لماذا يتشاجر الأزواج ؟! دعتني أختي لقضاء يومين معها في منزلها الجميل الأنيق الذي تحيط به حديقة غناء, سررت للفكرة ، حزمت حقيبتي ويممت وجهي لزيارتها حالمة بالاستجمام والراحة من ضغوط العمل، وما أن وصلت واستقبلتني أختي بفرح وحفاوة حتى عاد زوجها الكريم محملا بخيرات الله ، دخلت معها المطبخ لنقوم بترتيبها، لحظات و بدأ المنزل الهادئ بالضجيج . أختي : أنت لا تعرف كيف تشتري الطماطم دائما تحضرها( طرية ما تنفع للسلطة ). زوجها : هذا الموجود بالسوق. أختي :هذه الفاكهة لا طعم لها ولا نكهة زوجها : هل أنا الذي زرعتها.ثم أين نظارتي ؟ أنت كل يوم تغيرين نظام المنزل وأفقد أشيائي . أختي : أنت تنسى أين وضعت أشياءك ثم تتهمني بضياعها . وهكذا استمرت المناقشات الحادة المتحاملة من الطرفين ، بنهاية النهار حملت حقيبتي وعدت أدراجي وقد انهارت أحلامي . فلماذا يتشاجر الأزواج ؟ الإجابة على هذا السؤال سهلة للغاية فهي بالتأكيد ليس لأن أحد الأزواج سيئ ولكن لأن طبيعة الرجل تختلف عن طبيعة المرأة ، فالمرأة مولعة بالتفاصيل والرجل يهتم بالصورة العامة للأشياء فهو قد لا يعرف اسم صديقه الثلاثي ، بينما المرأة قد تعرف أن ابنة خالة عمة صديقتها قد زاد وزنها مؤخرا ،والنتيجة أن يصف الرجل المرأة أنها فارغة وتصف المرأة الرجل باللامبالاة ، كما أن عقل الرجل يعمل حلال للمشاكل مبرمج على وضع الحلول فعندما تحكي المرأة مشكلة لزوجها فهي لا تريد حلا ولكنها تريد من يربت على كتفها ويغدق عليها من المشاعر بل يفرط بالتعبير عن حبه. فتقول له (العمل مرهق ) يرد بحل حاسم وفوري (اتركيه وابحثي عن غيره ) والنتيجة المرأة تصرخ زوجي غير رومانسي والرجل يقول زوجتي كثيرة الشكوى( نقناقة) ..عندما ينضغط الرجل يميل للصمت ويتقوقع على ذاته إلى أن يهدأ بينما تنفجر المرأة بالثرثرة والصراخ للتنفيس عن ضغطها ،هذا الاختلاف = خلاف . فعلى كلا من الطرفين أن يدرك طبيعة الآخر . فلا تتضايقي عزيزتي المرأة إذا حاولتي تذكيره بلون الستائر في منزل أصدقائكم عندما دعيتم للغداء فهولن يتذكر سوى أن طعم الملوخية كان لذيذا جدا، وأدركي أن مشاكلك التي تحكيها له ترهقه لأن عقله سيبحث لها دائما عن حلول. وعندما تختلف مع زوجتك عزيزي الرجل لا تتركها لتهدأ وتجلس أنت أمام التلفاز صامتا فذلك عندها قمة الإهمال. وعموما عزيزي القارئ فهذا الموضوع ضحيته أنا لأن أيا من أخواتي لن تدعوني لزيارتها مرة أخرى .