يشهد الحقل الطبي الآن انهياراً شبه تام وأزمة حادة تمثلت في انعدام الأدوية مع ارتفاع أسعارها بسبب عدم استقرار سعر الصرف الذي أدى الى خلو رفوف الصيدليات من الدواء.. ففي هذا الوقت تنشط فيه مافيا بيع الدواء في المستشفىيات عبر (السوق الأسود) وبيعها للمرضى في ظل انعدام أدوية السرطان والأمراض المزمنة، اعتبر بعض المختصين في ملف الدواء بأن السوق الأسود نشط الآن بسبب انعدام الرقابة التام من قبل وزارة الصحة وإدارات المستشفيات مع انعدام كثير من الأدوية في الإمدادات الطبية، وأهم أدوية الأمراض المزمنة وأدوية السرطان لذلك نشطت مافيا الأدوية في السوق الأسود حيث وصلت جرعة الكيماوي في السوق الأسود الى مبالغ مالية ضخمة، وفي ظل غياب وزارة الصحة تنتعش مافيا الأدوية والمريض "ضحية المعركة".. إلى متى يستمر غياب وزارة الصحة؟ نقص أدوية السرطان رسم صيادلة ومختصون في ملف الدواء صورة قاتمة للأوضاع الصحية بالبلاد خلال الفترة المقبلة مع الارتفاع الجنوني في أسعار الأدوية وانعدامها، في ظل غياب تام للحكومة وتوقف استيراد الأدوية المنقذة للحياة عقب الانقلاب على حد قولهم، الذي سبّب إيقاف محفظة الدواء التي كانت مخصصة ضمن مزاد بنك السودان المركزي، بينما كشفت لجنة الصيادلة عن انعدام الكثير من الأدوية المنقذة للحياة أهمها أدوية السرطان والأمراض المزمنة، بسبب استقرار سعر الصرف، وقال الناطق باسم لجنة الصيادلة أمين ناصر مدني إن هنالك الكثير من الشركات التي أوقفت استيراد الأدوية، بسبب تدهور الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية، وتوقع عودة أزمة الدواء مرة ثانية وفارغ رفوف الصيدليات من الدواء، وكشف أمين عن نقص كبير في أدوية السرطان والأمراض المزمنة، وتوقع زيادة كبيرة في أسعار الأدوية المصنعة محلياً بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وقال في تصريح إن مديونية الإمدادات الطيبة كبيرة جداً، ووصلت الى 74 مليون يورو من أجل استيراد أدوية جديدة، مؤكداً أن هنالك زيارة في بنسبة 35% للأدوية المستوردة و15% المصنعة محلياً بسبب انخفاض قيمة الجنيه. سوق أسود كشفت مصادر بمستشفى "الذرة" عن بيع أدوية السرطان تخص الذرة بالسوق الأسود عبر طبيبة اختصاصية بقيمة "700" ألف علماً بأن الدواء في صيدليات المستشفى مجاني، وقالت ذات المصادر إن إدارة المستشفى كونت لجنة داخلية للتحقيق والاستجواب حول القضية، وإن الإدارة لم ترفع القضية لوزارة الصحة، و اكتفت بتحقيق داخلي فقط، وأكدت المصادر أن عملية بيع أدوية السرطان ما زالت مستمرة داخل الذرة معللة ذلك بسبب عدم الرقابة والمتابعة من قبل الوزارة الصحة وإدارة المستشفى. وقالت إن هنالك انعدام كبير لعدد من أدوية الأمراض المزمنة وأمراض السرطان، وقالت المصادر إن هنالك مافيا تعمل في تجارة بيع أدوية السرطان في السوق الأسود ووصفتها بأنها مافيا تمارس نشاطها داخل الذرة. الذرة تنفي بينما نفى المدير الطبي لمستشفى الذرة مؤيد حسن الطيب بيع أدوية سرطان لمريض من قبل اختصاصي تغذية، وقال إن الإدارة كونت لجنة تقصٍ داخلية حول الموضوع وتحدثت مع مرافق المريض واكتشفت أن الأمر غير حقيقي وليس هنالك ما يثبت كلامه، وأن اختصاصي التغذية توسط لمرافق المريض عبر أشخاص يأتون بالأدوية