اقترح القائم بالاعمال الامريكي في السودان بالتنسيق مع كوادر قاعدية في المؤتمر الوطني مساراً جديداً للحوار ، فقد جلس البيرتو فرنانديز مع رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني بولاية الخرطوم هشام صلاح الدين الريدة في لقاء مفتوح استمر لأكثر من ساعة ونصف بمباني الاتحاد بالعمارات شارع (61) بحضور الوزير السابق للشباب احمد حسب الرسول بدر. دخل الدبلوماسي الأمريكي عند الساعة الثانية بعد الظهر الى مبنى الاتحاد ووسط حراسة خفيفة دون ضوضاء وفي مكان مكشوف وصل اليه عدد محدود من الصحافيين الذين تلقوا الدعوات للقاء قبل ساعة من حضور فرنانديز وكعادته بدأ الزيارة بابتسامات عريضة وممازحات مع الشباب الذين كانوا في استقباله وقال: (هل تصدقون في امريكا يدعونني بعميل العرب لعلاقاتي المتعددة مع العرب) وأضاف: ( انتم وأنا نتكلم العربية). ومن الواضح ان الاتحاد قصد تحرير موقف القواعد من قضايا يتقاطع الطرفان (الانقاذ والاعلاميون مع الامريكيين) حولها، وبدأ الحوار بوابل من الاسئلة من رئيس الاتحاد هشام الريدة حول مواقف الادارة الامريكية من الجهاد واسباب الخلط بينه والارهاب ثم انتقل إلى دارفور وطبيعة الحرب هناك وظروفها، وطوف بالحديث حول التطبيع بين الشعبين والحكومتين والعقبات التي تعترضه، وانتهى الى ضرورة خلق فرص لتدريب الشباب السودانيين في المجالات المهنية والدراسات فوق الجامعية، وتطرق اللقاء ايضاً الى موضوع تأشيرة الدخول الى امريكا. رئيس الاتحاد رئىس الاتحاد الوطني لشباب ولاية الخرطوم هشام صلاح الدين قال انه ناقش مع القائم بالاعمال الامريكي كل ما يتعلق بالعلاقات السودانية الامريكية ودارفور وعمل المنظمات فيها، وابلغ (الرأي العام) أنه تناول مع فرنانديز قضايا ساخنة بلهجة ساخنة نابعة من حرارتها وذكر أن القائم بالأعمال تقبلها بصدر رحب ورد عليها وكان اللقاء مثمراً، حيث اعلن انه سيتم وضع تأشيرة الدخول لامريكا من الخرطوم بعد اكتمال مبنى السفارة الأمريكية الجديد، واكد هشام انه اوضح للقائم بالاعمال الفرق بين الجهاد والارهاب وانه شرح ماهية الجهاد واكد له أنه دفاع عن العرض والوطن بخلاف ما يتناوله الإعلام- وان الارهاب هو بخلاف ذلك - وطلب هشام من القائم بالاعمال فرصاً دراسية للشباب في المجالات المهنية والدراسات فوق الجامعية، وخلق فرص للتواصل والحوار بين الشباب السوداني والامريكي لازالة الكثير من المفاهيم الخاطئة وحل القضايا بالحوار، وتطرق هشام في حديثه الى دارفور وما يصوره الاعلام الغربي حولها، وقال للقائم بالاعمال انها مشكلة موارد مياه وكلها صراع بين المزارعين والرعاة ولا تحتاج الى التهويل الذي يشوبها الآن. فرنانديز بدا في اجاباته متحفظاً ولم يمنح اجابات قاطعة وكانت كل ردوده مفتوحة ودبلوماسية وردد حديثه الذي ظل يطرحه دوماً حول دعم (امريكا لدارفور) والعلاقات السودانية الامريكية وقال ان العلاقات الآن في تقدم وان الولاياتالمتحدةالامريكية تدعم العالم العربي وتفضل عمل القوات الهجين وقوات الاتحاد الافريقي في دارفور أكثر من اية دولة غربية اخرى وانفقت أكثر من (400) مليون دولار على معسكرات قوات الاتحاد الافريقي في الفترة من 2005م - 2007م وأكد ان الحكومة الامريكية وجهت الشركات الامريكية بالعمل على نقل معدات واحتياجات القوات الهجين ونقلت (1600) جندي من رواندا ونيجيريا، (18) دبابة وهي مسؤولة كما قال عن (26%) من تكاليف الهجين و(26%) من تكاليف القوات الاممية في جنوب السودان، واضاف ان الحكومة الامريكية اعلنت عن تقديم مساعدات اضافية للقوات الهجين في دارفور تقدر ب (100) مليون دولار لتوفير بعض الاحتياجات لها بما فيها الملابس واكد ان السودان بحاجة للدعم الامريكي ولكن فرنانديز قال فيما يتعلق بالحرب في دارفور(نفهم تماماً الأسباب التي ادت الى الحرب في دارفور). ولم يكن واضحاً ما اذا كان القائم بالاعمال بدا مقنعاً بما طرحه الاتحاد في هذا الصدد ام انه يستبطن الموقف المعروف واختفى وراء هذه الجملة الملتبسة، وقال فرنانديز ان الجنوب خرج من الحرب ويحتاج الى تنمية ودعم والشمال ايضاً يحتاج الى دعم والشرق فقير ولا توجد به تنمية ويحتاج الى تواصل مع السودان دون التمييز بالجنس (عربي، افريقي، امريكي) ويناقض هذا القول مع القرار الامريكي الاخير بتحديد مناطق معينة لتقديم الدعم.«انا اكثر من يتعامل مع العرب بصورة افضل لذلك يدعونني في امريكا بأنني عميل العرب والمسلمين لأنني اتعاطف معهم». وتمنى في ختام حديثه «الانفتاح بصورة جادة بين البلدين» وقال نتطلع للتواصل بين الشعبين السوداني والامريكي ولابد من منح فرص دراسية للطلاب في امريكا من هنا وهناك.ايضاً هنا استخدم جملة ملتبسة فما معنى هنا وهناك، اذ ان اهل مكة ادرى بشعابها والمطلوب من الشباب التدريب الاكاديمي والهجين في امريكا. وخرج القائم بالاعمال الامريكي بعد انتهاء اللقاء الى فناء الدار والتقط الصور التذكارية مع الشباب وخرج الى سيارته وودع الجميع بابتساماته التي بدأها وركب سيارته وتحرك في هدوء الى مقصده.