للزراعة في السودان احتياجات و معينات كبيرة وكثيرة يجب توفيرها وبشكل سريع . أولها يجب أن يكون أنتاجنا الزراعي معتمدا بعد الله على العلمية التي تعتمد على الاحصاء الدقيق للامكانيات المتاحة من الموارد وكيفية استغلالها. ثانيا: ان الانتاج الزراعي عناصره غير الماء و الارض كثيرة فهو با ختصار تسلسل زمني لعمليات فلاحية و مكافحة آفات وعمليات حصاد وما بعد الحصاد. وهنا يجب التوقف لنتساءل عن توافر الامكانيات لهذه العمليات المذكورة.. هل للسودان من آليات تحضير الارض ( جرارات ومحاريث وزراعات ما يكفي لتجهيز الارض للزراعة في الوقت المناسب؟) اذ الوقت مهم جدا في الانتاج الزراعي . يجب أيضا أن يكون التخطيط سليما في تحديد المساحات المزروعة و عدم الجري وراء زرع مساحات لا تمكننا من تحضيرها وزراعتها في المواعيد المثلى للزراعة ولا يمكن ريها في المواعيد المثلى و هكذا الخ. توفير البذور المحسنة الكافية لزراعة المساحات و توفير الاسمدة والاعتما د على التوصيات العلمية وفي ذلك ارتقاء بالانتاج وزيادة لكفاءة استغلال هذه الموارد وتقليلا للتكلفة. ثالثا:. المكافحة الرشيدة للآفات واعتماد التقانات التي تقلل من استعمالات المبيدات الضارة في محاصيل الغذاء الانساني والحيواني وهذا يجب العناية به لأنه مسؤولية أمام الله. رابعا: في عمليات الحصاد.. كم يملك السودان من آليات حصاد محاصيل الغلال مثلا؟ هل نزرع ونترك الانتاج للامطار و عاديات الزمان؟ خامسا: الاهتمام بالتركيبة المحصولية المثلى التي تحافظ على مواردنا الطبيعية وعدم تفشي الآفات و الامراض نتيجة لترك الحبل على الغارب للمزارعين ليزرعوا ما شاءوا و متى شاءوا. أنا لا أريد أن أنتقد قانون مشروع الجزيرة الذي اتاح للمزارع زراعة ما يشاء مما أخل بالدورة الزراعية وأدى الى تفشي آفا ت الحشائش والحشرات وشكل تحديا غير متوقع للباحثين الزراعيين في اجراء بحوثهم وأثار مثل هذا التنوع الكثير في المحاصيل المنتجة على التنوع البيئي للآفات.ولنا أن نتساءل أيضا من أين للمزارعين امكانيات حراثة الارض وتحضير المساحات الكبيرة في أسرع وقت هذا على سبيل المثال؟. ما أقوله الآن وان كان للسودان أن ينهض زراعيا فيجب علينا من واقع حدبنا لمصلحة هذه البلاد الطيبة أن لا ندفن رؤوسنا في الرمال ونغض الطرف عن مواقع الخطأ والقصور و التمني على الله الاماني والاتكال على الكلام والاجتماعات الكثيرة غير المجدية بل يجب أن نعمل على الاتي 1 - الامانة مع الله والنفس في أخذ المسؤوليات المناط بالمسؤولين عملها مأخذ الجد 2- الاعتماد بعد الله على أهل الامر الاتقياء الذين ينصحون بما تمليه عليهم ضمائرهم و علمهم وأمانة المسؤلين في تنفيذ هذة النصائح. 3- على المسؤولين في الدولة تكوين لجان أمينة متخصصة لعمل احصائيات لما تحتاج اليه المشاريع الزراعية من امكانيات في الهندسة الزراعية و الاهتمام بالسكة الحديد السودانية والاهتمام بالمشاريع المروية كأرخص ناقل لمدخلات الانتاج ومستخرجاته وتحسين و نظافة قنوات الري والاحتياجات الاخرى والعمل على توفيرها على وجه السرعة.. 4 - أن تكون لنا أهداف محددة مدروسة في التعامل مع أزمة الغذاء العا لمي وكيفية استفادة بلادنا من مواردها بتحسين شروط الاستثمار بشكل يعود بالنفع على بلادنا وجيراننا من المسلمين. وغيرهم.