كيف نأمن من لا أمان له ولا عهد له ولا اخلاق ، نحن ندعو كافة الثوار للوحدة على جبهة شعبية للديمقراطية والتغيير وتكوين قيادة موحدة لإسقاط الانقلاب والانقلابيين مدنيين وعسكريين . هذا ماقاله عضو تيار الثوار المقاومون نصر الدين على في حديثه ل (الجريدة ) وأضاف مهر هذا الانقلاب بأكثر من 118 شهيدا ، ولن نتوقف حتى نسقطهم ونحاكمهم على كافة الجرائم التي ارتكبوها بحق شعبنا . في ذات الوقت رفضت عدد من لجان المقاومة التسوية عبر متحدثين رسميين واصدرت مقاومة الخرطوم شرق بيانا صريحا رفضت فيه التسوية جملة وتفصيلا قالت فيه (بكامل الوضوح نؤكد أننا كلجان مقاومة وجميع المكونات الثورية الرافضة للحكم العسكري وانقلاب 25 اكتوبر متمسكين بموقفنا وشعارنا الذي لن نتنازل عنه (لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية) . هذا ماكتبنا عنه بالأمس ان قحت إن لم تكسب الشارع ستهد جدار الثقة ولن تستطيع تجاوز هذه الخسارة بسهولة مستقبلاً ويكون البرهان نجح في حرق ورقتها بعود ثقاب من خدعة. ويبدو أن قحت من فرط خوفها من هذه النتائج انتهجت اسلوب السرية واللا مباشرة في طريقة تواصلها واتصالها بالعسكر وتعمدت النفي للتسوية حتى أن ما عرضته واسمته رؤية للإتفاق وحديثها عن أنها لم تجلس ولكنها تواصلت عبر لجنة معينة مع العسكريين كل هذا هو اسلوب اختارته قحت لقراءة ردة فعل الشارع وقياس نبضه ، لترى ماهي فرص القبول والرفض للإتفاق ، ان وافق الشارع على طرحها فستواصل ما بدأته فعلا وان جابهه وواجهه بالرفض ستخرج وتتحدث عن انها لم تتفق من الأساس وستقسم صادقة انها لم تقم بعمل تسوية. ولكن الغريب أن قبول قحت بمبدأ الاتفاق تقابله (عنجهية) ظاهرة من بعض القيادات العسكرية التي صرح قائدها ان الحل لا بد ان يشمل عدد من الاطراف السياسية وانه لا وجود لاتفاق ثنائي كما ترفض قيادات عسكرية اخرى دستور المحامين ، أضف الى ان اعتقال الأستاذ وجدي صالح فيه اثبات واضح لعدم احترام القوى السياسية المدنية ، وما حدث لوجدي لا يتناسب مع حسن النوايا التي يتحدث عنها قادة الانقلاب ويؤكد حقيقة رغبتهم الزائفة في اعادة الحكم المدني فالاعتقالات السياسية تكشف الوجه الحقيقي للسلطة الانقلابية . والتصريحات العسكرية لإنتقاد الدستور بعد تلويحهم بالموافقة على الإتفاق لم يأت صدفة فالقيادة العسكرية تريد ان تحفظ ماء وجهها ، فالعودة للاتفاق مع قحت بعد إجراءات 25 اكتوبر يجعلها تشعر بالحياء أمام شعبها الذي حدثته كثيرا عن فشل الحكومة المدنية . لذلك يبقى السؤال الذي طرحه الثائر كيف نأمن من لا أمان له ونثق في من لاثقة له ، سؤال لاتملك اجابته قحت ، فأن كان ضمانها الشارع ، فالشارع لا يريد ، لذلك يجب ان يتوقفوا عن هذا العبث ويعودوا لحضن الشارع فكل شعور باليتم له دواء وحلول بديلة إلا اليُتم السياسي الفقد فيه لا يعوض أبدا ، لأنه فقد شعب !! طيف أخير: التحية للمحامين في مواكبهم القوية بالأمس وهم يطالبون بالحرية والعدالة !!