تجمع المخابز: تخفيض أسعار الخبز يحتاج الى أسبوع اوعشرة أيام!! مخابز تشتكي من ارتفاع مدخلات الإنتاج والضرائب!! مواطنون: شق علينا شراء الخبز والدواء ركود حاد يضرب سوق الخبز أعلنت المطاحن انخفاضاً في أسعار الدقيق اعتباراً من اليوم الاثنين 11 ابريل، من 30 الف جنيه للجوال 50 كيلو الى 26 الف جنيه وذلك تماشياً مع انخفاض واستقرار سعر الدولار. وبالرغم من انخفاض أسعار دقيق الخبز بصورة رسمية الا ان أسعار الخبز ظلت ثابتة لم يحدث فيها تغيير بل بعض المخابز قللت من أوزان الخبز بصورة واضحة، وفي ذات الوقت برر تجمع أصحاب المخابز عدم انخفاض أسعار الخبز إلى أن بعض المخابز له مخزون قديم من الدقيق بالسعر القديم ، قطع بأن الأمر يحتاج لفترة اسبوع او عشرة ايام حتى يصبح هنالك انخفاض ملحوظ في الأسعار، فيما انتقد خبراء اقتصاد السابقة غياب الدولة بالكامل في مراجعة المخابز وتفعيل دور حماية المستهلك.
وحسب مراقبين ان دقيق الخبز شهد انخفاضاً في أسعاره للمرة الثانية، حيث كان التخفيض قبل أسبوعين نقص سعره من 34 الف جنيه للجوال الى 30 الف جنيه، مقابل تماطل المخابز في مراجعة أسعار الخبز الذي وصل إلى (50) جنيه سعر القطعة منه في محليات ولاية الخرطوم. بانوراما ومنذ العام 2019 شهدت أسعار الخبز زيادة كبيرة ومفاجئة تقدر بالضعف، الا انها تفاقمت وبلغت ذروته في أواخر أكتوبر من العام 2021 ووصل سعر الرغيفة الى(40 – 35) جنيها ، وفي منتصف العام الماضي، خصصت الحكومة مخابز تبيع الرغيف بالسعر التجاري وأخرى مدعومة وتلاشت الأخيرة تدريجياً وأغلقت أبوابها تماماً مع حلول 2022، وفي مارس من العام الحالي طبق عدد من أصحاب المخابز زيادة جديدة على الخبز، وعزو ذلك لارتفاع أسعار الدقيق، وتعرفة الكهرباء.
ركود حاد بعض أصحاب المخابز اشتكوا من ركود حاد ضرب سوق الخبز خاصة خلال شهر رمضان المبارك مشيرين الى تعرضهم لخسائر أيضاً بسبب ضعف القوة الشرائية، وقال صاحب مخبز التيسير بأمدرمان ان ارتفاع مدخلات الإنتاج والغاز والعمالة والضرائب والجبايات انعكست سلباً على أسعار الخبز ، ورهن تقليل سعر الخبز بضرورة إنخفاض أسعار مدخلات الإنتاج خاصة المدعومة من قبل الحكومة، وقطع بأن الحكومة بعد أن حررت أسعار الخبز رفعت بصورة مفاجئة أسعار مدخلات الإنتاج خاصة الغاز والجازولين، وناشد الجهات المختصة بالتدخل العاجل وتقليل الأسعار حتى ينعكس ذلك ايجاباً على المواطنين الذين شق عليهم شراء الخبز.
تغطية تكاليف إنتاج وقال صاحب مخبز بالحاج يوسف ل(الجريدة) انه لا سبيل أمام قطاع الخبز سوى زيادة الأسعار لتغطية تكاليف الإنتاج سواء انخفض سعر الدقيق ام لا مشيراً إلى أن الدقيق يمثل 50% من التكلفة بينما تمثل مدخلات الإنتاج (الغاز ، الخميرة ،العمالة ، الجازولين ) وغيرها بقية النسبة مما يؤكد عدم تراجع سعر الخبز في ظل ارتفاع أسعار بقية المدخلات، وأوضح أن أسعار غاز المخابز في زيادة متجددة، وقال: (توفير الخبز وندرته تعتبر من مسؤوليات الحكومة والجهات المختصة مع بعض إذا قللت الحكومة من أسعار مدخلات الإنتاج والجبايات ستكون هنالك معالجات سريعة وجذرية لأسعار الخبز) لذلك بدلا من أن تطرقوا أبواب المخابز للبحث عن أسباب الغلاء يجب أن تطرق أبواب الحكومة أولاً ففي يدها معاش المواطن المغلوب على أمره.
