شهدت مدينة نيالا ، ثاني اكبر مدينة في السودان، من أكبر تظاهرة تشهدها المدينة منذ بدء الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها السودان في منتصف يونيو الماضي، حيث انضمت جموع المواطنين ل طلاب الثانوي والاساس الذين اشعلوا فتيل التظاهرات أمس الاُثنين ليصل عدد المتظاهرين حوالي ألف متظاهر حتجاجاً على ارتفاع اسعار الوقود وغلاء المعيشة مرددين شعارات تندد بالغلاء وتطالب باسقاط النظام. وفرقت قوات الأمن والشرطة المتظاهرين بعنف مفرط مستخدمة الذخيرة الحية والهراوات والبمبان مما اسفر عن مقتل 12 عشر شهيدا جلهم من الطلاب وجرح حوالي 80 ، وما تزال الاحتجاجات متوصالة حتى كتابة ها التقرير من ليل الثلاثاء. من الشهداء طفلة ورجل مسن وطالبتان وتعرضت طفلة أخرى لجروح بالغة اثر الاشتباكات. تم نقل المصابين بواسطة عربات الاسعاف و تتفاوت اصاباتهم ما بين الخطيرة والمتوسطة. ومنعت قوات الشرطة والأمن اهالي الجرحى والشهداء من الدخول الي مبنى المستشفى لتفقد ضحاياهم. ووردت انباء عن اغتيال 6 جرحى من داخل عنابر المستشفى.مما نتج عنه تنامي الغضب الشعبي وانضمام عدد اكبر من المواطنين الى التظاهر.ووجهوا بمزيد من الضرب والرصاص. وأفاد شهود عيان بأن القتلى كانت اصابتهم بطلقات موجه للرأس والصدر مما يعني ان قناصة الأمن تعمدوا قتل المتظاهرين ولم يكن اطلاق النار تخويفا او لتفريق التظاهرة. استخدمت قوات الأمن والشرطة اسلحة ثقيلة حربية لتفريق المتظاهرين ك (دوشكا وكلاشنكوف وجيم تلاته وبعض الاسلحه الثقيلة الاخري) هذا وقد اتت التظاهرات امتداد لمظاهرات يوم أمس حيث خرج 200 طالب ثانوي واساس إحتجاجا علي إرتفاع الأسعار الجنوني وخاصه الوقود والذي يصل سعر جالون البنزين 50جنيه والجازولين 25 جنيه وهو الأمر الذي رفضه طلاب المدارس حيث ارتفعت تسعيرة المواصلات للطلاب وذوي الاحتياجات الخاصة وأعلنت نقابات المواصلات اضرابها اثر انتشار التظاهرات في المدينة. بدأت المظاهرات في تمام التاسعة صباحا بخروج طلاب مدارس الثانوي وبعض من مدارس الأساس " نيالا الثانويه ومدرسه المستنير و المنار ومدرسة مهيره الثانوية للبنات " و التحم معهم بقية طلاب المدارس والجماهير من المواطنين الشرفاء بمختلف الفئات العمريه معبرين عن إحتجاجهم الواضح ورافضين لسياسات الإنقاذ والوضع المأزوم حيث خرج اغلبية مواطني مدينة نيالا خاصه في شارع الكنغو وشارع سوق الملجه والذي قوبل بإطلاق كثيف للبنبان وسط أحيا المدينه " حي الجمهوريه والسد العالي وخرطوم باليل وحي السينما وامتدت المظاهرات وشملت أحياء أخري بنيالاجنوب.وأدى ذلك لخروج لمواطني حي السلام والنهضه ومن ثم تمددت المظاهرات في كافة ارجاء المدينة. وشكل المتظاهرون مجموعا متفرقة في المدينة وتم اغلاق معظم الشوارع المؤديه الي السوق و الشوارع الرئيسية. ولم تتورع الشرطة عن اطلاق البمبان بكثافة في وسط الاحياء السكنية " حي الجمهوريه -السدالعالي – حي السينما وأحياء أخري بنيالاجنوب". وتجددت الاشباكات بين المتظاهرين وقوات الامن في وقت لاحق في بعض الاحياء على اثر مقتل احد الطلبة برصاص الأمن (حي الرياض). ورغم ذلك واصل الشرفاء في التنديد بأسقاط النظام ومقاومه القمع حيث قاموا بإحتلال محطة إذاعة وتلفزيون نيالا ومحاصرة منزل الوالي واقتحام مقر محليه نيالا شمال و حاصروا مبنى المجلس التشريعي بالولاية ودار المؤتمر الوطني كما تم حرق محطة وقود الوطنية بالسوق الشعبي احتجاجاً على الزيادات غير المحتملة في أسعار الوقود والتحكم في حصص التوزيع من قبل جهاز الأمن وقاموا بعد ذلك بحرق نقطة شرطه موقف الجنينه والسوق الشعبي الذي قتلت فيه طفلة وسقط فيه عدد من الشهداء.