القمة العربية التي اختتمت أعمالها بالجزائر قبل يومين؛ صدرت عنها وثيقتان: إعلان الجزائر، والقرارات والتوصيات. اهتمت أجهزة الإعلام بالإعلان؛ لأنه هو ما نشر رسمياً عن القمة في ختامها، غير أن الأهم للمتابعة هي القرارات، التي كلفت الأمانة العامة للجامعة العربية مع المنظمات والهيئات التابعة لها بمتابعة إنفاذها. فيما يلي مبادرة الأمن الغذائي العربي فقد تضمنت القرارات: توجيه الشكر إلى دولة الكويت على اقتراحها الداعي إلى إعداد استراتيجية شاملة وتكاملية للأمن الغذائي العربي. اعتماد البرنامج العربي لاستدامة الأمن الغذائي. التأكيد على أهمية رفع القدرات الإنتاجية للبلدان العربية من مادة القمح في ظل الظروف الراهنة، وحث البلدان العربية على تبادل الخبرات والتجارب في هذا المجال، وحث المنظمات وصناديق التمويل ذات العلاقة لتوفير الدعم لهذا المشروع. تضمنت القرارات أيضاً: الترحيب بالإرادة السياسية السودانية لاستكمال تنفيذ مبادرة الاستثمار الزراعي والأمن الغذائي العربي 2013 ورغبته في استثمار موارده الزراعية وثرواته الحيوانية، إسهاماً في معالجة أزمة الغذاء وتطوير سلاسل القيمة والتجارة والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية. التأكيد مجدداً على كافة القرارات والاستراتيجيات والبرامج العربية المشتركة ذات الصلة وتوسيع وتعميق التعاون والعمل العربي المشترك بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي العربي. الإعراب عن التفاؤل والارتياح على الرغم من التحديات إزاء الفرص الهائلة والإمكانيات الضخمة والمزايا النسبية المتوفرة في القطاع الزراعي والحيواني في المنطقة العربية إذا ما تم استخدامها بطريقة تكاملية وشراكة ذكية. وجاء في القرارات؛ بصورة جلية وواضحة : دعوة جمهورية السودان لتعزيز جهودها لتهيئة مناخ الاستثمار وتقوية وتوسيع وتعميق سياسات الاقتصاد الكلي ومراجعة وتبسيط إجراءات ونظم وقوانين الاستثمار ومراجعة نظام الحوافز المالية لتصبح أكثر جاذبية، وإعمال مبادئ الشراكة العادلة المرضية والذكية تحقيقاً للمنافع المتبادلة. وتضمنت القرارات: تكليف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالعمل مع حكومة السودان لتحديث الدراسات الضرورية بواسطة مؤسسات ومنظمات العمل العربي المشترك وتقييم نطاق العمل الخاص بمكونات الأمن الغذائي، وتقييم وتحليل الموارد المتاحة وتطوير نماذج للأمن الغذائي ولدعم القرار وإعداد خطط قطاعية متكاملة لمشاريع الأمن الغذائي في جمهورية السودان. تعليق : على عكس ما ورد في بعض الوسائط؛ فإن كلمة السودان في القمة التي ألقاها الفريق أول البرهان وجدت قبولاً وارتياحاً من القادة العرب، والدليل على ذلك القرارات التي تبنت رؤية السودان بالكامل. نزف التهنئة لوزارتي الخارجية والمالية على هذا الإنجاز المهم، وتمتد التهنئة لسفير السودان بمصر ومندوب السودان لدى الجامعة العربية، السفير محمد الياس، والجنود المجهولين خلف هذا الإنجاز. ولابد من الإشارة للعمل المهني الضخم الذي قامت به المنظمة العربية للتنمية الزراعية بقيادة العالم الفذ البروفسور إبراهيم الدخيري. نقترح تكوين لجنة وزارية عليا من الوزارات ذات الصلة لإنفاذ مقررات القمة المتعلقة بالأمن الغذائي؛ خصوصاً الموجهات المتعلقة بتهيئة بيئة الاستثمار. ويا أهل السودان هذه فرصة ذهبية قد لا تتكرر، إنه توجه واضح للاستثمار في بلادكم بسقف قد يصل 40 مليار دولار خلال عشرة أعوام. فلنشمر عن ساعد الجد للاستفادة من هذه الفرصة. والله الموفق.
