خاطب وزير المالية والتخطيط الاقتصادي دكتور جبريل إبراهيم، اجتماع صندوق النقد الدولي بوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أفغانستان وباكستان. وأكد جبريل إبراهيم خلال مخاطبته المدير العام لصندوق النقد الدولي السيدة كريستينا جور جيفا وفريق عملها: إن إيقاف المساعدات الدولية للسودان يعاقب الفقراء لا السياسيين. وطالب جبريل صندوق النقد الدولي برفع تجميد العلاقات وإعادة التواصل والتعاون مع السودان، وأكد جبريل استمرار السودان في مواصلة الإصلاحات الاقتصادية الضرورية لمعالجة الاختلال الهيكلي للاقتصاد السوداني على الرغم من صعوبتها على المواطنين، وأضاف: لذلك نؤكد أن دعم المجتمع الدولي أمر مهم وحيوي لمواصلة الإصلاحات الاقتصادية. وأشار جبريل في مخاطبته لصندوق النقد الدولي، الى أن الحكومة تمكنت من السيطرة على معدلات التضخم وتحقيق استقرار ملحوظ في أسعار الصرف عن طريق خفض الإنفاق الحكومي وتقليص الاستدانة من البنك المركزي. ودعا جبريل صندوق النقد الدولي لتقديم الدعم الفني لمواصلة الإصلاحات الاقتصادية، وتحديداً المساعدة في المجال الزراعي ليكون السودان سلة الغذاء الرئيسية لدول المنطقة، وذلك عن طريق دعم مدخلات الإنتاج التي ارتفعت أسعارها عالمياً بصورة كبيرة، كما حث الصندوق على فتح جميع منافذه لدعم السودان في هذا الاتجاه. تعليق: في أكتوبر 2020، أقرت مجموعة البنك الدولي مذكرة مشاركة وطنية للسودان، وهي مذكرة جديدة تهدف إلى دعم الجهود التي يبذلها السودان لإصلاح الاقتصاد، وبناء عَقد اجتماعي أكثر إنصافاً، وإتاحة مستقبل أفضل للشعب السوداني. ورد في المذكرة نصاً: (إن السرعة غير المسبوقة واتساع نطاق إصلاحات حكومة السودان يمثلان حجة مقنعة للمجتمع الدولي، ومجموعة البنك الدولي على وجه الخصوص، لتكثيف مشاركتها مع الدولة للحد من الفقر وتعزيز الرخاء المشترك). وأضافت المذكرة: (تتشابك التحديات الاقتصادية مع عقد اجتماعي هش تاريخياً يتسم بالصراع العنيف، والتوتر طويل الأمد بين المركز والأطراف، والحكم الإقصائي. لقد أدى عدم الرضا عن الصعوبات الاقتصادية ووتيرة الإصلاحات من قبل الحكومة الجديدة إلى احتجاجات ودفع إلى إجراء تعديل حكومي مؤخراً). بموجب المذكرة تم الاتفاق على برنامج مساعدات للسودان مدته ثلاثة أعوام يتضمن قروض ومنح ومساعدات بمبلغ 2.67 مليار دولار. جرى تجميد البرنامج في أعقاب قرارات القائد العام للقوات المسلحة في أكتوبر 2021. تم التجميد بإيحاء من الدول الكبرى ذات القوة التصويتية الأعلى داخل مجموعة البنك الدولي وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية. نتفق مع وزير المالية والاقتصاد الوطني في أن إيقاف المساعدات يضر بالشعوب أكثر من السياسيين، وللسودان تجربة في العقوبات التي فرضت عليه لأكثر من خمسة وعشرين عاماً من قبل المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة، وأدت لإفقار الشعب، وزيادة حدة الصراعات والحروب الأهلية التي نجم عنها موجات من الهجرات غير المنظمة أثرت على الأمن الدولي والإقليمي. فانقلب السحر على الساحر.
