظم دول الجوار تعاني من تحديات كبيرة، وفي إطار بحثه عن الجوار الآمن بدأ الزيارات بمصر واثيوبيا ، مشيراً إلى أن علاقة السودان مع اثيوبيا تحسنت منذ ال90 ويمكن أن تتحول إلى استراتيجية خاصة بعد سد النهضة ، للقضاء على كثير من المشاكل التي تواجههما في الحدود ، لافتا إلى دور اثيوبيا في اطار تقريب وجهات النظر بين مكونات الحكم الانتقالي ، وقال إن الملفات بين البلدين تحتاج توافق لأنه ينعكس على الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى وجود جماعات اثيوبية متفلتة بالسودان ، وقال يوجد تنسيق بين الأجهزة الأمنية والاستخبارات في البلدين ، موضحاً أن الحدود بين البلدين طويلة وستتم معالجة هذا الأمر وتفكيك اي عناصر يمكن أن تهدد الأمن في البلدين . انقلاب أبيض ابو الجوخ استبعد التحليلات التي تُشير إلى حدوث انقلاب ابيض على الحرية والتغيير ، كاشفا عن تكتل جديد يقوم على 3 ركائز اساسية دعم سلام جوبا ومساندة واقامة علاقات مع اسرائيل والإجراءات الاقتصادية ، وقال هذه الكتلة موجودة في المشهد وبها اطراف بمجلسي السيادة والوزراء وحركات السلام والحرية والتغيير ، لافتا إلى ان تلك الاطراف لديها الأغلبية بالبرلمان ، وستوقع على السلام مع اسرائيل ، وسيتم تمريره بالاغلبية . عضو الحرية والتغيير نور الدين بابكر قال لا يوجد انقلاب من البرهان على الحاضنة السياسية ، لكن يوجد تقصير من وزارة الخارجية ومجلس الوزراء لأن ملف سد النهضة متداخل مع ملفات امنية أخرى ،وقال إن المكون العسكري موجود واخترق ملفات ويعمل عليها ، منذ فض الاعتصام وماصاحبه من تداعيات ظل المكون العسكري يعمل على الرجوع إلى قاعدته الاجتماعية ، واضاف :كلها مكاسب للشعب السوداني . بابكر اعتبر أن زيارة البرهان إلى اثيوبيا فيها جانبان الاول متعلق بملف سد النهضة وأن السودان يلعب دورا كبيرا للحل لمصلحة الدول الاطراف ، اما الثاني فذو طابع امني ومدير جهاز المخابرات العام ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية يرافقانه في هذه الزيارة.