على الرغم من حالة الشد والجذب التي يشهدها الشارع السوداني، وسخونة الأحداث بالساحة السياسية ظلت سماء البلاد ملبدة بالسحب وبعض الغيوم من حين لآخر، وكأنما تشاطر البيوت السودانية أحزانها بفقد خيرة شبابها من الثوار. ففي الوقت الذي تتداول الوسائط الإعلامية مشاهد الأحداث على الأرض يتابع المهتمون الطقس وعدم استقراره، فما تتناقله الصفحات من توقعات بحدوث موجة برد ثائرة ربما تضرب البلاد منذ اليوم (الخميس) وبعده من الأيام التالية، إلا أن مدير إدارة التوقعات بهيئة الأرصاد الجوية العام، أوضح أن ماتمر به البلاد من طقس هو نتيجة لمرور جبهة هوائية باردة أثرت على البلاد . داخل التوقعات وكشف مدير إدارة التوقعات بالهيئة العامة للأرصاد محمد أحمد صباح الخير بأن ماتمر به البلاد من طقس بارد، نتيجة لتعرضه لجبهة هوائية باردة أثرت على ولايات البلاد المختلفة. وذكر صباح الخير في حديثه لمصادر مطلعة، بأن أدنى درجة حرارة رصدت بالبلاد هي 5 مئوية سجلت أمس بمدينة دنقلا، وقال إن الانخفاض الذي تشهده البلاد هو انخفاض تدريجي مستمر، إلا أنه لم يخرج عن المتوقع لشتاء عام 2022م،نافياً حدوث صقيع بالشكل المتداول، موضحاً بأن سحب الصقيع تبدأ في درجة حرارة صفر مئوية وهو مالم يرصد حتى يوم "أمس"، وأشار صباح الخير بأن أدنى درجة حرارة سجلت بتاريخ البلاد كانت 4 مئوية حدثت بوادي حلفا. زادت في الآونة الأخيرة أعداد المهتمين بمجال الأرصاد الجوي ومايدور في حالة الطقس من أحداث، وهي ما يعتبر نقلة ملحوظة لوجود هواة رصد الأحوال الجوية بوسائط الإعلام المنتشرة، حيث توقع الراصد الجوي المعروف بمنصات التواصل الاجتماعي المنذر إبراهيم الحاج، أن تسجل الخرطوم أدنى درجات الحرارة اليوم الخميس، وأيضاً فجر صبيحة الخميس المقبل الموافق 30 يناير. وقال المنذر إنه بحسب رصده لحالة الطقس فإن من المتوقع أن تسجل الخرطوم درجة ما بين 10° و9° ، على أن تسجل الدرجة المحسوسة بين 7° و6°. وذكر المنذر في حديثه ل(الحراك) بأن البلاد دخلت فعلياً في موجة البرد التي أسماها بالأولى منذ (الأحد) وسوف تستمر إلى مساء الخميس، ومن ثم يشهد يوم غدٍ الجمعة دفئاً قليلاً يستمر لأيام قليلة، ومن ثم تدخل البلاد يوم 24 يناير الموجة الثانية التي وصفها بالأقوى برودة من الأولى. طقس التسعينيات وقال العديد من متابعي صفحات التوقعات لحالة الطقس بمنصة فيسبوك، إنهم ينتظرون ما إن كانت ستصدق التوقعات، حتى يعيشون شيئاً من التسعينيات ولو من جانب الطقس. فيما قال مدير إدارة التوقعات بهيئة الأرصاد الجوية السودانية محمد أحمد صباح الخير، بأن ما تشهده البلاد حتى الآن من طقس بارد ليس بغريب عليها وليس بخارج عن التوقعات، وذكر بأن موجة العام (92) التي ترجح بعض وسائط الميديا بأنها تشابه موجة عام 2022م كانت حقاً البلاد شهدت فيها انخفاضاً لدرجة الحرارة بالبلاد، ولم يحدث خلالها ماهو ليس بالطبيعي مع أنها سجلت حالات وفاة لمواطنين