ودخلوا في اشتباكات عنيفة مع الشرطة واحرقوا بعض من عرباتهم وادت تلك الاشتباكات الى اصابة اكثر من 20 شرطي وهم الان بمستشفى الشرطة يتلقون العلاج . وقام المتظاهرين بعد ذلك بحمل جثث الشهداء الي المستشفي وهتفوا “مليون شهيد فدا التجديد" في بسالة واضحة وشجاعة يحسدون عليها.وشوهد الاطباء والممرضات يهربون من السور الخلفي لمبني الحوادث!! ومن ثم بعد ذلك قامت الاجهزة الامنية بشن حملة اعتقالات واسعة في المدينة وبلغ عدد المحصورين حتى الان قرابة ال250 معتقل. بالإصافه الى قيام الطائرات الحربيه (الأبابيل) بالتحليق في فضاء المدينه علي بعد بضع أمتار فقط من أسقف المنازل لإرهاب المتظاهرين وتفريقهم. وقد قامت سيارات الامن بتولي مهام شركة النظافه وبدات بازاحة الاطارات المحروقه من الشوارع في غياب تام للشرطة. وفي سياق متصل اصدرت الاجهزة الامنية قرارا بتعليق الدراسة بكافة المدارس الى اجل غير مسمى. هذا ومازالت المظاهرات مستمرة حتى لحظة كتابة هذا التقرير. وبحسب البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في الاقليم “نتيجة لاضراب سائقي السيارات تظاهر يوم الاثنين حوالي المائتين من طلاب المدارس." وبلغت اسعار الوقود اسعاراً خيالية حيث وصل سعر الجالون 50جنيه و25 جنيهاً للجازولين مما أدى لرفع اسعار تعرفة المواصلات العامة والغاء الدعم عن تعرفة الطلاب وذوي الاحتياجات الخاصة. اسماء بعض الشهداء في تظاهرات مدينة نيالا اليوم: 1- ابراهيم محمد عبد القادر 2- نور الدين جدو 3- الهادي حسين عبدالرحمن 4- تهاني حسين عبدالنور 5- محمد عجبنا 6- جمال محمد ابراهيم – طالب ثانوي- السكن حي كرري 7- مجاهد محمد علي 8- علي الطيب عبداللطيف 9- ابراهيم ادم حسب الله محمد 10- محمد ابكر اسماء بعض الجرحى : 1- الصادق حسن _ اعمال حره 2- مجتبى _ طالب ثانوى 3- تجانى ادم _ طالب ثانوى 4- ادم حسين _ طالب ثانوى 5- ياسين احمد ياسين _ طالب ثانوى 6- محى الدين ابراهيم _ طالب ثانوى 7- منى داؤود _ طالبة ثانوى تدين حركة قرفنا الاستخدام المفرط من قبل قوات الامن والشرطة ضد المتظاهرين العزّل في مدينة نيالا في اقليم دارفور والذي ادى إلى استشهاد 12 متظاهراً وجرح 80 آخرين حالتهم حرجة. ان التظاهر السلمي حق دستوري مشروع ومطالب المتظاهرين العزّل هي مطالب مشروعة ومسببة حيث خرجوا محتجين على اسعار الوقود التي أثرت على تعرفة الطلاب وذوي الاحتيجات الخاصة. القت زيادة الاسعار الناتجة عن القرارت السياسية الخاطئة لحكومة المؤتمر الوطني بظلالها على نواحي الحياة المعيشية واحالت حياة المواطن السوداني الى ضنك مستمر وتجعله الآن يدفع ثمن فشلها من دمه وأرواح شبابه الغض. ان ازهاق الارواح في شهر رمضان الكريم ان دل على شيء فيدل على اسبتاحة هذا الحكومة لكل الحرمات واسترخاصها الدم السوداني الأبي. ان تصعيد العنف ضد المتظاهرين والاعتقالات القمعية ستفاقم الأزمة وتجر السودان الى دائرة من العنف لا تبقي ولا تذر. من الأجدى ان تستمع الحكومة لهتافات الشعب وترحل لأننا الشعب يريد " حرية، سلام و عدالة... و الثورة خيار الشعب!" المجد والخلود. الرحمة والمغفرة لشهدائنا والصبر الجميل وحسن العزاء لاهلهم وذويهم والعزاء للشعب السوداني " إنا لله وإنا إليه راجعون" وانها لثورة حتى النصر.