مر الشكوى وشكا مواطنون من ارتفاع سعر الخبز وتقليل وزنه وقال المواطن احمد الغالي ل(الجريدة) إن ارتفاع الأسعار خاصة الخبز جعل المواطن يعزف عن شرائه ليصيب المخابز ركود كبير في السلعة، وقال ان أسرته مكونة من ثمانية افراد يستهلك في اليوم الواحد خبز بواقع ثلاثة ألف اي بواقع (90) ألف جنيه شهرياً، وأن الراتب ضعيف جدا لذلك خلال فترة رمضان اتجهوا لصناعة المأكولات البلدية في مائدة رمضان وقال (شق علي شراء الخبز والدواء) نريد حلاً عاجلاً لمعاش الناس.
تحرير سعر الصادر ومن جانبه قال الخبير الاقتصادي دكتور محمد الناير ل(الجريدة) إن هنالك تطبيقات خاطئة في السودان كثيرة، ومثلما تم تحرير الصادر بصورة خاطئة من قبل في العام (1992( ولم يتم مراجعة هذه السياسة وتقويمها ،والواضح أن القطاع الخاص الآن يعمل بصورة مختلفة تماماً عما يدور في كل العام بصورة كبيرة، وحينما يحدث انخفاض في قيمة العملة الوطنية يسارع القطاع الخاص بارتفاع أسعار السلع في نفس اللحظة ،وحينما يحدث العكس نجد عدم وجود استجابة، وهذا الأمر ينطبق على كل السلع والخدمات بلا استثناء، وحينما أعلنت المطاحن عن انخفاض أسعار دقيق الخبز كان يفترض أن ينعكس ذلك ايجاباً في أسعار الخبز على أن تصبح القطعة بحوالي (35_40) جنيه ، ولكن استمر جميع أصحاب المخابز في الأسعار السابقة في ظل غياب الدولة بالكامل، صحيح انها حررت أسعار الخبز ولكن لديها السلطة في مراقبة المخابز ومراجعة أسعار الخبز، وهذا الأمر ينعكس أيضاً على أسعار الوقود حيث شهد انخفاضاً في الفترة الماضية ولكن لم يحدث انخفاض في أسعار المحروقات، مبيناً بأن المواطن أصبح يدفع ثمن مضاربات الدولار الذي وصل قبل أسبوعين ل(800) جنيه. صحوة ضمير وأضاف الناير بأن القطاع الخاص يحتاج إلى صحوة ضمير وان يراقب الشخص نفسه وأدائه وأن يربح أرباحاً معقولة غير شاذة ، مبيناً بأن غياب الدولة يعتبر من الأسباب الرئيسية التي أثرت سلباً بصورة كبيرة وتركت المواطن يواجه مصيره أمام القطاع الخاص وليس هذا فحسب بل الدولة نفسها ما فرضته من رسوم وضرائب في عام 2020 هو أيضاً كان سبباً رئيسياً في إرهاق المواطن بصورة كبيرة مما جعل المواطن يقف وحده في مواجهة الدولة والقطاع الخاص معاً. تجمع المخابز وفي ذات السياق قال عضو تجمع المخابز بولاية الخرطوم عصام الدين عكاشة ل(الجريدة) إن انخفاض أسعار دقيق الخبز لا يعني نزول الاسعار بصورة مباشرة بل الأمر يحتاج لفترة خاصة وأن هنالك بعض من المخابز لديها مخزون قديم من دقيق الخبز بالسعر القديم ، وقبل انتهائه لا يمكن احداث نقص في أسعار الخبز مشيراً إلى أن الأمر يحتاج لأسبوع أو عشرة ايام لاحداث نقص في الأسعار، وأشار إلى وجود ركود كبير في سوق الخبز منذ مطلع شهر رمضان المبارك ، كما شكا من ارتفاع مدخلات صناعة الخبز بما فيه التي يتم دعمها من قبل الحكومة بصورة خرافية ومفاجئة ك(الكهرباء، الماء، الجازولين،الضرائب، الرخصة التجارية) وطالب الجهات المختصة بتخفيض الرسوم المفروضة على المخابز ودعم مدخلات صناعة الخبز الأخرى حتى ينعم المواطن بأسعار خبز في متناول الأيدي. تحقيق: عرفة خواجة