يزور الإعلامى أحمد مصطفى بشتو السودان للمرة الثانية،فمقدم برنامج قناة الجزيرة (الاقتصاد والناس) تأتى زيارته حول إعداد حلقات عن الاقتصاد السودانى بعد انفصال الجنوب،بشتو ابن دمياط خريج الإعلام بجامعة القاهرة التحق بالعمل الاعلامى متدربا فى الصحف المصرية منذ العام 1996 وهو بعد يدرس وبعد التخرج التحق بالإذاعة المصرية كقارئ للنشرة الرئيسة وتدرب على يد الإذاعى الراحل عمر بطيشة والاستاذ جلال معوض والإذاعية هالة الحديدي وريثة الاعلام والعمل الإذاعى بالقاهرة فوالدها هو حلمى الحديدى الاشهر فى مجال العمل الاذاعى. تحولك من الصحافة الى الاذاعة الى قناة الجزيرة؟ الإذاعة محطة مهمة فى تجويد العمل الإعلامى من حيث اللغة وضبطها وتمنحك الثقة والتجربة الحقيقية،تخرجت من قسم الصحافة ولكنى تحولت الى الإذاعة ومنها كمراسل لقناة دبى الاقتصادية وقناة الكويت قبل أن ألتحق بقناة الجزيرة فى العام 2002كمذيع فى القسم الاقتصادى. الإعلامى الاقتصادى ،نجومية الظل مقارنة بالتخصصات الإعلامية الأخرى؟ يبدو ذلك، ولكن فى حقيقة الأمر ان الصحفى الاقتصادى يعتبر عمودا فقريا للعمل الإعلامى ككل،كما ان التخصص هو السمة البارزة فى الاتجاه العالمى الإعلامى،يعبر بك الى فهم الخصوصيات والعموميات فى المجال المختص وتقدم رسالتك على الوجه الأكمل بمعرفة ووعى. والصحافة الاقتصادية ليست هى جدول ضرب ولكنها عبرت الى التبسيط ما جعلها تحقق اهتماما ونجاحا فى الآونة الأخيرة،فبرنامج كالاقتصاد والناس يتحرك بالكاميرا ويتبعها بالتقرير وينقل الحياة ومتطلباتها كما هى . قدمت حلقة من سيدى ابوزيد ،عن حالها الاقتصادى وبوعزيزى؟ فعلا واعتبرها من الأعمال التى وجدت نفسى فيها،فقد نقلت أساس الأزمة ومعاناة المنطقة من الفقر المدقع وما تسببت فيه من قلب نظام حكم كامل،فابوعزيزى لنواقص اقتصادية واجتماعية وضيق أفق الأمل أمامه لما يعانيه أحرق نفسه وبحريقه احترق نظام حكم كامل. بيشتو،زيارة قبل الانفصال وأخرى بعدها..المتغيرات التى وجدها فى الاقتصاد السودانى؟ أجد ان إشكال البترول هو السمة الأبرز ولكن بحكم تخصصى فى مجال الإعلام الاقتصادى،زرت السودان فى مرحلة الاستفتاء ومن ثم الانفصال،مكونات السودان الشمالى لا يمكن ان نحصرها فى البترول ،البترول عمره لا يزيد عن مائة عام ومصيره ان ينضب،ولكن الالتفات الى مقومات اقتصادية كبرى ودائمة كالزراعة والرعى والتصنيع الزراعى هو الأهم ويجب الاهتمام به ،مايدهشنى هذه الإمكانيات متوافرة وأمطار تهطل بمعدلات أكبر من مياه النيل ولايزال الاقتصاد السودانى يعانى.لماذا هى غير مستغلة هذه الموارد التى أعتبرها بترول الشمال الحقيقى. هل هى حاجة لأبحاث ام دراسات أم ماذا؟ السودان يمتلك أكبر عدد من البروفيسورات فى المنطقة والمختصين فى كافة المجالات،الحاجة هى للتطبيق. بحكم تخصصك توقعاتك لاقتصاد دولة الجنوب؟ الجنوب بدأ دولته بارتباك واقتصاده ولد مخنوقا،حتى البترول لا يمكنه الاستفادة منه الا بعد حوالى خمس سنوات فكيف سيسير أمور دولته؟ الجنوب ربما قد استعجل الانفصال او لم يستفد من الفترة التى أعقبت اتفاقية نيفاشا فى العام 2005 واتجه لأمور تعيق الدولة فيما بعد ،وأتوقع توترات داخلية او تصدير توتراته الى دول مجاورة كالشمال،وخذ عند تدخل دول كيوغندا واسرائيل فى التحكم بأموره الداخلية.عموما الوضع الاقتصادى فى الجنوب غير مبشر ويهدد دولته. بعيدا عن الاقتصاد،كيف وجدت الخرطوم بعد زيارتك مؤخرا؟ هى بهدوئها وتصافى أناسها ،عدت لها وقد أحزننى رحيل وردى الذى أستمع اليه بحب كبير،كما ان الطيب صالح يحببنى فى المجئ الى هنا بما كتب عن السودان وناسه،أقرأ عرس الزين كلما سنحت لى سانحة،وأيضا استطاع سعيد حامد ان ينقل تجربة الإبداع السودانى عبر ما أنتجه من اعمال كبيرة،وقرن شطة في ملاعب مصر،أرى السودان عبر هؤلاء المبدعين وغيرهم.