ما مدى صحة وسلامة المياه التي نشربها، والتي تنساب لداخل منازلنا عبر شبكات المياه؟ وما هي أسباب وجود طعم ورائحة ولون في المياه ببعض أحياء العاصمة؟ وهل المياه المعبأة مياه صحية؟ وما هي الخطورة الصحية من استخدام الفلاتر المنزلية؟ وهل هناك علاقة بالمواد المستخدمة في تنقية المياه حالياً وبين بعض الأمراض؟ «الرأي العام» تضع النقاط فوق الحروف عبر هذا اللقاء مع د. سامية مكي أبو.. المسئولة عن ضبط جودة المياه بهيئة مياه ولاية الخرطوم. ---------------------------- سلامة المياه ? كثير من المواطنين بأحياء العاصمة المختلفة يشكون أن المياه التي تنساب عبر الشبكة لداخل منازلهم، تفتقد لمواصفاتها الطبيعية، فهي ذات طعم ولون ورائحة.. ما أسباب ذلك؟ - أؤكد أن المياه تخرج من معامل الهيئة صحية (001%)، ومطابقة للمواصفات، وبعد ذلك فهي مسئولية جهات أخرى، خاصة مياه الكاروات. المياه المعبأة ? كثير من المواطنين لجأوا الى شرب المياه الصحية المعبأة كبديل لمياه الشبكة، ألا يدل ذلك على تخوفهم من مياه الشبكة العامة لوجود طعم ورائحة ولون فيها؟ - الرائحة في المياه تعود لوجود الطحالب بكميات كبيرة خلال فترات محددة في السنة، خاصة أثناء الفيضانات بالنيلين الأزرق والأبيض وأيضاً تتكاثر الطحالب في فترة (التحاريق)، حيث تكون المياه النيلية أشبه بالبرك المتقطعة، وأحياناً قد تتكون الطحالب داخل خزانات حفظ المياه بالمنازل وغيرها. ? أكرر السؤال: لماذا لجأ كثير من المواطنين لشرب المياه الصحية المعبأة، بديلاً لمياه الشبكة؟ - أولاً أنبه الى أن تسمية المياه المعبأة ب (الصحية) تسمية غير صحيحة، فهي ليست مياهاً (صحية)، بل مياهاً (نقية)، وقد تحتوي على نسبة خطورة أكثر من مياه الشبكة. ? وما مصدر الخطورة في المياه المعبأة؟ - ذلك لكونها تتعرض لعملية الفلترة أكثر من مرة، وهذا لا يزيدها صحة كما يتوهم البعض، إذ أن كثرة الفلترة تفقدها كمية من الأملاح الطبيعية المهمة للإنسان، وبإخضاعها للفحص ثبت أن بها بكتيريا، ورغم أنها ليست في خطورة (البكتيريا القولونية) المسببة للإسهالات، لكنها بكتيريا على أي حال. الفلاتر المنزلية ? وهل الفلاتر المنزلية تفقد المياه بعض الأملاح أيضاً؟ - ينبغي استخدام الفلاتر المنزلية العادية التي تحجز العكورة فقط، وعدم التعامل مع الفلاتر التي تسحب الأملاح الموجودة في المياه، إذ أن نقص هذه الأملاح قد يتسبب في خطر كبير على صحة الإنسان. البولي ألمونيوم ? البعض لا يزال متخوفاً من المادة التي تستخدمها الهيئة الآن في تنقية المياه، وهي مادة (البولي ألمونيوم كلورايد).. فهل هناك مبرر لهذا التخوف؟ - في السابق كانت الهيئة تستخدم مادة (الشب)، المعروف علمياً ب (الألمونيوم سوفلين)، وقد أثبتت كفاءة عالية، إلا أن النيل أخيراً، أصبح يجرف معه كميات كبيرة من الطمي والطين والعوالق الأخرى، وتسربها الى محطة مياه المقرن أعاق عملها كثيراً، إذ تبلغ الطاقة التصميمية للمحطة (800،8) ملم جرام في اللتر من المواد العالقة، وإضافة الشب بنسبة كبيرة يعطي طعماً حمضياً، ويكون بدون فعالية. ? لماذا؟ - لأن الشب يحمل رقماً هيدروجينياً معيناً إذا زاد أو نقص فإنه يصبح دون فعالية، مما يلزم إضافة (الجير القلوي) لرفع الرقم الهيدروجيني، ورغماً عن ذلك فإن المياه لا تكون على درجة عالية من النقاوة والصحة، إلا بإضافة الكلور الذي لا يجدي نفعاً إلاّ إذا كانت درجة عكورة المياه من (5 - صفر). إضافة لذلك فإن الكلور (مادة مؤكسدة) ونشطة جداً وقد تتفاعل مع العوالق، فتصبح غير قادرة على قتل البكتيريا أو تطهير المياه. فحتى يكون استخدام الكلور نافعاً، لابد أن تكون المياه نقية جزئياً.. وفي بعض الأحيان، خلال فترة الدميرة، قد يزاد استخدام الكلور في الحد المسموح به مما يزيد نسبة تفاعله مع العوالق، وقد ينتج عن ذلك مواد مسرطنة، (رابع كلوريد الكربون) مثلاً. لكل ذلك تحولت الهيئة لمادة (البولي ألمونيوم كلورايد)، وهي واحدة من (02) مادة لترويق المياه مسموح بها عالمياً، وتمت إجازتها من معامل الهيئة بعد عدد من البحوث والتجارب واستناداً لتجارب بعض الدول الأخرى التي سبقتنا في استخدامها كالهند والباكستان.