رغما عن سعة المسرح القومي العريق بامدرمان،الا انه لم يستطع احتواء الحشود التي قدمت لمشاهدة الحلقة الذهبية لختام منافسات نجوم الغد،البرنامج الجماهيري الذي وصل الى دورته السابعة عشرة ،ولم يجف معين رفده للساحة بمبدعين جدد،فالثامنة من مساء السبت الماضي كان موعدا لختام دورة وانطلاق اخرى جديدة تستمر منافساتها وتصفياتها نحو عام. فى الوقت الذي كانت فيه الفرقة الموسيقية تعزف لحن اغنية (لية بنهرب من مصيرنا ) وكأنها تذكر المتنافسين بان يركزوا فقد ازف اعلان النتيجة ،وعليهم مجابهة مصير اللجنة الذي ستعلنه في حقهم ،كان مكاوي الشيخ الامين الرجل الستيني يعمل على الدخول من بين الزحام وهو يتوهط على عجلته ،لم يمنعه عدم قدرته على الحركة من متابعة(ميادة) او كما اطلق عليها(ميمي) التي بعثت الروح في منسى الحقيبة ، قال ل( الرأي العام) انه قدم خصيصا لمؤازرتها ،واشاد بالدورة السابعة عشرة لنجوم الغد التي لم تعتمد على المظهر هذه المرة بغير تركيزها على الموهبة ,والموهبة المتأصلة،افسح له المنظمون مدخلا ليمتع اسماعه بفن رصين كما قال اتى ليتابعه من على خشبة المسرح مباشرة. بدأ الاحتفال بمقاطع للراحل وردي الذي احتلت صورته خلفية المسرح .. وادى المتنافسون الاثني عشر بعضا من مقاطع شهيرة لاغنياته تذكيرا باسهامه في الابداع السوداني وريادته في ذلك. تقدم الحضور وزير الثقافة السموأل خلف الله والوزير مصطفى تيراب والاستاذ محمد حاكم سليمان ومعتمد امدرمان الفريق احمد امام التهامي،والأستاذ ابراهيم محمد الحسن ممثل شركة زين راعية الحلقة الذهبية والسماني الوسيلة ورجل الاعمال ود الجبل الذي تبرع للجنة الحكماء والشاعر ابو قطاطي والفنان اللحو غير تبرعات اخرى من الوزير محمد مختار الذي كان حاضرا ، و وزير الثقافة للفرقة الموسيقية والمتنافسين. قدمت العديد من الاعمال الفنية تغنت هند هاشم والثنائي فاطمة ابراهيم وصابرين النور باغنية تراثية،وتغنى الاول بحكم الجمهور سيف الدين حسان من مدينة كنانة بعمل للراحل مبارك المغربي (ليتني زهر) وكان الفنان قد وجد اشادة من الجمهور الذي هتف (التحكيم فاشل)حينما اعلن انه حصل على المركز الثاني،وقد اعلن الاستاذ بابكر صديق مقدم ومنتج وصاحب البرنامج ان المنافسة انتهت الى حصول محمد خير وشذى عبد الله واحمد محمد الامين على المركز الاول فيما حصل سيف حسان وميادة وهند هاشم والثنائي التومات صفاء ومروة على المركز الثاني مشترك وخمسة متافسون اشتركوا فى المركز الثالث،وقال الاستاذ محمد سليمان من لجنة الحكماء ان الاصوات التي شاركت بالدورة 17 كانت مميزة ولذا كانت المشاركة في التصنيف،وفيما يصل حديثه الاستاذ بابكر صديق بان المنافسة اخذت حقها في التنقيح والتصنيف ومن ثم القرار من قبل لجنة الحكماء بعد جهود عام كامل من العمل،واضاف ان الساحة الفنية موعودة بفنانين من طراز رفيع. قبل ان تختتم ميادة والتي اتخذت من الفن الشعبي معبرا ،لفت الانتباه الصغير عثمان علي عبد الباقي والذي قدم فاصلا من الرقص الشعبي(صقرية) على ايقاع سواة العاصفة بي ساق الشتيل الني التي ابدع فيها محمد خير،ليتجاوب الحاضرون معه ويقدم له المعتمد التهامي ورجل الاعمال ود الجبل (مالا وفيرا) ،نظرا لما قدمه من عرض تراثي بالسيف ما يحث انداده على التمسك بالإرث الشعبي العظيم،عثمان لم يكترث للمال المرزوم الذي اخذ يتدفق من فوق طاقتيه الى اخمص قدميه،ما عكس قيمة اخرى للصغير،فتبرع احد الحاضرين ووضعه فى جيب صديريته الصغيرة ، ليأتي مبشرا فوق من قدروا فعلته الاصيلة فى الوقت الذي كانت ميادة تستعد لان تغني (عرش دود مراقد السار ليل مو فشار سمحة القدلة فوق مختار،سيد الابيض القهار سيد المهرة والقرقار)والذي هو العمدة مختار ود رحمة ناظر وفارس العبيدية وما حولها مطلع القرن الماضي.