حينها، ولكنه عاد وذكر بأن أدنى درجة حرارة شهدتها البلاد كانت 4% شهدتها وادي حلفا ولم يسبق أن تكررت في البلاد بعدها. تقلب المزاج وبحسب إفادة المختصة بعلم النفس دكتورة إبتسام محمود، فإن الدراسات أثبتت بأن فصول السنة تؤثر في الحالة النفسية للإنسان (تقلب المزاج)، وذلك لما يحدث من تغير في حياة الإنسان أثناء الفصل وكل فصل له تغير مختلف، مشيرة إلى أن من أكثر الفصول إيجابية على الإنسان هو فصل الربيع، على الرغم من عدم وجوده بالبلاد. وذكرت بأن هنالك بعض الأمراض المرتبطة ببعض الفصول تؤثر على الإنسان كالرمد الربيعي في الربيع الذي يصيب العيون ويحدث أثراً نفسياً. وفيما يخص الشتاء الذي تختلف فيه درجات الحرارة من بلد لآخر مثل ما يحدث في أوروبا ويزيد لديهم حالات الاكتئاب، أما بالنسبة لبلادنا فهو يعتبر شهراً مريحاً جداً للناس ويحث على النشاط والاستمتاع بالوقت، وإن استصحبته بعض الأمراض من نزلات. وذكرت بأنها من محبي الشتاء الذي تحث فيه بالنشاط والذكاء بدليل أن معظم كتبها ألفتها شتاءً. حدوث الصقيع وبحسب الراصد الجوي المعروف بدقة توقعاته للفصول المنذر أحمد الحاج بالبلاد، فإنه يتوقع بأن تصل درجات الحرارة المحسوسة خلال الموجة المتوقع أن تشبه موجة عام (92)، أن تصل درجات الحرارة فيها إلى واحد وصفر على كل من مناطق غرب الشمالية، وشمال دارفور ومنطقة المثلث الحدودية. ومن جانبه يرى مدير التوقعات صباح الخير، بأن الانخفاض الحالي لدرجات الحرارة لا يؤدي لتكوم الصقيع بالشكل المتوقع، وأوضح بأن أدنى درجة حرارة رصدت أمس بمدينة دنقلا كانت 5 درجات مئوية، ولم تؤدِ لتكوم الصقيع الذي قال بأنه يتكون في درجة الصفر. تعطيل المدارس فيما أوضح المنذر بأنه اقترح منح طلاب المدارس إجازة مدتها أسبوع لكل من مواطني الولاية الشمالية ومناطق شمال نهر النيل، بسبب تزامن توقيت خروج الطلبة والموظفين في الصباح الذي يصادف أدنى درجات الحرارة، وعليه سيتم لبس ملابس شتوية ثقيلة من قبل الطلاب وعند العودة من المدارس يكون الجو معتدلاً، مما يجعل الطلاب يقومون بخلع الملابس الثقيلة وهوما يتسبب في مشكلة يصطدم فيها الجسم والدورة الدموية بتغير مفاجئ، يساهم بشكل مقدر في حدوث الإصابة بالنزلات ويزيد من الالتهابات. وعدد المنذر الولايات الأكثر تأثراً محذراً مواطنيها من توخي الحيطة والحذر اللازمين. ولفت إلى أن الولايات الأكثر تأثراً بالموجة تأتي في مقدمتها الولاية الشمالية تليها ولاية نهر النيل، بما فيها الخرطوم إلى جانب ولايتي شمال دارفور وشمال كردفان والجزيرة وشمال النيل الأبيض، فيما بشر مزارعي القمح والفول بنجاح المحصولين نسبة لانخفاض درجات الحرارة، ونصح عدد من خبراء التغذية إلى تناول مشروبات دافئة وذلك لمساعدة الجسم على الحفاظ على درجة حرارة تشعر بالدفء، وكذلك تناول وجبات بها سعرات حرارية مناسبة مع الابتعاد عن تناول المثلجات والأطعمة دون تدفئتها. تقرير – بتول الفكي