دشن المجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية الثلاثاء بمنطقة الرواكيب بغرب ام درمان برنامج نموذجي قابل للتكرار لمكافحة التصحر والتوعية البيئية بأهمية التشجير،وذلك بمشاركة المجتمعات المحلية. واشتمل البرنامج الذي يأتي في إطار الشراكة بين مشروع تعزيز القدرات الوطنية لتنفيذ الالتزامات البيئية والجمعية السودانية للتشجير الشعبي ومعهد أبحاث البيئة والموارد الطبيعية والتصحر التابع للمركز القومي للبحوث، على توزيع وغرس شتول مثمرة وظلية لعدد 30 اسرة وحثها على اهمية الرعاية والحماية مع تقديم حافز تشجيعي للأسر المستفيدة لاعانتها على سقاية الأشجار ورعايتها. وناشد مواطنوا قرية الرواكيب الحكومة بتوفير المياه نسبة لمعاناة المنطقة من شح المياه ، مطالبين بإعادة تأهيل مشروع الرواكيب الزراعي الذي تأسس في السبعينات ضمن مشاريع الأمن الغذائي. وقالت د. ايمان الرشيد مديرة محطة أبحاث التصحر بوادي الرواكيب بمعهد أبحاث البيئة والموارد الطبيعية والتصحر خلال توزيع الشتول، إن الهدف من المحطة دراسات التصحر للمحافظة على المياه، إضافة لإدخال تقنية حصاد مياه، تقنية تسمين والمبيدات الطبيعية والممارسات الزراعية السليمة لمساعدة المواطنين وتنمية المنطقة. وأضافت إن المحطة تضم مشروع التين الشوكي، مشروع الزراعة المختلطة، المسور الرعوي، التنوع الاحيائي، الاستزراع الغابي، لافتة إلى أن اختيار 30 اسرة لكل اسرة 3 شجرات، اثنين مثمرات وواحدة غابية، الا ان المنطقة تعاني من مشكلة المياه. وأبانت أن المركز القومي للبحوث بالتعاون مع معهد بحوث الطاقة ادخل الطاقة الشمسية لمسجد ، المركز الصحي، النادي وداخلية المعلمات، كما قام بإدخال سودا غاز بالتعاون مع الغابات مما تركت أثر في وقف القطع الجائر للاشجار، وقالت نقدم مساعدات عينية للأسر للمساعدة في السقيا وري الأشجار. من جانبه قال د. عبد الحي محمد شريف ممثل الجمعية السودانية للتشجير الشعبي ان تنفيذ تشجير قرية الرواكيب يأتي في إطار مشروع تعزيز القدرات الوطنية لتنفيذ اتفاقية ريو التي وقع عليها السودان وهي اتفاقية التنوع الحيوي ومكافحة التصحر وتغيير المناخ. واشار الى أنه تم اختيار وادي الرواكيب من قبل إدارة المعهد القومي للبحوث الذي سبق أن قام بزيارات عديدة للمنطقة بغرض التشجير، وأضاف أن الرواكيب من المناطق المنتجة للالبان والاجبان، وشدد على تضافر المواطنين والمجتمع المدني للنهوض بالمنطقة. وكان معهد أبحاث البيئة والموارد الطبيعية والتصحر بالمركز القومي للبحوث دشن قبل شهر ونصف بالاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر توزيع شتول ظلية ومثمرة. والجدير بالذكر أن محطة وادي الرواكيب بدأت في عام 1993 بعد أن تحولت إلى المركز القومي لأبحاث التصحر ، وكانت تابعة للتنمية الريفية في عام 1970، ومشروع توطين الرحل، ثم ولاية الخرطوم محلية أمدرمان، وهو احد من المشاريع التي كانت ترفد العاصمة بالخضر والفواكه وفيه إنتاج حيواني ودواجن وتسمين عجول، الا انه تعرض في عام 1995 لموجات الجفاف والتصحر.