قطع مساعد رئيس الجمهورية د.نافع على نافع بأن الاعتماد على الذات هو مفتاح النجاح الحقيقي لإنجاز الأهداف والخطط، وأن الذين يتعاونون مع المؤسسات الدولية سيدركون أنهم يتطلعون إلى وعود السراب، وذلك لأنها تدار من قبل الدول العظمى التي أسستها بغرض التحكم في الاقتصاد العالمي واقتصاديات الدول النامية خاصة، معلناً تعهد ودعم الدولة ببذل المزيد من الجهود لتسهيل الاستثمار في الأمن الغذائي بالبلاد. وأوضح لدى مخاطبته صباح أمس الأول بفندق السلام روتانا الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الاستثمار في الأمن الغذائي العربي، أن البلاد ساعية لتحقيق الأمن الغذائي، وقال إن هذا المؤتمر وفرت له سبل النجاح كافة من حشد لقدرات القطاع الخاص العربي في قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة، بجانب تولي المصارف ومؤسسات التمويل العربي هذه المهمة، والتي تعد الأركان الأساسية لتوفير الأمن الغذائي العربي ، متطلعاً إلى مبادرات جديدة تستغل الإمكانات المتاحة في هذه القطاعات الإنتاجية بما يحقق الأهداف المرجوة. من جانبه قال رئيس اتحاد أصحاب العمل سعود مأمون البرير إن المؤتمر يسعى إلى جذب وتعزيز الاستثمارات العربية وإقامة مشروعات الشراكة مع تحقيق تطلعات القطاع الخاص عبر الاستفادة من موارد البلاد، مبيناً أن المرحلة تتطلب من الدولة والقطاع الخاص الوطني معاً مواجهة التحدي لمواصلة تهيئة البيئة الاستثمارية المحفزة للاستثمار والتي انتظم العمل بها، بجانب إزالة المعوقات التي تحول دون انسياب رؤوس الأموال العربية إلى البلاد، مضيفاً أن الدول العربية تحتاج إلى تعزيز العلاقات البينية وتقوية مجالات العمل المشترك وتنمية الشراكات الاستثمارية بين قطاعات الأعمال العربية، مشيراً إلى أن أهمية خروج مداولات المؤتمر بمشروعات واستثمارات مشتركة تحقق الهدف المرتجى. وأكد رئيس اتحاد المصارف مساعد أحمد محمد أن التفاكر حول قضية الأمن الغذائي العربي جاء في المكان والزمان المناسبين ، وأن الفجوة الغذائية صارت باينة تحتاج إلى توجيه الموارد والجهود لها،وقال إن موارد البلاد من الأراضي والمياه والثروة الحيوانية قادرة على إطعام سكان العالم العربي من خلال إيجاد منظومة تستغلها جيداً، مضيفاً أن المرحلة تتطلب توحيد الجهود عبر شراكات بين الموارد المحلية ورأس المال العربي. وأوضح ممثل الجامعة العربية الدكتور ثامر العاني أن مبادرة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير حول الأمن الغذائي العربي وجدت التأييد من القمة العربية التي عقد مؤخراً، والتي جاءت في التوقيت المناسب تماشياً مع القرارات والتوجيهات التي اعتمدتها القمم العربية السابقة، وعن صدور توجيهات من القمة إلى مؤسسات التمويل العربية بزيادة حصة أنشطتها في التنمية الزراعية والأمن الغذائي العربي في محفظتها التمويلية، كما تم توجيه الدول العربية بتهيئة المناخ المناسب للاستثمار خاصة في قطاع الزراعة، وقال إن المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالجامعة سيعقد اجتماعاً في ديسمبر المقبل لبحث الإجراءات العملية الكفيلة بتنفيذ المبادرة، كما تم عقد اجتماعات تشاورية وترتيبات بين مسؤولين على مستوى الجامعة العربية والجهات المختصة الأخرى لوضع وثيقة تتضمن مقترحات للاجتماع المرتقب بالخرطوم، مشيراً إلى أن تطوير القطاع الزراعي العربي يتطلب مضاعفة العمل لمواجهة التحديات في مجال التوسع في الإنتاج. وأكد رئيس مجلس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة بالبلاد العربية عدنان القصار أن البلاد تعد مدخلاً رئيسياً لتحقيق الأمن الغذائي العربي بما تتميز به من فرص غنية للاستثمار الزراعي، وأن المؤتمر سيركز على تحديد متطلبات تعزيز دور القطاع الخاص للاستثمار في الأمن الغذائي العربي خاصة في السودان من خلال إقامة مشروعات تحقق غرض زيادة الإنتاج الزراعي كماً نوعاً لتغطية احتياجات الأسواق العربية، وقال إن الاستثمارات الموظفة حالياً متواضعة تقدر ب(375) مليون دولار، أي مايعادل نسبة (1%)، من قيم الاستيراد العربية السنوية من السلع الغذائية، داعياً إلى أن تعطي مخرجات ومبادرات هذا المؤتمر دفعة قوية للانتقال من الحديث إلى العمل والتنفيذ الجاد من أجل وضع خطوة في طريق تحقيق الأمن الغذائي. وأشار رئيس مجلس أمناء المركز العربي الدولي لريادة الأعمال والاستثمار الشيخ إبراهيم بن خليفة إلى أن العالم العربي يمر بمرحلة مفصلية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وذلك لأن الدول العربية في حاجة لتستثمر حوالي (144) مليار دولار حالياً حتى عام 2030م لتحقيق المتطلبات الغذائية لشعوبها. وقال إن تقلص المساحات الزراعية بالوطن العربي وافتقار المياه أدى إلى زيادة نشبة استيراد المواد الغذائية الأساسية والتي صارت تستورد ما يقارب نسبة (90%) من احتياجاتها الغذائية، كما أن حجم فاتورة الغذاء لدول الخليج سيصل إلى (53) مليار دولار في عام 2020م أي بزيادة (105%)، وقال إن السنين مضت دون التمكن من وضع النموذج الاقتصادي والمالي لاستغلال هذه الفرص الاستثمارية وتنميتها، و بالتالي حان الأوان لتكامل وبناء جسور التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك لتحقيق الأمن الغذائي.
