كانت، ومازالت، رؤيتى أن استمرار العدوان، وسقوط الضحايا سيكون بالملايين، والتهجير القسرى سيفوق بأرقامه وملايينه ما بعد 1948 وقيام إسرائيل، وأن دخول المعارك البرية فى غزة المكتظة (2٫5 مليون فلسطينى فى مساحة 365 كيلو مترا مربعا) سيكون دمويا، وأن التهجير فى غزة سيعقبه تهجير فى الضفة الغربية إلى الأردن، بعد مواجهة دموية فى شوارع، وقرى، ومدن الضفة، وكان قد بدأ قبل ذلك بحوارة، ونابلس، وجنين، والقدس، وحى الشيخ جراح.. وغيرها، حيث القائمة طويلة، وممتدة، وأن المواجهة لن تقف عند هذا الحد، فهناك حرب (فعلا) فى الجبهتين السورية، واللبنانية. أعتقد أنه إذا لم يتحرك المجتمع الدولى لإنقاذ غزة من كارثة إنسانية، فإنه قد يلحق بالمنطقة انهيار كبير، سيتبعه ما تفعله قوى اليمين الإسرائيلى، بزعامة بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء، حيث فقدت هذه القوى سيطرتها فى الداخل، كما فقدت احترام الإسرائيليين لها بعد تصرفات سياسية هزت الداخل الإسرائيلى بحكم ما وصلت إليه من ضعف، وترهل، حيث أصبحت غير قادرة على السيطرة، ولا تملك التراجع عن الانزلاق إلا فى الهزيمة الكاملة، والتدمير الشامل، ولكم أن تقرأوا أن إسرائيل ألقت قنابل على غزة ودمرت فى أسبوع ما فعلته أمريكا فى أفغانستان فى عام، ولكن مازلنا نقول إن أمريكا هى الأقدر على لجم التصعيد، والأمر بيدها لإعداد المواقف، أو المسرح للتغيير، وإيقاف الحرب، ولتتذكر إسرائيل، وأمريكا موجبات القانون الدولى، ولا ينسيا واجبات الإنسانية، وأن كل الشركاء الإقليميين موجودون على ساحات المعركة الدائرة الآن، وهم قادرون على وقف الحرب، والاتجاه إلى صنع السلام الذى لن يتم من دون دولة فلسطينية، وإنهاء الاحتلال، وهو الناتج الوحيد الذى فهمته دول المنطقة، ويجب أن تفهمه إسرائيل بعد اندلاع الحرب الأخيرة. وأخيرا، فإن إسرائيل لن تجنى من هذه الحرب الدموية إلا ما تحاول استعادته من هيبة، ومعاقبة حماس، وأن عقدة الخوف، والكراهية، وعدم التعايش سوف تتسارع وتيرتها فى الشرق الأوسط إذا لم يتحرك العقلاء فى العالم، وفى المنطقة للجم هذا المسار الخبيث، والبشع على مستقبل الجميع. أسامة سرايا – بوابة الأهرام