احتضنت أمس "السبت" العاصمة الاثيوبية القمة الخامسة و الثلاثين للاتحاد الافريقي، وتبحث القمة ملفات سياسية وأمنية وصحية، القادة الافارقة يجتمعون سنوياً لمناقشة القضايا الكبيرة التي تهم القارة السمراء. تجري القمة بعد حدوث انقلابات على الانظمة سواء تم لها النجاح او فشلت المحاولة، حيث استولى عسكريون على السلطة في كل من تشادوماليوغينيا وبوركينا فاسو، بينما فشل انقلاب غينيا بيساو الأخير. وكذلك الانقلاب الذي حدث في الخرطوم، عندما قام قائد الجيش بالاستيلاء على السلطة في 25 اكتوبر. حتى العاصمة الاثيوبية التي تشهد فعاليات القمة الافريقية لم تكن بعيدة من الأحداث الداخلية التي هزت عرش أبي أحمد رئيس الوزراء الحالي لدولة اثيويبا، حيث اندلعت حرب أهلية منذ نوفمبر 2020، عندما أرسل رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد القوات الفيدرالية إلى تيغراي للسيطرة على السلطات المحلية المنبثقة من "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" بعد اتهامها بمهاجمة ثكنات للجيش الاثيوبي دون حسم الى يومنا هذا. القمة الافريقية التي انطلقت امس وتستمر الي نهاية اليوم "الأحد" ندد فيها رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي بتقويض النظام الدستوري في عدد من دول غرب أفريقيا، في إشارة إلى الانقلابات العسكرية في دول على غرار بوركينا فاسو ومالي، وقال نرفض التدخلات الخارجية في الشؤون الأفريقية. وناقشت القمة التي تحمل شعار "تعزيز الأمن الغذائي"، التعجيل بتنمية رأس المال البشري والاجتماعي والاقتصادي في القارة الأفريقية"، بجانب الملفات المتعلقة بالسلم والأمن و الحوكمة و الاصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي والجهود القارية المشتركة لمكافحة تداعيات جائحة كورونا. ويرى مراقبون دوليون أن القمم الافريقية على مر التاريخ لا تغني ولا تسمن من جوع، فهو يعتبر ملماً افريقياً يناقش ما جرى خلال العام الماضي للأحداث الرئيسية التي تشهدها الدول الاعضاء، دون ايجاد حلول على الارض وتحديداً للقضايا الرئيسة في القارة السمراء. وذهب المراقبون أبعد من ذلك بعدم جدوى التعويل على المخرجات التي يصدرها المجتمعون في القمة. وقالوا علينا مراجعة مخرجات القمة الماضية ماذا تحقق منها على ارض الواقع ؟! تحدث المحلل السياسي د. مهدي دهب: وقال إن موقف الاتحاد الافريقي من الانقلابات التي تحدث في القارة الافريقية، ومن بينها تلك الدول التي رفض الانقلاب العسكري على السلطة ما جرى في السودان، ورأي الاتحاد حول ذلك كان واضحاً. وتابع دهب حديثه: اتوقع ان تخرج القمة الافريقية بقرارات أكثر صرامة مما مضى حول الانقلابات العسكرية التي انتشرت مؤخراً، حيث شهدتها بوركينا فاسو والسودان وماليوغينيا بيساو.. لافتاً الى ان الاحداث التي جرت مؤخراً تجعل من القمة الحالية قمة استثنائية، بعد عودة القارة للانقلابات. وسوف تعمل القمة لقطع الطريق امام العساكر بعدم السماح لهم بتقويض الانظمة المدنية للبلاد في افريقيا، واضاف دهب: ملف تقويض الانظمة سيكون له مساحة في التداول في القمة، من اجل نبذ الانقلابات وعدم التعامل معها بشكل أكثر قوة من اي وقت مضى. الموقف الافريقي سيتماهي معه الموقف الاوروبي الرافض للانقلابات سواء أكان في السودان او اي دولة اخرى.. مشيراً الى وجود العديد من التحديات التي تواجه الدول الافريقية يجب النظر فيها وايجاد الحلول لها باسرع وقت ممكن قبل ان تستفحل ويصعب حلها او التعامل معها، ومن بين التحديات العاجلة تعدد الجيوش داخل الدول الافريقية، من بين تلك الدول التي تشهد تعدداً للجيوش (السودان – ليبيا – مالي ودول الساحل). وزاد بالقول: الشعوب الافريقية تنتظر الكثير من القادة، وعليهم تلبية متطلبات الشعوب بجانب ازالة المخاوف التي تعتري حياتهم، كمواضيع المياه، والقضاء على جائحة كورونا. في الاتجاه ذاته استبعد المحلل السياسي الفاضل أحمد عبد القادر أن تلبي مخرجات القمة الافريقية طموحات الشعوب. وقال: ان القمة الافريقية يجب أن تجدد في افكارها وتكون عاجلة لمعالجة الازمات التي شهدتها الدول الافريقية، لافتاً الى حاجة القارة في النهوض بدلاً من الوقوف في مكانها. وابدى الفاضل عدم تفاؤله بان تأتي مخرجات القمة بما يرضي الشعوب. ومن المقرر أن يتولى الرئيس السنغالي ماكي سال رئاسة الاتحاد الأفريقي لمدة سنة واحدة خلفاً للرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي. ويعتبر أن أولوياته المتعلقة بالسلم والأمن ستحددها حتماً الأحداث في الميدان، من المرجح أن يضطر إلى إيلاء اهتمام خاص بمكافحة الارهاب، بالنظر إلى التهديد المتزايد للظاهرة في منطقة الساحل.