*ومعروفةٌ نغمة (أصح يا بريش).. *فبريش هذا ظل يمثل كابوساً لمعلقنا الرياضي علي الريح… ولجميع الرياضيين.. *وذلك حين يكون (رأس حربة) منتخبنا القومي.. *فهو لا يصحو أبداً… ومن ثم لا يحرز أهدافاً دولية.. *ولكنه استيقظ على صوت (تم شطبك من قائمة المنتخب)… بعد فوات الأوان.. *رغم إنه كان يحرز أهدافاً بالجملة… محلياً.. *واليوم أريد أن أتحدث عن كابوس مخيف… ربما يعاني منه الكثيرون منكم.. *وأعلم إلى أين ستنصرف أذهانكم فوراً… بل تهرول هرولةً.. *إلى كابوس الراهن (المخيف)… وهذا حله في أيديكم أيضاً ؛ رغم إنني لا أعنيه.. *وهو حل بسيط جداً… سنشير إليه عقب الفراغ من (كابوسنا).. *كابوس كلمتنا هذه ؛ والكوابيس بعضها من بعض… مع اختلاف درجة (الخوف).. *هو كابوس حسب التوقيت الذاكري الخاص بكاتب هذه السطور.. *وعلى قرائنا بالخارج والولايات مراعة فروق طبيعة الكوابيس… ومواقيتها.. *وميقاتي أنا الذي استجبت فيه لنداء علي الريح كان أيام الثانوي.. *فقد (صحا بريشي) منتصف ليلةٍ خريفية ممطرة… مثل ليالينا هذه الأيام.. *وتحديداً أمسية خميس… عقب عودة من سينما (شرق).. *وكان موضوع الفيلم عن كابوسٍ يعاني منه سكان مدينةٍ ما… جراء زائرين (مريخيين).. *فقد ارتفعت درجات الحرارة على نحو لا يُطاق.. *ولم (تهبط) الحرارة… و(يرتفع) الفضائيون… إلا بعد أن أمطرت السماء.. *ودرجة حرارتي كانت مرتفعة… إثر زيارة كابوسي لي.. *وكابوسي هذا – الذي أدمن زيارتي منذ الطفولة الباكرة – لم يكن سوى امرأة.. *ولكن أي امرأة ؟!… لم أر في حياتي أقبح منها.. *ترتدي ثوباً أبيض… وتحيط بها هالة موت… وتنظر إلي بلا عينين.. *وعندما تهرول نحوي – دون خطىً – يتملكني ذعرٌ قاتل.. *وقبل أن أشرح (صحيان بريش) أعود إلى الوراء قليلاً… في (فلاش باك).. *فعامي الدراسي ذاك شهد قصة عشقي… من أول نظرة.. *فمن أول نظرة – ومطالعة – أحببت مادتي الفلسفة… وعلم النفس.. *وكانتا من ضمن مواد مرحلة الثانوي… في ذياك الزمان.. *وقرأت – من بين ما قرأت – نظرية لسيغموند فرويد عن الخلاص من الكوابيس.. *إما عن طريق التحليل النفسي… بواسطة محلل نفساني.. *وإما عن طريق العلاج (الشخصي)… عبر استجابة ذاتية لصيحة (أصح يا بريش).. *واخترت الثاني… فليس في بلادنا محللون (فرويديون) أًصلاً.. *ولاقيت عنتاً شديداً كي انتزع نفسي من بين براثن النوم… والحلم… والكابوس.. *فرأيت كفناً… ولحماً يتساقط… ودماً يتناثر… ووجهاً آلفه.. *كانت امرأة من (مساكناتنا) ؛ اشتعل موقد الجاز في جسدها… فاحترقت… فماتت.. *وصحوت على زخات مطر… وانطفأت حرارة كابوسي للأبد.. *أما كابوس (الراهن) فلا يمكنكم التخلص منه إلا بالطريقة ذاتها… ذاتياً..