يحمل المهاجم المعزّ علي آمال منتخب قطر في نهائيات كأس العالم التي يخوضها على أرضه اعتباراً من 20 نوفمبر المقبل، كمحور رهان على جيل ذهبي بهدف تجاوز الدور الأول. ويمثل المهاجم الأكثر تهديفاً في التوليفة الحالية ل"العنابي" برصيد 40 هدفاً، أحد الاركان الرئيسة في مشروع طويل الأمد، وضعت أكاديمية التفوق الرياضي "أسباير" لبنته الأساسية، ونفّذه المدرب الإسباني فيليكس سانشيز منذ نعومة أظفار اللاعبين عبر برامج تحضيرية استمرت لسنوات. وتهدف قطر إلى تجنب تجربة منتخب جنوب أفريقيا عام 2010 والذي أصبح المضيف الوحيد الذي لم يقو على تجاوز دور المجموعات في كأس العالم. ولا يحمل المعز، المولود في السودان عام 1996، المشعل وحده، إذ يشكّل ثنائياً لافتاً مع صانع اللعب الموهوب أكرم عفيف، قاد قطر إلى إنجازها القاري الوحيد بالظفر بلقب كأس آسيا 2019 في الإمارات. ويقول المعز في حوار مع وكالة فرانس برس إن "الحلم سيصبح حقيقة، سنشارك في كأس العالم وهو ما يمثل قمة طموحنا كلاعبين، بيد أن المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجعلنا أمام تحد كبير من أجل ظهور مشرف". سبق سنّه فبات حلمه حقيقة يضيف أفضل لاعب وهداف في كأس آسيا "لطالما كان سقف طموحي عالياً، ولقب كأس آسيا تحت 19 عاماً 2014 رفقة جل المجموعة الحالية، شكل دفعة معنوية كبيرة نحو المستقبل، ومثّل نقطة جوهرية في بث ثقة المسؤولين من أجل البناء على مستقبل التوليفة الحالية مع بعض التدعيمات المهمة". وعن البدايات، يتذكّر " كنت أحاول أن أسبق سنّي، عندما بدأت ممارسة كرة القدم اخترت اللعب مع من يكبرني عمرا، ربما أكون قد لفت الأنظار، فقادني مدرب فئات عمرية رصدني في الشارع الى نادي مسيمير (درجة ثانية)". ومضى اللاعب الذي بات يملك رقماً فريداً هو التسجل في ثلاث بطولات قارية هي آسيا 2019، كوباأمريكا 2019 وكأس كونكاكاف الذهبية 2021 "لم أكن أعلم أو أحلم بأن أحقق ما حققت، لكن ما زلت مديناً لمن ساهم في تطوير قدراتي". بدأ المعزّ مشواره في مركز الدفاع "المدرب المصري محمد شحاتة أراد استثمار سرعتي فجعلني جناحاً مهاجماً في سن 14 بعدما بدأت اللعب كمدافع". كانت نبوءة المدرب في محلها بعدما أضحى المعز الهداف التاريخي لنسخة واحدة في كأس آسيا (9 أهداف عام 2019) متجاوزاً رقم الاسطورة الإيرانية علي دائي. المنعطف عرفت مسيرة المعز منعطفاً مهماً تمثل بالالتحاق بأكاديمية أسباير، حيث رُصد في مباراة لفريقه مسيمير آنذاك مع الجيش إبان بحث المدربين عن لاعبين لمنتخب الشباب. يروي قصة النجاحات مع نفس المجموعة التي ظل يشرف عليها سانشيز بالتدرج حتى المنتخب الأول "توّجنا بلقب كأس آسيا تحت 19 عاما في ميانمار مع فيلكيس ومجموعة من اللاعبين الحاليين على غرار أكرم (عفيف)، مادبو (عاصم)، سالم (الهاجري)، تميم (المهيزع) ويوسف الحارس (حسن)، ثم توالت النجاحات ببلوغ مونديال الشباب في نيوزيلندا العالم التالي، ثم برونزية كأس آسيا تحت 23 عاما 2018 في الصين (توّج هدافاً لها) حتى وصلنا الذروة بالفوز بلقب كأس آسيا للكبار". ولم ينس المعز الدور الكبير لزميله عفيف بعد الثنائية الكبيرة التي شكلاها "نحن سوياً منذ أكثر من تسع سنوات، نفهم بعضنا البعض على (الطاير) والتواصل كبير بيننا". تجربة أوروبية ومضى "بعد مونديال الشباب اضطررت للذهاب إلى أوروبا، لأني كنت صغيراً ولن أجد مكاناً لي في الدوري، إذ تعين عليّ اكتساب الخبرة. خُيّرت بين بلجيكاوالنمسا فاخترت الأخيرة، لأن أصدقائي يلعبون في نادي لاسك لينتس، خضت 6 أشهر جيدة في النمسا ثم ذهبت إلى كولتورال ليونيسا الإسباني (درجة ثالثة ومملوك من أكاديمية أسباير) فتعلّمت أشياء كثيرة هناك، في إسبانيا هناك المهارة والنوعية وفي النمسا القوة البدنية والسرعة". وبعد العودة الى قطر، بات المعز المهاجم الأبرز لنادي الدحيل (لخويا سابقا) الذي شكّل ظاهرة في الكرة القطرية منذ ظهوره عام 2010، لكن حلمه باللعب في أحد الدوريات الخمسة الكبرى يبقى قائماً. لا زلنا أقوياء بدّد المعز الكثير من المخاوف التي تنتاب المراقبين للمنتخب بعد تواضع النتائج في الآونة الأخيرة "صحيح أن المعسكر الأخير في أوروبا كان طويلاً، لكنه حقق المرجو منه، واجهنا منتخبات وأندية خارج توقّفات فيفا، استفدنا الكثير من تواصل الاحتكاك، وهذا لم يكن تعويضاً عن شيء (مباريات الدوري المحلي) لكن للبقاء في الجاهزية الذهنية والبدنية". وكان الاتحاد القطري لكرة القدم قد فرّغ اللاعبين الدوليين منذ انطلاقة الموسم الحالي، وأعفاهم من اللعب في الجولات السبع الأولى من الدوري، كي يتسنى لسانشيز تجميع العناصر التي دأب على اختيارها، بعيداً عن الأنظار في اوروبا. وعن منافسات المونديال قال "المهمة لن تكون سهلة في مجموعة أولى صعبة، لكن ربما تكون مباراة الافتتاح أمام الإكوادور (مفتاح) التأهل، وتُعزز في حال النجاح بالفوز فيها، الحظوظ في بلوغ الدور الثاني، الاستهلال الجيد سيشكل حافزاً قبل المواجهتين المواليتين أمام منتخبين قويين جداً هما السنغال بطلة أفريقيا وهولندا صاحبة التاريخ العريق".