أعلنت سلطات ولاية جنوب دارفور، تعليق الدراسة لأجل غير مسمى، بسبب استمرار احتجاجات طلابية مناهضة للجيش ومنددة بالغلاء المعيشي. وخرج مئات الطلاب أمس (الأربعاء) لليوم الرابع على التوالي بنيالا للتنديد بالغلاء المعيشي وارتفاع تعرفة المواصلات، كما استنكروا الانتهاكات التي مارستها قوات نظامية ضد عدد من المعملين. وطاف الطلاب بعديد من شوارع المدينة وبالقرب من سوقها الكبير، فيما تصدت لهم الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع، كما اعتدت على العشرات منهم بالهراوات. ونقل شهود عيان بحسب صحيفة اليوم التالي، أن السلطات في ولاية جنوب دارفور دفعت بتعزيزات أمنية مكثفة منذ ساعات الصباح الأولى، شملت تأمين السوق الكبير والمرافق الحيوية وأمانة الحكومة ومنزل الوالي. وأشار الشهود إلى أن الطلاب المحتجين حاصروا منزل الوالي ورددوا هتافات منددة بالغلاء الطاحن ورافضة لسيطرة المكون العسكري على السلطة، لكن أجهزة الأمن واجهت الطلاب بعنف مفرط. وقال والي جنوب دارفور حامد التجاني هنون – في مؤتمر صحفي أمس – إنه على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة نيالا وحفاظاً على سلامة المواطنين والطلاب قررت لجنة الأمن بعد الاستماع لكل الأطراف تعليق الدراسة في كل المراحل لأجل غير مسمى، اعتبارا من اليوم على أن يعقد الامتحان التجريبي للفصل الثامن أساس والثالث ثانوي يومي السبت والأحد المقبلين.
واتهم هنون جهات سياسية – لم يسمها – بمحاولة استغلال الطلاب واستخدامهم في مشاريع تخريبية لخدمة أجندة سياسية، وأوضح أن تعليق الدراسة جاء نتيجة لاستمرار التظاهرات الطلابية الرافضة لاقتحام قوة أمنية لحرم مدرسة نيالا الثانوية، كاشفاً عن إيقاف قائد القوة العسكرية تمهيداً لمحاسبته. وأقر بأزمة اقتصادية وغلاء معيشي تعاني منه ولايته، أرجعها للحرب الروسية الأوكرانية التي قال إنها ألقت بظلالها السالبة على الأوضاع الاقتصادية العالمية وتسببت في ارتفاع بعض السلع في عديد من الدول من بينها السودان. وأضاف "نبذل جهوداً مقدرة لتخفيف الارتفاع الكبير في الأسعار وبجلب مواد غذائية ستصل نيالا غضون الأيام المقبلة".