من الخارج وليست أدوية من داخل المستشفى، واتضح أن المبلغ الذي أعطاه لاختصاصي التغذية (70) ألف وليست (700) ألف وتم ذلك خارج نطاق الذرة وهذا ليس تخصصنا، مؤكداً أن التحقيق الداخلي ما زال مستمراً حتى الآن، وأشار مؤيد الى أن مستشفى الذرة لديها نظام حماية عالٍ يمنع بيع أدوية الذرة عبر السوق الأسود ويتم تسليم الجرعة لمرافق المريض عبر الرقم الوطني وأخذ الجرعة داخل المستشفى، لافتا ًالى أن هنالك نقص حاد في الكوادر الطبية وأنهم فقدوا أكثر من 60% من الكوادر منذ 2020 حتى الآن، وأن المستشفى تعمل بالعون الذاتي، مضيفاً: كل ذلك بسبب عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد. مافيا الأدوية وقال دكتور مؤيد إن كمية أدوية السرطان التي تأتي عبر الإمدادت الطبية لمستشفى الذرة لا تغطي الحاجة بسبب أن عدد المرضى كبير جداً، كاشفاً عن أن عدد المرضى منذ نهاية 2021 حتى الآن وصل إلى أكثر من 700 مريض غير المرضى الموجودين سلفاً منوهاً الى أن انتشار مرض السرطان أصبح بنسبة عالية جداً في السودان مؤكداً أن هنالك عدد كبير داخل وخارج المستشفيات "سماسرة" أدوية مثل تجار العملة، وأن هذه المافيا لا تستطيع محاربتها حتى وزارة الصحة الاتحادية، وأكد مؤيد أنهم وجدوا مضايقات كثيرة عند استلام دواء السرطان، وأن هنالك الكثير من الأجانب الذين يحملون أرقاماً وطنية منهم سوريون وإثيوبيون، لهذا تصعب محاربة مافيا الأدوية بسهولة على حد قوله. سماسرة أدوية السرطان وتحدث أحد مرافقي المرضى بأن هنالك "سماسرة" يعملون في قطاع بيع أدوية السرطان، بعض منهم يوجدون داخل المستشفيات والبعض الآخر يكون عبر اتصالات عن طريق وسيط، مضيفاً في أغلب الحالات نشتري عبر السوق الأسود بسبب انعدام الجرعة وأحياناً توجد عبر المراكز الخاصة بمبالغ مالية ضخمة منوهاً الى أن هنالك غياب تام لوزارة الصحة في الرقابة وإهمال متعمد للحقل الطبي على حد قوله . تفعيل المراكز بينما يرى دكتور محمد المصطفى في حديثه أن هنالك عدد من المشكلات التي تواجه القطاع الصحي من أهمها نقص في الإمداد الطبي في المستشفيات ونقص في الكوادر الطبية، وذلك كان له أثر واضح في ارتفاع حالات الوفيات بالمستشفيات منذ (2013) حتى الآن، والأثر الأكبر في تدهور الحقل الطبي النقص المستمر في الأدوية مؤكداً أن هنالك نقص كبير في أدوية أمراض السرطان والأمراض المزمنة، وأن المستشفيات الآن تحتاج لعدد كبير من الكوادر الطبية إضافة لذلك تفعيل المراكز الصحية في الأحياء والمحليات والولايات للتخفيف عن مستشفيات المركز . نقص الأدوية وأكد محمد المصطفى أن هنالك نقص كبير في أدوية الأمراض المزمنة ومستلزمات غسيل الكلى والحصص التي تصل للمراكز والمستشفيات لم تكفي نصف الحوجة الشهرية إضافة لخلو صيدليات المجتمع من أبسط المضادات الحيوية ونقص في أدوية السرطان، وفي فترة استقرار سعر الصرف كانت أفضل فترة مرت على الصيدليات وعادت الرفوف تمتلئ من جديد، ولكن الآن بسبب عدم استقرار أسعار الصرف عادت الرفوف فارغة تاماً من الأدوية. الإمدادات ترفض التعليق وحول نقص الأدوية وبيع في السوق الأسود من ناحية الإمدادات الطبية اتصلنا بقسم التحقيق على إدارة الإمدادات حيث رفض التعليق على الأمر الا عبر تقرير وزارة الصحة الاتحادية.