التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي نواجهها اليوم تتطلب أن يكون للعلم والتكنولوجيا والابتكار دور محورى في تقديم حلول للمجتمع. هنا يأتى دور الجامعات في إنشاء برامج ومراكز متعددة التخصصات تدرس التداخل بين العلوم والتكنولوجيا والمجتمع تهدف إلى استكشاف وفهم الطرق العديدة التي يشكل بها العلم والتكنولوجيا المؤسسات والأسواق الحديثة، على أن تهدف هذه البرامج على تطوير مهارات الطلاب على معالجة المشكلات بشكل منهجى وإبداعى لمواجهة التحديات المجتمعية والمتغيرة بسرعة. في الماضى، كان التعليم الجامعى عادةً ما يعد الطلاب للمهن التي يحددها الآخرون، لكن في الوقت الحالى يتعين على الجامعات أن تقدم المناهج لخلق أجيال جديدة من رواد الأعمال، وبالأخص من خريجى التخصصات العلمية والتكنولوجية والطبية.. إن تعلم ريادة الأعمال يشجع المهارات التحليلية والتنظيمية والشخصية، ويطور قدرات القيادة والتواصل…و تدريب الطلاب والدارسين كيفية تحديد المشكلات وحلها، والعمل ضمن فرق جماعية، والتواصل الفعال مع الآخرين في مجالات مختلفة تمامًا، لا يؤهلهم فقط على الاستعداد للعالم الذي سيدخلونه بعد ذلك ولكن سوف يعمل على تغيير تفكير الخريج من باحث عن وظيفه إلى صانع لوظائف وبالتالى يعمل على تغيير المجتمع. على سبيل المثال ريادة الأعمال في قطاع التكنولوجيا الحيوية والعلوم الطبية الذي يتضمن إنشاء وتطوير وتسويق منتجات وتقنيات وخدمات طبية مبتكرة تلبى الاحتياجات الطبية الكثيرة… يتميز هذا القطاع بمستوى عالٍ من الابتكار والتعقيد التقنى والتحديات التنظيمية والجداول الزمنية الطويلة للتطوير، الذي يتطلب مهارات كثيرة ومتنوعه… ايضا تتطلب ريادة الأعمال الناجحة في مجال التكنولوجيا الحيوية والعلوم الطبية فهمًا عميقًا للجوانب العلمية والسريرية للمجال، بالإضافة إلى المعرفة التجارية والتفكير الاستراتيجى ومهارات الاتصال الفعال… كل هذا يتطلب تطوير في المناهج والبرامج الدراسية إعداد خريجين قادرين على مواكبة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية ليس فقط المرتبطة بالقطاع الطبى ولكن في كل القطاعات. على الرغم من أن هذا يتطلب الوقت والموارد التي يتم إنفاقها على إعادة تصميم المناهج الدراسية، إلا أن الفوائد التي تعود على الجامعات والمجتمع عديدة أيضًا. لذلك يتطلب من الجامعات الاستثمار بنشاط في إعداد كوادر قادرة على استخدام العلم وربطه باحتياجات المجتمع، لنتمكن من إنشاء مجتمعات المعرفة للمستقبل الذي نريده لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية. د. هيثم شعبان – المصري اليوم
