يوم بعد يوم تزداد الحاجة الى الاهتمام بتنمية الموارد البشرية باعتبارها المرتكز الاساسي للتطور في كافة مجالات الحياة، ولقد شكل موضوع تمويل التعليم بشقيه (العام والعالي) عبئا كبيرا لدول العالم الثالث والتي تعاني من ضعف الموارد والتي على قلتها لا يتم توظيفها بالصورة الأمثل ، وفي هذا السياق ناقش المؤتمر القومي للتعليم والذي جاء تحت شعار(التعليم صناعة المستقبل) ورقة حول تمويل التعليم، قدمها د. الطيب عبدالوهاب مدير جامعة بخت الرضا، بعنوان: (الانفاق على التعليم بشقيه العام والعالي وتمويلهما)، حيث خلصت الورقة الى ان البيانات حول الانفاق على التعليم غير متوافرة ، الامر الذي ادى الى ضعف الانفاق على العملية التعليمية، كما ان مصادر تمويل التعليم غير الحكومي من مشاركة شعبية واستثمار لا تزال في طور الصيغ التقليدية ، اضافة الى ان دعم مؤسسات القطاع الخاص للتعليم ضعيف جدا وكذلك الدعم الخارجي .. أما عن مؤسسات التعليم العالي. فقد أشار د. الطيب الى ان تمويل التعليم العالي يشكل المشكلة الرئيسية التي تواجه التعليم العالي، كما ان كثيراً من مؤسسات التعليم العالي فشلت في التأسيس لاستثمارات تدر عليها دخلا منتظما تستطيع به تسيير شئونها، اضافة الى ان التعليم على النفقة الخاصة لم يفِ بالحاجات المالية لتحسين البنى التحتية. وحول نسب الانفاق على التعليم العالي في السودان اشار الطيب الى انها لا تتجاوز ال(0,01% ) من الناتج المحلي، بينما يتجاوز هذا الرقم( 2,5% ) في العديد من دول العالم. ودعا د.الطيب الى زيادة الدعم الحكومي للتعليم بما لا يقل عن( 5% ) من الموازنة العامة ، و تبني مبدأ المشاركة في تمويل التعليم بين الحكومة من جهة ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص من جهة اخرى ،و اعادة صياغة الاولويات القومية بالقدر الذي يقذف بالتعليم الى اعلى سلم الانفاق ليأخذ نسبة( 8%) من اجمالي الناتج القومي ، و اصدار تشريع لصالح تمويل التعليم برسم دمغة او رسوم جمارك او خلافه ، و تشجيع التمويل الذاتي للمؤسسات التعليمية عن طريق زيادة المصروفات الدراسية للقادرين والتوسع في تقديم خدمات التعليم الموازي والمستمر ، و تشجيع القطاع الخاص للدخول في الاستثمار في مجال التعليم ، و انشاء صندوق لدعم التعليم ، و تخصيص ريع من عائدات الاوقاف لصالح العملية التعليمية.